الاستثمار الأخضر في أفريقيا.. مطلوب 280 مليار دولار على وجه السرعة
بدأت دول القارة الأفريقية تأخذ قضية التغير المناخي على محمل الجد خلال السنوات القليلة الماضية، وسط جهود لإقامة مشروعات خضراء تتضمن طاقة خضراء أو تخضير المدن.
ويمكن أن ينتج عن تخضير مدن القارة أرباحا اقتصادية ضخمة لأفريقيا على مدى العقود الثلاثة المقبلة، التي تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة العام الماضي.
أزمة أفريقية تبدو في الأفق
اليوم، تتعرض أفريقيا لضغوط هائلة لتطوير مدنها بطرق يمكن لشعوبها أن تزدهر وتلبي احتياجاتهم. إذ تتغير مدنها بسرعة من خلال الانتقال السكاني من الريف إلى الحضر بشكل أسرع من أي مكان آخر في العالم.
ومن المقرر أن يتضاعف عدد السكان في الأربعين سنة المقبلة داخل القارة الأفريقية، الأمر الذي يرسم تحديات في توفير الطاقة الرخيصة لمئات ملايين السكان.
وتواجه المدن الأفريقية تهديدات كبيرة من تأثيرات تغير المناخ، مع تعرض العديد من المراكز الرئيسية في القارة وعواصمها لخطر الفيضانات والجفاف وموجات الحر؛ وكلا التحديين يضاعفه الآخر.
280 مليار دولار مطلوبة على وجه السرعة
اليوم، هناك 35 مدينة رئيسية في إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا والمغرب ومصر، وجد التقرير أن تقديم تنمية أكثر إحكاما ونظافة ومتصلة، سيتطلب استثمارا إضافيا قدره 280 مليار دولار، ولكنه ينتج عائدا يزيد على أربعة أضعاف ذلك بإجمالي فوائد تبلغ 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2050.
خريطة استثمارات الطاقة الخضراء
في شمال أفريقيا، يبلغ إجمالي الإنتاج الحالي من الطاقة المتجددة 24.84 غيغاواط، ونحو 10 ميغاواط قيد الإنشاء، بينما في أفريقيا الوسطى هناك 10.4 غيغاواط يتم إنتاجها فعليا من الطاقة المتجددة و15.2 غيغاواط قيد الإنشاء.
وفي غرب أفريقيا، يبلغ إجمالي الإنتاج الحالي من الطاقة المتجددة 13.1 غيغاواط، بينما هناك فقط 100 ميغاواط قيد الإنشاء.
بينما في شرق أفريقيا هناك 6.3 غيغاواط قيد الإنتاج، ونحو 5.5 غيغاواط، قيد الإنشاء، وفي جنوب أفريقيا هناك 4.3 غيغاواط يتم إنتاجها فعليا، ونحو 2.3 قيد الإنشاء.
وفي عام 2021 -وهي أحدث بيانات متوفرة- جاء 10% من إجمالي الطاقة المولدة في أفريقيا من مصادر متجددة، مقارنة مع 9% في عام 2020 وفقًا لتقرير Statista.
وتعتبر دول شمال أفريقيا هي الرائد الحالي في القارة من حيث قدرة الطاقة المتجددة؛ بينما يتخلف جنوب أفريقيا عن الركب، بسعة تزيد قليلاً عن 4000 ميغاواط؛ وعندما يتم الانتهاء من جميع المشروعات قيد الإنشاء، من المقرر أن تتضاعف قدرة وسط أفريقيا.
ومن عام 2019 إلى 2021، زادت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة 15% و12% على التوالي، في حين ارتفعت الطاقة الكهرومائية بنسبة 27%، وفق تقرير صادر عن برايس ووتر هاوس.
ومنذ عام 2013، نما إجمالي قدرة الطاقة المتجددة المركبة في أفريقيا بأكثر من 24 غيفاواط؛ وبالنظر إلى المستقبل، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أنه حتى عام 2050 سترتفع القدرة بمقدار الضعفين.
وتقود مصر والجزائر وتونس والمغرب وإثيوبيا مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المستقبل القريب؛ وفي الواقع، كما يوضح تقرير لـ"STTISTA"، فإن منطقة شمال أفريقيا هي الرائد الحالي في القارة من حيث قدرة الطاقة المتجددة.
ومن المرجح أن تظل في هذا الموقف عند أخذ السعة قيد الإنشاء حاليا في الاعتبار.
وستشهد أفريقيا الوسطى أكبر زيادة عند اكتمال جميع المشروعات قيد الإنشاء، حيث من المقرر أن تزيد السعة عن الضعف.
من ناحية أخرى، فإن منطقة غرب أفريقيا لديها القليل جدًا من السعة الجديدة على الأبواب، مع 100 ميغاواط فقط قيد الإنشاء وقت النشر، مقارنة بـ15201 في وسط أفريقيا، على سبيل المثال.
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز