طالبان تجبر صحفية أفغانية بارزة على التقاعد قسرا
تقرير لشبكة إيران واير يرصد واقعة تعرض الصحفية الأفغانية الشهيرة "نازنين شفائي" لتهديدات بالقتل من طالبان أجبرتها على ترك وظيفتها
لا يزال مسلسل تهديد وقتل الصحفيين مستمرا في أفغانستان، وكان آخر حلقاته تقاعد الصحفية الأفغانية الشهيرة "نازنين شفائي" قسرا بسبب تهديدات حركة طالبان.
ومع زيادة تحركات مجموعات متطرفة مثل طالبان تضيق دائرة عمل المراسلين والصحفيين الأفغان بوسائل الإعلام المحلية.
- طالبان تشترط انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان لبدء المحادثات
- واشنطن تشترط تغيير سلوك طالبان قبل استئناف التفاوض
ورصد تقرير لشبكة إيران واير (ناطقة بالفارسية ويديرها مجموعة صحفيين إيرانيين وأجانب حول العالم)، الأربعاء، واقعة تعرضت لها نازنين شفائي التي اضطرت إلى ترك وظيفتها مؤخرا.
وأوضح التقرير أن شفائي التي عملت سابقا لدى مؤسسة "دعم الإعلام الحر في أفغانستان" والمعروفة اختصارا بـ"ني" تعرضت لكثير من التهديدات من جانب حركة طالبان، الأمر الذي اضطرها للبقاء في منزلها.
وبعد ما يقارب 9 سنوات، عملت خلالها نازنين شفائي داخل العديد من وسائل الإعلام الأفغانية المحلية، حيث حازت العام الماضي ضمن 3 صحفيين أفغان على جائزة "الصحفي المبدع" داخل بلادها.
وتقول الصحفية الأفغانية في مقابلة مع شبكة "إيران واير"، إن تهديدات طالبان بدأت قبل عامين، حيث كانت تصلها الكثير من رسائل التحذير على حساباتها الرسمية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكشفت شفائي تعرض حسابها على موقع فيسبوك لمحاولة اختراق سابقا حتى اضطرت لاحقا إلى إغلاقه نهائيا، في الوقت الذي ألمحت إلى أنها لم تكن تعير رسائل التهديد بالا خلال تلك الفترة.
التحذيرات التي تعرضت لها الصحفية الأفغانية الشهيرة انحصرت في ضرورة تركها عملها بحجة وجودها ضمن بيئة عمل يحدث داخلها اختلاط بين الرجال والنساء على سبيل المثال.
ولفتت الصحفية الأفغالنية البارزة إلى أن تهديد تلك العناصر المتطرفة لأسرتها بالقتل، هو الذي دفعها لإعادة التفكير في التقاعد عن العمل الصحفي نهائيا للحفاظ على حياة أفراد الأسرة.
وتمكث الصحفية نازنين شفائي التي كانت آخر محطات عملها منصب رئيسة تحرير إحدى الوكالات الإخبارية الأفغانية المحلية في منزلها منذ 8 أشهر.
وعلى مدار تلك الفترة انقطعت أخبار نازنين شفائي عن شاشات المحطات الإخبارية الأفغانية، فضلا عن بث تقارير تلفزيونية كانت تعدها تتناول الوضع السياسي داخل بلادها.
الصحفية الأفغانية حاولت العودة مجددا في الوقت الحالي بالانضمام إلى مؤسسة "ني"، لكنها تحدثت لإيران واير عن تلقيها تحذيرات هاتفية هذه المرة من قبل عناصر متطرفة.
واضطرت نازنين شفائي، بحسب حديثها في المقابلة مع الشبكة الناطقة بالفارسية، إلى إنهاء تعاقدها الجديد سريعا مع مؤسسة "دعم الإعلام الحر في أفغانستان" لأن التهديدات باتت أكثر خطورة.
ومع ارتفاع مستوى الخطورة التي وصلت لدرجة التهديد بالاغتيال، ألمحت الصحفية الأفغانية إلى أنها تفكر في مغادرة بلادها بشكل نهائي للحفاظ على حياتها.
واتهمت نازنين السلطات الأفغانية بتراخي قبضتها الأمنية إزاء حماية الصحفيين والمراسلين العاملين بوسائل إعلام محلية، على غرار واقعة اغتيال الصحفية "مينة منجل" التي قتلها مجهولون بالرصاص بعد تهديدها سابقا.
وتخشى الصحفية الأفغانية التي بدأت مسيرتها المهنية منذ عام 2009 مصير زميلتها التي قتلت رميا بالرصاص، وهو الأمر الذي يؤرقها حاليا بعد أن فشلت جهودها على ما يبدو لتحسين أوضاع الصحفيين الأفغان العاملين داخل بلادها.
وتعرض الكثير من الصحفيين الأفغان سواء في العاصمة كابول وولايات أخرى خلال الأشهر الأخيرة إلى تهديدات بالاغتيال من قبل طالبان وحركات متطرفة أخرى.