التهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن.. ما هي أعراضه وأسبابه؟
التهاب الجيوب الأنفية حالة مرضية تصيب كثيرين وتنغّص عليهم حياتهم، ورغم أن أعراضها تتداخل مع نزلات البرد والإنفلونزا فإن هناك ما يميزها.
مع التغيرات الجوية، وخاصة في فترة ما بين الفصول، يصاب البعض ببعض الأمراض أبرزها: التهاب الجيوب الأنفية؛ نظراً لانخفاض درجات الحرارة، أو انتشار الغبار والأتربة.
التهاب الجيوب الأنفية وأنواعه
أوضح البروفيسور فابيان سومر، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى أولم الجامعي، أن الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف في الجمجمة مبطنة بغشاء مخاطي، وتشمل هذه الجيوب الأنفية الأمامية والفكية فوق وتحت تجويف العين، وهناك ثلاثة أنواع له، هي:
- الالتهاب الحاد.
- الالتهاب المتكرر الحاد
- الالتهاب المزمن.
وبقول آخر، فالتهاب الجيوب الأنفية يعتبر التهاب أو تورم في الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية، وهي 4 تجاويف مقترنة في الرأس، وترتبط بقنوات ضيقة. تصنع الجيوب مخاطاً رقيقاً يخرج من قنوات الأنف ليساعد في الحفاظ على الأنف نظيفاً وخالياً من البكتيريا، وعادة ما تكون الجيوب الأنفية ممتلئة بالهواء، ويمكن أن تنسد وتمتلئ بالسوائل.
عندما يحدث ذلك، يمكن أن تنمو البكتيريا وتسبب عدوى (التهاب الجيوب الأنفية الجرثومي)، ويتورم نسيج الأنف دائماً إذا كان نسيج الجيوب الأنفية ملتهباً.
الفرق بين حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية
قد يكون من الصعب التمييز بين نزلات البرد والحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، لكن عادةً ما يتراكم الزكام الشائع ويبلغ ذروته ويختفي ببطء، حيث يستمر من بضعة أيام إلى أسبوع، ويمكن أن يتحول البرد إلى التهاب في الجيوب الأنفية.
حساسية الأنف هي التهاب يصيب الأنف بسبب الجزيئات المهيجة (الغبار، حبوب اللقاح، وبر)، ويمكن أن تشمل أعراض حساسية الأنف العطس وحكة الأنف والعينين والاحتقان وسيلان الأنف والتقطير الأنفي الخلفي (مخاط في الحلق).
من يصاب بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد؟
يذكر أن التهابات الجيوب الأنفية يمكن علاجها بصورة جيدة في أغلب الأحيان، ووفقاً لموقع clevelandclinic، فإن عدوى الجيوب الأنفية يمكن أن تحدث لأي شخص، ومع ذلك فإن الحالات الآتية أصحابها أكثر عرضة للإصابة وهم:
- الذين يعانون من الحساسية الأنفية.
- أصحاب الأورام الحميدة الأنفية.
- مرضى الربو.
- من يعانون من تركيبات الأنف غير الطبيعية.
- يزيد التدخين من إمكانية الإصابة بالجيوب الأنفية.
أما في حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد والمزمن، يمكن أن ينتشر الالتهاب إلى المناطق المجاورة، هذا يمكن أن يؤدي إلى التهاب وتراكم الصديد في تجويف العين أو السحايا أو في الدماغ، وأوضح البروفيسور فابيان سومر أنه قد يحدث انتشار الالتهاب في مجرى الدم، غير أن مثل هذه المضاعفات الخطيرة نادرة الحدوث.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية؟
يحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما تحفز مادة مهيجة مثل مسببات الحساسية أو الفيروسات، الأنف، ما يزيد تدفق الدم إلى الشبكة الكبيرة من الأوعية التي تبطن تجويف الأنف، ويتسبب هذا في تضخم الممرات الأنفية، ما يجعل التنفس أكثر صعوبة، ويمكن أن يتداخل تورم الأنف أيضًا مع حبس المخاط، ما يمنع تدفق الهواء بشكل أكبر.
ويؤدي احتقان الأنف إلى الضغط على عظام الوجنتين وقرب العينين وفوق الجبهة، مع صعوبة التنفس من الأنف، والشعور بتورم المنطقة حول العينين، وحسب الجمعية النمساوية لطب الأنف والأذن والحنجرة، فيمكن حصر أسباب الإصابة بما يلي من أسباب:
- أمراض المسالك التنفسية مثل: الربو والانسداد الرئوي المزمن.
- مواضع الضيق التشريحية، والتي تعيق تهوية الجيوب الأنفية مثل: انحناء الحاجز الأنفي والزوائد الأنفية الكبيرة.
- الحساسية الأنفية والموسمية، بما في ذلك الحساسية من العفن.
- ضعف جهاز المناعة من المرض أو الأدوية.
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
- الأورام الحميدة (الزوائد).
- نزلات البرد.
- التدخين.
أما الالتهاب الأكثر شيوعاً عادة يرتبط بالبرد المسبب للعدوى الفيروسية، ويصيب حوالي 1 من كل 8 بالغين سنوياً. ومع ذلك، يمكن أن يعود لأسباب أخرى غير مُعدية.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد
تتمثل أعراض التهاب الجيوب الأنفية في إفرازات قيحية من الأنف وانسداد الأنف تماما وتراجع حاستي الشم والتذوق وانبعاث رائحة كريهة من الفم، بالإضافة إلى الصداع والشعور بالضغط في الرأس وتورم الأنف والحمى والإعياء.
حيث أوضح البروفيسور يورج شيلينج على أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن غالبا ما تكون الأعراض به أقل وضوحا، لكنها تكون مزعجة، وتتمثل الأعراض المعتادة لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد فيما يلي:
- ألم أو ضغط خلف العينين أو الأنف أو الخدين أو الجبهة.
- السعال، وعادة ما يكون أسوأ في الليل.
- تدفق الإفرازات من الأنف وأسفل الحلق.
- تصريف المخاط في مؤخرة الحلق.
- ضيق التنفس الأنفي.
- آلام الوجه.
- الحمى.
- الصداع.
- الإعياء.
- احتقان بالأنف.
- التهاب الحلق.
- ألم في الأذن.
- وجع الأسنان.
- رائحة الفم الكريهة.
- انخفاض حاستي الشم والتذوق.
أوضح البروفيسور يورج شيلينج أن التهاب الجيوب الأنفية يضر خلايا حاسة الشم جزئيا، وفي حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن يفقد بعض المرضى قدرتهم على الشم بشكل دائم بعد فترة من الالتهاب المتكرر.
فيما أوضحت هيئة الدواء المصرية أنه في معظم الحالات تتطور الأعراض على مدار يوم واحد، وتبدأ في التحسن من ٧ إلى ١٠ أيام. وقالت الهيئة، في منشور توعوي عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن من أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد أيضاً: ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة، فضلاً عما سبق من أعراض.
متى يكون التهابات الجيوب الأنفية مزمن؟
أوضح البروفيسور سومر أن التهاب الجيوب الأنفية الحاد تستمر أعراضه لمدة أقل من 12 أسبوعا، ومع الالتهاب الحاد المتكرر، هناك أربع نوبات أو أكثر من الالتهاب في غضون 12 شهرا، مع فواصل زمنية خالية من الأعراض، ويرى البروفيسور فابيان سومر أنه يتم تشخيص التهاب بأنه مزمن إذا استمرت الأعراض لأكثر من 12 أسبوعا.
ويتم علاج التهاب الجيوب الأنفية بواسطة الأدوية المزيلة للاحتقان والمذيبة للمخاط، بينما في حالة العدوى البكتيرية يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية. أما في حالة المشاكل التشريحية مثل اعوجاج الحاجز الأنفي والزوائد الأنفية الكبيرة، فيتم اللجوء إلى الجراحة لتقويم الاعوجاج أو إزالة الزوائد.
متى يكون التهابات الجيوب الأنفية خطر؟
حسب هيئة الدواء المصرية، فإنه من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بعدوى فيروسية أو بكتيرية في البداية، ولكن إذا استمرت أعراض التهاب الجيوب الأنفية لأكثر من ١٠ أيام، أو إذا كان لديك أعراض تتحسن في البداية، ثم ساءت مرة أخرى في غضون الـ7 أيام الأولى؛ فقد تكون مصاباً بالتهاب الجيوب الأنفية البكتيري. ونصحت الهيئة باستشارة الطبيب في حالة الشعور بالأعراض التالية:
- صعوبة الرؤية.
- انتفاخ أو احمرار حول إحدى العينين.
- ألم شديد ومفاجئ في الوجه أو الرأس.
- ارتفاع مستمر في درجة الحرارة أكتر من ٣٨°C.
في حالة استمرار الاحتقان لأكثر من أسبوع دون تحسن، أو ازداد سوءًا بعد التحسن، أو كان مصحوبًا بالحمى أو الصداع الشديد أو ألم الوجه، فيجب استشارة الطبيب لأنها قد تكون عدوى بكتيرية تتطلب مضادًا حيويًا.
نصائح لمريض التهاب الجيوب الأنفية
ونصحت هيئة الدواء المصرية مرضى التهاب الجيوب الأنفية الحاد باتباع الخطوات التالية لتقليل الألم أو تجنب الإصابة بالالتهاب، وهي:
- اشرب كميات كافية من المياه يومياً.
- ابتعد عن شرب السجائر كونها تهيج الألم.
- ضع كمادات دافئة على الوجه لتخفيف الألم.
- تجنب مسببات تهيج الأنف مثل المنظفات المنزلية التي تسبب أبخرة.
- اغسْل الأنف بمحلول ملحي أو البخاخات؛ لتِقليل الإفرازات والتخلص من مسببات الحساسية.
طرق علاج الجيوب الأنفية
نصحت هيئة الدواء المصرية بضرورة عدم استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهاب الجيوب الأنفية إلا بعد الرجوع إلى الطبيب؛ فالمضادات الحيوية تستخدم لمعالجة العدوى الناتجة عن الإصابة البكتيرية فقط، ولا تستخدم لمعالجة الإصابات الناتجة عن الفيروسات.
فيما أوضح الطبيب شيلينج أنه إذا كانت الالتهابات مزمنة، فيمكن علاج الأعراض عن طريق محلول ملحي للأنف، ويسمح بمسكنات الألم إذا لزم الأمر، وأضاف الطبيب مارتينسريد أن رذاذ الأنف المحتوي على الكورتيزون قد يساعد في علاج التورم والتهيج المزمنين، ويمكن العلاج بالكورتيزون على شكل أقراص لكن تحت الإشراف الطبي.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز