أحمد عدوية.. سلطان الغناء الشعبي الذي انطلق من «المقاهي» (بروفايل)
في مثل هذا اليوم، 26 يونيو عام 1945، وُلد نجم الأغنية الشعبية المصرية الفنان أحمد عدوية.
نشأ عدوية في محافظة المنيا جنوب مصر وكان والده مشغولًا بتجارة المواشي، حيث تحمل عبء إعالة زوجة و14 طفلًا.
كان أحمد هو الابن الثالث عشر في الأسرة، وكان والده يصطحبه إلى جلسات المقاهي ليسمع شعراء الربابة والسير الأسطورية مثل قصص أبو زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، وعنترة بن شداد.
تلك القصص كانت تثير شغف أحمد، وكان يحفظها بسهولة ويرددها بصوت طفولي جميل ينبئ بمستقبل واعد في مجال الغناء.
كبر أحمد وبدأ يغني في أفراح قريته مجاملةً لأهلها، مرددًا أغاني الفنانين محمد العزبي وشريفة فاضل. إلا أن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، فقرر أن ينتقل إلى القاهرة، وتحديدًا إلى شارع محمد علي ليحترف الغناء في بداية السبعينيات، وكان عمره حينها 25 عامًا.
طريق النجاح
لم يكن طريق النجاح سهلاً لأحمد عدوية، لكنه بذكائه وموهبته الفذة تمكن من إثبات نفسه بسرعة.
بدأ رحلته بتعلم عزف الناي والرق في قهوة "الآلاتية"، وهناك تعرف على المطرب الشعبي محمد رشدي الذي علمه أصول الغناء الشعبي وأدخله إلى عالم الفن.
أول حفل كبير حضره كان حفل عيد زواج المطربة شريفة فاضل، والذي كان بمثابة خطوة مهمة في مشواره الفني.
بحلول عام 1973، أصبح أحمد عدوية معروفًا للجميع بعد أن قدم أغنية "السح الدح إمبو"، وهي أغنية للشيخ محمد طه.
رغم الانتقادات اللاذعة التي تلقاها، استمر عدوية في تقديم الأغاني التي لاقت نجاحًا كبيرًا مثل "زحمة يا دنيا" و"سيب وأنا أسيب".
لم يستسلم أحمد للهجوم والنقد، بل عمل على تطوير موسيقاه وكلماته، مما جعله يتعاون مع كبار الموسيقيين مثل بليغ حمدي، وكمال الطويل، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وكتاب كلمات مثل عبد الرحمن الأبنودي ومأمون الشناوي. وفي عام 1980، تم اعتماده رسميًا من الإذاعة المصرية.
رغم تعاونه مع نخبة من الموسيقيين الكبار، احتفظ أحمد عدوية بشخصيته الغنائية الفريدة، ولم يذب في أساليبهم بل جعلهم يتأقلمون مع صوته وأسلوبه.
أصبح أحمد عدوية من أبرز نجوم الأغنية الشعبية في مصر، وحققت مبيعات ألبوماته أرقامًا قياسية. في لقاء تلفزيوني، ذكر أن مبيعات أسطوانتي "السح الدح إمبو" و"بنت السلطان" بلغت مليون أسطوانة، مما أثار حسد بعض الفنانين وزاد من شعبيته بين الجمهور.
المشاركة في السينما
استغل صناع السينما النجاح الكبير الذي حققه عدوية في عالم الغناء، فاستعانوا به لتقديم بعض الأغاني في الأفلام. وظهر في العديد من الأفلام الشهيرة مثل "حسن بيه الغلبان"، "رجل في سجن النساء"، "البنات عايزة إيه"، "السلخانة"، "حارة العيش الحاف"، و"خمسة في الجحيم".
بعد غياب استمر لأكثر من 10 سنوات، بدأ عدوية في العودة إلى الجمهور من خلال لقاءات تلفزيونية والظهور في الحفلات. وفي عام 2010، عاد إلى الغناء بتعاون مع الفنان رامي عياش في أغنية "الناس الرايقة"، ثم قدم دويتو آخر في مطلع 2011 مع ابنه محمد عدوية.
في الشهر الماضي، توفيت زوجته ورفيقة حياته، وبسبب الصدمة من وفاتها لم يستطع عدوية حضور جنازتها، وتقدم مراسم الجنازة والعزاء نجله المطرب محمد عدوية.
aXA6IDMuMTQyLjEzMC4yNDIg جزيرة ام اند امز