بعد 60 عاما من الاستقلال.. أبرز "محطات التوتر" بين الجزائر وفرنسا
تشهد العلاقات المعقدة بين فرنسا والجزائر حاليا فتورا جديدا إثر التصريحات الانتقادية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتأتي حالة الفتور هذه بعد نحو 60 عاما على انتهاء حرب الاستقلال بين البلدين.
ويرصد تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، بعض أبرز المحطات في العلاقة بين فرنسا والجزائر.
الاستقلال
في 5 يوليو/تموز 1962، أعلنت الجزائر استقلالها بعد 132 عاما من الاستعمار الفرنسي وحرب التحرير الدامية التي استمرت قرابة 8 سنوات.
وفي 18 مارس/آذار 1963، وقع ممثلو فرنسا والحكومة الجزائرية المؤقتة اتفاقات إيفيان التي كرست الهزيمة الفرنسية.
تسبب النزاع في مقتل نحو 500 ألف مدني وعسكري بينهم 400 ألف جزائري حسب تقديرات المؤرخين الفرنسيين و1,5 مليون ضحية حسب السلطات الجزائرية.
وفي سبتمبر/أيلول 1963، أصبح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة، وبعد أقل من شهر، أعلن تأميم الأراضي التي ما زالت مملوكة للأوروبيين.
وتم إخلاء القواعد الفرنسية في رقان وبشار في الصحراء والمرسى الكبير ثم قاعدة بوسفر بين عامي 1967 و1970.
تأميم قطاع المحروقات
وفي يونيو/حزيران 1965، أطيح بن بلة من قبل نائبه ووزير الدفاع هواري بومدين الذي ساعده على مسك السلطة خلال صراعات داخلية إثر الاستقلال.
وفي فبراير/شباط 1971، أعلن بومدين تأميم خطوط أنابيب الغاز و51 بالمئة من أصول شركات النفط الفرنسية.
وردا على ذلك، قررت باريس في أبريل/نيسان 1971 إنهاء "العلاقات الإمتيازية" مع الجزائر.
جيسكار في الجزائر
في أبريل 1975، بدأ فاليري جيسكار ديستان أول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة.
ولأول مرة منذ صيف عام 1962، زينت الأعلام الفرنسية الطرق الرئيسية في الجزائر العاصمة.
وفي نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 1981، أكد الرئيس فرانسوا ميتران لدى وصوله إلى الجزائر في زيارة رسمية، أن "فرنسا والجزائر قادرتان على التغلب على خلافات الماضي وتجاوزها".
وفي ديسمبر/كانون الأول 1982، أجرى الشاذلي بن جديد أول زيارة لرئيس جزائري إلى فرنسا.
عنف وإرهاب
في سبتمبر 1993، تم اختطاف مواطنين فرنسيين وذبحهما، ليصيرا أول ضحيتين أجنبيتين منذ بدء الاشتباكات بين قوات الأمن والجماعات المتطرفة المسلحة عام 1992.
وفي ديسمبر 1994، اختطفت "الجماعة الإسلامية المسلحة" طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الفرنسية على مدرج مطار الجزائر العاصمة، وانتهت عملية احتجاز الرهائن في مدينة مرسيليا بمقتل الخاطفين الأربعة، ردا على ذلك، اغتيل أربعة قساوسة ثلاثة منهم فرنسيون شرق الجزائر العاصمة.
وفي مارس 1996، تم اختطاف سبعة قساوسة من ديرهم في تبحرين ثم إعدامهم، وهي عملية اغتيال لا تزال ملابساتها غامضة.
وفي يوليو/ تموزإلى أكتوبر/تشرين الأول 1995، خلفت موجة هجمات لـ"الجماعة الإسلامية المسلحة" في فرنسا عشرة قتلى وحوالي 200 جريح.
تدهور العلاقات
في يونيو/ حزيران 2000، أجرى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة زيارة دولة إلى فرنسا.
في مارس/ آذار 2003، وقع الرئيس جاك شيراك في الجزائر العاصمة مع بوتفليقة "إعلان الجزائر" الذي نصّ على "شراكة استثنائية" من أجل تجاوز "ماضٍ لا زال مؤلما... لا ينبغي نسيانه أو إنكاره".
لكن إصدار قانون حول "الدور الإيجابي للاستعمار" شوه العلاقات بين الجزائر وباريس في فبراير 2005. وصرح بوتفليقة أن هذا القانون يكشف عن "عمى عقلي يكاد يصل إلى الإنكار وتحريف التاريخ".
وبعد عام، تم إلغاء القسم المثير للجدل من القانون بمرسوم، لكن الجزائر اشترطت اعتذارا رسميا عن الجرائم التي ارتكبت في ظل الاستعمار لتوقيع معاهدة صداقة.
وفي نهاية 2007، ندد الرئيس نيكولا ساركوزي أثناء زيارته إلى الجزائر، بالنظام الاستعماري دون أن يعتذر ودعا الجزائر إلى "التطلع إلى المستقبل".
وفي نهاية 2012، اعترف فرانسوا هولاند في زيارة رسمية بـ"المعاناة التي ألحقها الاستعمار الفرنسي" بالشعب الجزائري.
توترات جديدة
بين مايو/ أيار ويونيو/حزيران 2020، استدعي السفير الجزائري في فرنسا بعد بثّ تلفزات فرنسية شريطا وثائقيا حول الحراك الاحتجاجي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون سيتخذ "إجراءات رمزية" لتهدئة الذاكرة بشأن حرب الجزائر ومحاولة مصالحة البلدين، لكنه لن يقدم "الاعتذارات" التي طلبتها الجزائر، بعد نشر تقرير كُلف به المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا.
وفي فبراير 2021، رفضت الجزائر التقرير ووصفته بأنه "غير موضوعي"، منتقدة عدم "اعتراف فرنسا رسميا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها خلال احتلالها للجزائر"، وفق ما جاء على لسان وزير الاتصال عمار بلحيمر.
وفي أبريل/ نيسان أرجئت في وقت متأخر زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس.
وفي أكتوبر/ تشين الأول الجاري، استدعت الجزائر سفيرها في باريس ردا على تصريحات للرئيس الفرنسي نقلتها صحيفة لوموند، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها عام 1962 على "ريع للذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري"، وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.
وأيضا في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعرب إيمانويل ماكرون عن أمله في الوصول إلى "تهدئة"، وقال "أكن احتراما كبيرا للشعب الجزائري وأقيم علاقات ودية فعلا مع الرئيس تبون".
aXA6IDE4LjIxOS4yMi4xNjkg جزيرة ام اند امز