ولاية ثالثة لـ«مودي».. ابن بائع الشاي يقود أكبر ديمقراطيات العالم
مع وعد بـ"فصل جديد من التنمية"، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فوز حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه وحلفاؤه، الثلاثاء، في الانتخابات الهندية التي استمرت لأسابيع.
وحصل التحالف بزعامة بهاراتيا جاناتا على غالبية برلمانية مطلقة، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات مساء الثلاثاء.
لكن النتائج والاستطلاعات تشير إلى حصول بهاراتيا جاناتا بمفرده على 240 مقعدا، مقارنة بـ303 مقاعد فاز بها قبل خمس سنوات، ما يعني أنه سيضطر للاعتماد على شركائه.
فصل جديد من التنمية
وقال مودي، أمام حشد من أنصاره في نيودلهي، إن الهند أعطت الحزب وحلفاءه تفويضا "لولاية ثالثة متتالية".
وأضاف "ستشهد ولايتنا الثالثة اتخاذ قرارات كبيرة، وستكتب البلاد فصلا جديدا من التنمية. هذه ضمانة من مودي".
لكن في تحوّل لافت مدفوع إلى حد كبير بالاتفاقات الرامية لتقديم مرشحين بشكل منفرد في مواجهة "بهاراتيا جاناتا"، أشارت النتائج والاستطلاعات إلى فوز حزب المؤتمر المعارض بـ99 مقعدا، أي تقريبا ضعف ما حصل عليه في 2019 وهو 52 مقعدا.
ومع فرز أكثر من 99% من الأصوات، بلغت حصة "بهاراتيا جاناتا" من الأصوات 36,7%، وهي نسبة أقل بقليل من تلك المسجلة في آخر انتخابات عام 2019.
وأُعيد انتخاب مودي عن دائرته الانتخابية التي تمثل مدينة فاراناسي المقدسة لدى الهندوس بفارق 152300 صوت مقارنة بنحو نصف مليون صوت قبل خمس سنوات.
ومن بين النواب المستقلين المنتخَبين، اثنان يمضيان عقوبة في السجن هما الداعية الانفصالي من السيخ أمريتبال سينغ المثير للجدل، والشيخ عبدالرشيد وهو من الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير الذي أوقف بتهمة "تمويل الإرهاب" وغسل الأموال في 2019.
أجواء احتفالية
ومع قرب نهاية الفرز، بدأت الاحتفالات في مقر حزب "بهاراتيا جاناتا" قبل الإعلان الكامل عن النتائج، كذلك، سادت أجواء احتفالية أيضا في مقر حزب المؤتمر في نيودلهي.
وتعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها إذ أدلى 642 مليون ناخب بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي جبال هملايا.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار الاثنين "على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديمقراطية الهندية"، مؤكدا "لدينا عملية فرز متينة".
وبناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66,3 في المئة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67,4 في المئة.
وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.
ابن بائع الشاي
ويصنف رئيس الوزراء نارندرا مودي ضمن أكثر القادة شعبية في العالم مع الإنجازات التي شهدتها الهند خلال الولايتين السابقتين من حكمه.
ووُلد مودي في ولاية غوجارات الغربية، وهو الثالث من بين ستة أطفال، وكان مودي يساعد والده في بيع الشاي عند محطة سكة حديد عندما كان صبيا قبل أن ينطلق في حياته السياسية مع القوميين.
ولا يخجل مودي (73 عاما) من كشف خلفيته المتواضعة بل يصور نفسه على أنه شخص صلب يحمي أمن الهند القومي والقيم الهندوسية، ويؤكد أن الهند هي القوة الصاعدة في العالم.
وأضاف "نعم، لقد أصبح شخص ينتمي إلى عائلة فقيرة رئيسا للوزراء.. إنهم لا يستطيعون إخفاء امتعاضهم من هذا. نعم كنت أبيع الشاي، ولكنني لم أبع أمة".
وانضم مودي إلى راشتريا سوايامسيفاك سانغ (المنظمة القومية الطوعية) وهو في عامه الثامن، وترك منزل عائلته عندما كان مراهقا وتخلى عن زواج رتّبته له عائلته ليصبح ناشطا بالمنظمة التي تعتمد أساليب شبه عسكرية.
وترقى مودي، المعروف بجده واجتهاده، في صفوف المنظمة وحزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الشريك ليصبح رئيس وزراء مسقط رأسه ولاية غوجارات عام 2001.
ونجح في تعزيز اقتصاد غوجارات، وتبنى قضايا قومية، ما وفر له منصة انطلاق لقيادة بهاراتا جاناتا بانتخابات 2014 العامة، وسحر الجماهير بقصة حياته وحقق حزبه أكبر نصر في تاريخ الهند.
وفي عهده حققت الهند إنجازات غير مسبوقة، أزاحت بريطانيا من المركز الخامس في قائمة أكبر اقتصادات العالم، إذ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 3.4 تريليون دولار، مع معدل نمو سنوي يبلغ 7.0%.
وتشير العديد من التقديرات إلى أنها ستحل في المركز الثالث عالميا حيث من المتوقع أن يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للهند اليابان وألمانيا بحلول عام 2030.