اليمين المتطرف يخطو نحو الحكم بألمانيا.. هل يستطيع؟
زحف مستمر في استطلاعات الرأي منذ أشهر وقرار مفاجئ بتسمية مرشح للمستشارية لأول مرة في تاريخه، في الانتخابات التشريعية المقبلة.
تحركات حثيثة لحزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف" من أجل تحقيق هدف الوصول للسلطة، وأن يصبح أول حزب شعبوي يحكم ألمانيا منذ تأسيس النظام الحالي في عام 1945.
- تحركات الإخوان المشبوهة في ألمانيا.. احتيال في فرانكفورت
- "اليمين المتطرف" بألمانيا يعيد شميدت لواجهة السياسة
إذ أعلنت رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، اعتزام الحزب تقديم مرشح لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية المقبلة وذلك لأول مرة في تاريخ الحزب اليميني الشعبوي.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كان الحزب سيقدم على هذه الخطوة في ظل نتائج استطلاعات الرأي الحالية التي تظهر ارتفاع شعبيته، قالت فايدل في تصريحات تلفزيونية: "بالطبع. كنا سنتقدم بمرشح للمستشارية حتى دون نتائج الاستطلاعات".
والموعد المقرر للانتخابات البرلمانية على المستوى الاتحادي في ألمانيا سيكون في أواخر صيف أو في خريف عام 2025، إذ لم تضطر البلاد للجوء إلى انتخابات مبكرة في أي وقت قبل ذلك.
ولم يتقدم حزب البديل بمرشح للمستشارية في الانتخابات السابقة.
وأوضحت نتائج الاستطلاعات في الوقت الحالي أن نسبة تأييد الحزب بين الناخبين تراوحت بين 18 و20%، ما يعني أنه في المرتبة الثانية ويسبق الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم الذي تتراوح أيضا نسبة تأييده بين 18 و20%. فيما يحل الاتحاد المسيحي في المرتبة الأولى بنسب تأييد تتراوح بين 27 و30%.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ستأخذ على عاتقها الترشح لمثل هذا المنصب، قالت فايدل:" أستطيع أن آخذ على عاتقي الكثير من الأشياء، لكن مسألة من سيتقدم (لهذا المنصب) مسألة مفتوحة تماما".
يذكر أن فايدل تقود الحزب المعارض بالمشاركة مع زميلها تينو شروبالا.
وجرت العادة على ألا يتقدم بمرشح لمنصب المستشارية في ألمانيا سوى الأحزاب التي تمتلك فرصا واقعية في الفوز بهذا المنصب.
وكانت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "فورزا" لصالح محطة "آر تي إي/إن تي في" في أواخر الأسبوع الماضي أوضحت أن نسبة تأييد "البديل لأجل ألمانيا"، ارتفعت بمقدار نقطتين لتصل إلى 19% ليحتل البديل المركز الثاني في قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا متقدما على حزب المستشار أولاف شولتز الاشتراكي الديمقراطي الذي حصل على 18%.
ورغم نشوة القفز في استطلاعات الرأي إلى نسب غير مسبوقة، إلا أن حزب البديل لأجل ألمانيا أمامه طريق صعب للوصول إلى الحكم، خاصة في ظل تصدر الاتحاد المسيحي استطلاعات الرأي بفارق مريح حتى الآن.
وتأتي صحوة حزب البديل لأجل ألمانيا في استطلاعات الرأي، في إطار صحوة عامة لليمين المتطرف في مناطق عدة من أوروبا، وسط سخط شعبي على الحكومات في ظل تزايد التضخم.
ففي فرنسا، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة fop-Fiducial لصالح مجلة جورنال دو ديمانش، ونشر مؤخرا، قال 41% من المشاركين إنهم يرغبون في فوز لوبان بالانتخابات المقبلة عام 2027، بزيادةٍ قدرها 7 نقاط مئوية عن عام 2021.
ووجد الاستطلاع زيادة في دعم حزب التجمع الوطني؛ حزب لوبان، بين الفئات التي كان فيها ضعيفاً في الماضي. هذه الفئات تشمل المتقاعدين وكبار المديرين التنفيذيين وخريجي الجامعات وذوي الدخل المرتفع، وجميعهم يشكلون الآن نحو 30% من قاعدة الناخبين للحزب.
أما في النمسا، فيتصدر حزب "الحرية" اليميني المتطرف استطلاعات الرأي منذ أشهر طويلة، ووصل إلى 30% من نوايا التصويت، متفوقا بـ6 نقاط كاملة عن حزب الشعب الحاكم حاليا، قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية في خريف 2024.