غاز قطر يفقد قيمته بعد تزايد المنتجين
محللون ومراقبون يؤكدون تغيير خريطة منتجي الغاز المسال في العالم، بتراجع الدول التي كانت لها الريادة مثل قطر ودخول القارة السمراء
أصبح الغاز الطبيعي المسال، هو الثورة الحقيقة لذلك العصر، من يمكله يمتلك إحدى أهم السلع الإستراتيجية في المنطقة، حيث يعد المصدر الجديد للطاقة الأقل تلويثاً، وفي صميم استراتيجية الدول الكبرى للحد من تلوث الهواء، وحماية البيئة.
تقارير دولية لمحللين ومراقبين يؤكدون تغيير خريطة منتجي الغاز المسال في العالم خلال السنوات الأخيرة بتراجع الدول التي كانت تتصدرها قطر بعد دخول العديد من الدول للسوق بقوة في ذلك المجال.
قال عملاق تجارة الطاقة، فيتول إن "الأسعار العالمية للغاز الطبيعي المسال ستواجه ضغوطاً من فائض في المعروض في العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، خصوصا في الأشهر الأكثر دفئاً".
وأوضح بابلو جالانتي اسكوبار، الذي يرأس أنشطة تداول الغاز الطبيعي المسال لدى فيتول، مؤتمراً هذا الأسبوع أن "الإنتاج الجديد للغاز الطبيعي المسال في دول مثل الولايات المتحدة والكاميرون، والذي من المنتظر أن يبدأ في الأشهر المقبلة يعني أن الضغوط على السوق التي تشهد توسعا سريعا سيكون ظاهرا بشكل خاص في 2019، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
وقال اسكوبار "مازلنا نتوقع أن نشهد على مدار العامين إلى الأعوام الثلاثة القادمة، وفرة في هيكل المعروض بالأسواق، خصوصا في الصيف".
في هذا الشأن، ذكر تقرير لوكالة "إيكوفين" السويسرية، للدراسات الاقتصادية أن " العشرة سنوات الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً في الغاز الطبيعي المسال، ما بين 2006 إلى عام 2016، موضحة أنه "فيما كانت قطر أحد المصدرين الرئيسيين للغاز في العالم من بين 15 دولة تليها أستراليا ونيجيريا وماليزيا وإندونيسيا، تخطى عدد تلك الدول المصدرة للغاز 39 دولة".
وأشارت الوكالة إلى أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، احتلت أفريقيا مكانة هامة في تلك الطاقة، بداية من مصر حتى موزمبيق، مروراً بالسنغال وموريتنيا، ما سحب البساط من تحت دول المنطقة على رأسها قطر".
ووفقاً لمحللين فإن ارتفاعاً في كفاءة الغاز المسال في أفريقيا ستزيد إلى أكثر من 140 مليون طن حتى بداية 2020، بمعدل زيادة 44% خلال الفترة من 2015-2020.
وبحسب المنظمة الدولية للطاقة، فإن الطلب العالمي ينبغي أن يتخطي من 245 (مليون طن في العام) عام 2015إلى 375 (مليون طن في العام) عام 2020 ، وإلى 470 (مليون طن في العام) عام 2030.
وأضافت الوكالة السويسرية أن ذلك الأمر يعد "فرصة جيدة لأفريقيا"، موضحة أنه "خلال السنوات الخمس الأخيرة الماضية، زادت الشركات العالمية في استكشاف الغاز الطبيعي في كل مكان في القارة الأفريقية، من مصر إلى موزمبيق عبر السنغال وموريتانيا، واكتشفت احتياطيات ضخمة، الأمر الذي يعزز وضع أفريقيا على خريطة إمدادات الطاقة العالمية عام 2020.
ولفتت " هناك 8 بلدان في أفريقيا، بالفعل تهدف إلى تطوير صناعة تسييل الغاز للاستهلاك المحلي أو للتصدير، وهي ساحل العاج، والكاميرون، ومصر، وغينيا الاستوائية، بوركينا فاسو، موزامبيق، السنغال وموريتانيا".
وسلطت الوكالة السويسرية الضوء على الحقل المصري "ظُهر" للغاز الطبيعي، كنموذج، مشيرة إلى أنه في أغسطس/أب 2015 اكتشفت عملاقة النفط "إيني" أكبر حقل غاز طبيعي في منطقة البحر المتوسط"، مشيرة إلى أنه حال دخول هذا الحقل طور الإنتاج والتصدير، سينافس الدول المصدرة للغاز في المنطقة، مثل قطر.
والغاز المسال هو غاز طبيعي، له خصائص تجارية عالية، بعملية تكثيف للغاز في صورة سائلة لتسهيل عملية النقل خلال المسافات الطويلة لاسيما في البحر، والغاز الطبيعي المسال يصل إلى الصورة السائلة عند تبريد الوقود في درجة حرارة حول 160 درجة مئوية من الضغط الجوي.
وتتم عملية تسييل الغاز الطبيعي في أربع خطوات رئيسية هي: تنقية، وتجفيف، وتسييل قبل التبريد. ويعد الغاز الطبيعي المسال أيضاً أرخص وسيلة لنقل الغاز بين نقطتين بعيدتين.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز