بعد الطحين.. العراق يمد لبنان بالوقود لهذا السبب
أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريمون غجر، عن مد العراق يد العون لبلاده بتوفير الوقود، بعد مساعدته بتوفير الطحين.
وقال غجر إن المفاوضات التي أجراها لبنان مع العراق لتأمين الوقود للبنان، أفضت إلى قرار عراقي بتزويد لبنان بـ 500 ألف طن من الوقود الثقيل كمرحلة أولى.
أضاف: "زرنا أنا ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم العراق، للتفاوض حول هذا الموضوع، وطلبنا كميات أكثر، ولكن اليوم ما تحقق وكمرحلة أولى يعتبر جيدا".
وطمأن وزير الطاقة والمياه اللبنانيين بأن "لبنان ليس ذاهبا إلى العتمة وأن وزارة الطاقة تعمل ليل نهار وبشفافية لتأمين حاجة السوق اللبناني من الوقود".
وجرى التداول خلال اللقاء بين الوزير غجر والرئيس عون "بموضوع الشحن الفوري (سبوت كارجو)" الذي تعتمده وزارة الطاقة حاليا لتأمين شحنات فورية من الوقود ويوفر نصف مليون دولار بكل شحنة.
وفي ديسمبر/ كانون أول الماضي، قالت وزارة النفط العراقية، إنه تم التوصل إلى اتفاق مع لبنان لبدء إمدادات تصدير الوقود إلى بيروت في عام 2021 وفق الأسعار العالمية.
ونقلت الوزارة عن عبدالجبار قوله إن كميات الوقود ستكون "محدودة وسيتم الإعلان عنها لاحقا"، وستغطي جزءا من احتياجات لبنان من الوقود لتوليد الكهرباء.
وتفاقمت أزمة نقص المحروقات في لبنان، لا سيما مادة المازوت، الأمر الذي تسبب في تزايد عدد ساعات انقطاع الكهرباء في عدد كبير من المناطق، فضلا عن تهافت المواطنين على تعبئة سياراتهم بالوقود خشية حدوث نقص مماثل في البنزين.
وبدأت أزمات نقص الوقود في لبنان منذ شهر سبتمبر الماضي، في ضوء الشُح الكبير والمتزايد في الدولار الأمريكي اللازم لاستيراد المشتقات النفطية، والذي تتولاه شركات خاصة لصالح الموزعين ومحطات الوقود، حيث دخل القطاع في إضرابات متتالية.
وفي ظل تضاؤل احتياطيات النقد الأجنبي سريعا لم يتخذ قادة لبنان أي خطوة حقيقية نحو وضع خطة لدعم الواردات أو مساعدة الفئات الأكثر ضعفا في البلاد.
وتفاقمت المتاعب بالنسبة للبنان بسبب زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19، وانفجار هائل بميناء بيروت أودى بحياة 200 شخص في أغسطس/آب، وأدى إلى استقالة الحكومة.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت السلطات العراقية، إرسال 13 ألف طن من مادة الدقيق إلى لبنان في إطار المساعدة التي تبنتها البلاد، بعد تفجير مرفأ بيروت مطلع الشهر الماضي.
وقالت هيئة المنافذ الحدودية العراقية في بيان، إنه "تم إرسال شحنة من مادة الطحين (الدقيق) بواقع 13 ألف طن عبر ميناء أم قصر إلى لبنان كمساعدات غذائية".
وأوضحت الهيئة أن "الخطوة تأتي تعبيرا عن التضامن الأخوي العربي، والوقوف مع دولة لبنان في أزمتها الاقتصادية، والكارثة الإنسانية التي حلت بهم بعد فاجعة انفجارات ميناء بيروت".
وفي 4 آب/ أغسطس الماضي، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، إثر انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 191 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، و9 مفقودين، إلى جانب دمار مادي هائل قدرت خسائره بنحو 15 مليار دولار، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.