استقالة مورو.. تصدع جديد يشق صف "إخوان تونس"
عبد الفتاح مورو أسس حركة النهضة الإخوانية في تونس سنة 1972 برفقة راشد الغنوشي وفشل في الانتخابات الرئاسية 2019
ورقة جديدة سقطت من شجرة الإخوان الفاسدة في تونس، حيث أعلن النائب الأول لرئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو رسميًا، اليوم الثلاثاء، انسحابه النهائي من الحياة السياسية ومن العمل الحزبي.
مورو الذي، أسس حركة النهضة الإخوانية في تونس سنة 1972 برفقة راشد الغنوشي، وفشل في الانتخابات الرئاسية 2019، زعم، في تصريحات إعلامية، أنه سينصرف إلى مشاغل أخرى بعيدة عن السياسية، معلنًا رسميًا تخليه عن موقعه في قيادة الإخوان، وهو منصب نائب رئيس حركة النهضة الذي يتولاه منذ 2016.
ويرى مراقبون أن استقالة عبد الفتاح مورو، ليست الأولى في مسيرة تفتت البيت الإخواني، حيث سبقتها استقالة أبرز وجوهه أمثال عبد الحميد الجلاصي، وحمادي الجبالي في وقت مضى.
كما أكد المراقبون أن الحركة لا تعيش انتعاشة سياسية في ظل احتدام الخلاف حول المؤتمر الانتخابي وخلافة الغنوشي "المستبد بأمره داخل حزبه"، كما يصفه معارضوه من داخل الحركة السياسية الإسلامية.
واعتبر الأستاذ الجامعي محمد فريد العوادي، أن انسحاب مورو رسميا من حركة النهضة هو عبارة عن نهاية الجيل الأول لإخوان تونس، والذي ستتبعه استقالات أخرة قد تطال راشد الغنوشي نفسه.
وأضاف في حديث لـ" العين الإخبارية" أن أحد أسباب ابتعاد مورو أيضًا، هو خلافاته العميقة مع الغنوشي وصراعه المفتوح معه، مؤكدًا أن العلاقة بين الرجلين هي علاقة "عدائية " بالمفهوم السياسي.
وتابع أن الصراع بينهما يعود إلى بداية الثمانينات، وهي صراعات على الزعامة تخللها مراحل من التخوين المتبادل و التراشق بالاتهامات وصلت حد القطيعة من سنة 1990 إلى عام 2014.
وكان مورو قد دعا راشد الغنوشي في تصريحات سابقة إلى الابتعاد عن رئاسة حركة النهضة، معللاً ذلك بأن سن الغنوشي (79سنة ) لا تسمح له بإدارة الشؤون السياسية للبلاد أو نفع اقتصادها
وتفيد مصادر مطلعة مقربة من حركة النهضة بأن موجة الاستقالات قد تلحق أسماء قيادية في الأيام المقبلة، خاصة في ظل تعنت راشد الغنوشي و بقاءه على رأس حركة النهضة دون الاستجابة لاجراء مؤتمر انتخابي، والذي كان مقررا نهاية مايو /أيار الجاري.
كما بينت ذات المصادر المطلعة لـ" العين الإخبارية" أن قاطرة الاستقالات قد تحمل خلال الأيام المقبلة استقالة زياد العذاري، الأمين العام السابق، ولطفي زيتون، المستشار السابق للغنوشي و عبد اللطيف المكي، وزير الصحة الحالي.
الإخوان ... بيت من قش
على الرغم من نفي ربط أسباب استقالته بالأحداث الجارية داخل حركة النهضة، إلا أن مقربون من عبد الفتاح مورو يؤكدون "امتعاضه" في الفترة الأخيرة من الأموال المتدفقة على عائلة راشد الغنوشي، وصهره رفيق عبد السلام، ونجله معاذ الغنوشي.
وقالت مصادر مقربة من مورو، إنه "غير راض على الأداء السياسي لراشد الغنوشي على رأس البرلمان، ولا يرى أي جدوى وطنية لتواجده على رأس البرلمان التونسي.
ويعتبر الغنوشي- حسب العديد من الخبراء - عنصرا خلافيا في المشهد السياسي التونسي، وغير قادر على تجميع الفرقاء السياسيين، فضلا عن الاتهامات التي تلاحقه و خاصة منها التخابر مع المحور التركي -القطري ضد مصلحة البلاد.
ومن جانبها أكدت نرجس بن قمرة، الباحثة في العلوم السياسية، أنه "كلما ضاق الخناق على حركة النهضة تشتت قياداتها وسقطت رموزها و تبعثرت أوراقها"، معتبرة أن حركة النهضة تعيش في أسوأ حالاتها منذ سنة 2011.
فخلال 3 أشهر خسرت حركة النهضة أحد أبرز عناوينها و هما عبد الحميد الجلاصي و عبد الفتاح مورو.
وأضافت في حديث لـ" العين الإخبارية" أن الرفض الشعبي والبرلماني لإخوان تونس سيؤثر حتما على التوازن الداخلي لحركة النهضة وعلى تماسكها المؤسساتي.
وتابعت أنه "لا يمكن لأي حركة سياسية لم تقم بالتجديد للآن لقياداتها أن تحافظ على وجودها طيلة 40 سنة بنفس الأسماء و الزعامات".
وقالت إن"الصندوق الأسود لثروة الغنوشي أصبح يثير تساؤلات رفاقه قبل خصومه، وخاصة أن مظاهر الثراء الفاحش و حياة البذخ والرتف التي تعيشها عائلة الغنوشي و الأرقام المتداولة حول ثروته أصبحت قنابل موقوتة قد تنفجر داخل حركة النهضة في أي وقت.