"حملة عقاب" في الشمال.. بوركينا فاسو تطارد هواجس الإرهاب وباريس
أطلقت بوركينا فاسو الدولة الأفريقية، التي تعاني ويلات الإرهاب، تحقيقا في ملابسات مقتل مدنيين خلال "مواجهات" مع جنود قبل أيام.
وتقوّض الأخطاء في أزمنة الحرب الثقة، لكن تبعات انهيار الجبهة الداخلية لا يمكن تحملها خاصة في ظل إعلان البلاد حالة الطوارئ في الشمال لمواجهة تنظيمات إرهابية تتوحش في منطقة الساحل الأفريقي، في حين تراقب فرنسا من كثب خطوات البلد الذي غادرته مجبرة قبل نحو شهرين.
وقال مسؤولون في البلد الذي تخلى مؤخرا عن الدعم العسكري الفرنسي، إن القضاء العسكري فتح تحقيقاً لكشف ملابسات مصرع عدد من المدنيين خلال "مواجهات خطيرة" وقعت هذا الأسبوع مع جنود في دوري الواقعة في شمال البلاد.
وأوضحت المدعية العسكرية جوديث باسكالين زونغرانا في بيان السبت: "في الأيام الأخيرة، اندلعت مواجهات خطيرة بين مدنيين وجنود في أحد أحياء بلدة دوري، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى".
وأضافت "من أجل كشف ملابسات هذه الوقائع"، فُتح تحقيق في السابع من أبريل/نيسان بهدف "تحديد الإجراءات القانونية المناسبة"، معتبرة أنّ "هذه الحوادث المشؤومة والمؤسفة قد تكون نتيجة سوء فهم".
من جهته، أفاد محافظ دوري أبراهامان ماندي بأنّ الجنود أطلقوا النار الثلاثاء والأربعاء بأسلحة رشاشة وضربوا مواطنين، "ما تسبّب في خسائر في الأرواح وإصابات بين السكّان".
ويرى سكان دوري إن ما وقع من الجنود كان "حملة عقاب" بعد مقتل جندي يوم الإثنين.
وأكدت"حركة بوركينا فاسو لحقوق الإنسان والشعوب"، رواية السكان، مشيرة إلى سقوط 7 قتلى والعديد من الجرحى الجمعة، "غداة هذا الاغتيال الشنيع قرابة الساعة التاسعة مساءً، وحتى قبل تحديد ملابسات هذه المأساة بالذات، نفّذ جنود من قوات دوري عمليات انتقامية ضدّ السكان المدنيين في حي بيتي باري".
وبوركينا فاسو التي تستهدفها هجمات متزايدة تشنها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش منذ عام 2015، شهدت انقلابين عام 2022، قاد آخرهما الكابتن إبراهيم تراوري إلى السلطة في سبتمبر/أيلول.
وقالت المدعية العسكرية زونغرانا: "بالنظر إلى خطورة الوقائع، يرغب المدعي العسكري في طمأنة السكان إلى أنّه سيتم كشف حقيقة هذه القضية من أجل تحديد المسؤوليات واستخلاص التبعات القانونية".
وخلال لقاء عُقد الخميس مع المسؤولين الرئيسيين في المدينة، "اعتذر" المسؤولون العسكريون عن "الأعمال المؤسفة" التي "لن تتكرّر مرّة أخرى".
وبلدة دوري هي عاصمة منطقة الساحل في شمال شرق بوركينا فاسو، وتطاولها هجمات الإرهابيين بشكل منتظم.
وفي فبراير/شباط الماضي أنهت بوركينا فاسو رسميا عمليات قوة "سابر" الفرنسية على أراضيها، بعد أن أمهلت باريس شهرا لمغادرة قواتها العاملة في البلاد.
وجاء القرار بعد نحو 3 أسابيع من تنديد الحكومة الانتقالية باتفاقات الدفاع التي تربط البلدين، وذلك على وقع استمرار العمليات الإرهابية في البلاد.
وفي 18 فبراير/ شباط الماضي أقيم حفل في حرم معسكر بيلا زاغريه في كامبواسان (عند أطراف واغادوغو) أنزلت فيه الأعلام الفرنسية في انتهاء رسمي لعمليات قوتها على أراضي بوركينا.
ومكافحة الإرهاب كانت إحدى المهام الرئيسية لقوة "سابر" في بوركينا فاسو.
وتسعى بوركينا فاسو على الأرجح لاحتواء الأزمة التي قد تُستغل للتنديد بالجيش الذي يفتح خطوط اتصال حثيثة مع روسيا كبديل للحضور الفرنسي التقليدي في البلاد.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز