طلقات على أبواب الأقصى تنذر بتبديد هدوء رمضان.. تصعيد يفاقم المخاوف
طلقات نارية خرجت من فوهة بنادق عناصر من الشرطة الإسرائيلية عند إحدى بوابات المسجد الأقصى، فجر السبت، تنذر بتبديد هدوء رمضان "الهش".
وقال شهود عيان معتكفون في داخل المسجد الأقصى في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن عددًا من أفراد الشرطة الإسرائيلية اقتحموا ساحات المسجد بعد منتصف الليل، لإزالة لافتة علقها الشبان في إحدى الساحات.
وأضاف شهود العيان أنه مع خروج أفراد الشرطة من باب السلسلة، إحدى بوابات الجدار الغربي للمسجد، سُمع دوي أكثر من 10 طلقات نارية تبعه انتشار مكثف للشرطة في المكان.
تصريحات شهود العيان، تزامنت مع تداول مقطع فيديو يظهر اعتداء عناصر الشرطة الإسرائيلية بالضرب على عدد من الفلسطينيين الذين تواجدوا في منطقة باب القطانين المؤدية إلى المسجد الأقصى.
ويعتاد الفلسطينيون في بداية شهر رمضان، الجلوس في باب القطانين لشرب القهوة والشاي والعصائر بانتظار فترة السحور، إلا أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت عددًا من أبواب البلدة القديمة في القدس ومنعت الدخول أو الخروج منها.
ما الذي حدث في باب السلسلة؟
لم يملك المعتكفون إجابة محددة لما حدث في باب السلسلة، حينما أطلق عناصر الشرطة الإسرائيلية النار؛ لأن المنطقة بعيدة عن مرمى نظرهم إذ يوجدون في المصلى القبلي، لكنّ حراسًا في المسجد الأقصى أشاروا إلى ان أفراد الشرطة أطلقوا النار على فلسطيني "دون مبرر".
فيما قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "قبل وقت قصير، ورد بلاغ يفيد بأن ضباط الشرطة قاموا بتحييد مشتبه به في منطقة بوابة السلسلة في البلدة القديمة في القدس، حيث قيل إنه سرق سلاحًا من ضابط شرطة".
وأضافت الشرطة الإسرائيلية: "وصلت إلى المكان قوات بقيادة شرطة القدس. تم تحييد المشتبه به على الفور ولم تقع إصابات في صفوف قواتنا".
ولاحقًا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية لاحقا مقتل الشاب وعمره 26 عاما من بلدة حورة في الداخل الفلسطيني دون ذكر اسمه، قائلة: "مع اقتراب منتصف الليل، أوقف ضباط الشرطة مشتبهًا به في منطقة باب السلسلة في البلدة القديمة في القدس".
وأضافت: "أثناء استجوابه، قام بالاعتداء على أحد رجال الشرطة الذين كانوا يفحصونه بشكل مفاجئ، وحاول انتزاع سلاحه الآمن الذي كان على جسده"، متابعة: "تمكن المشبه به من إطلاق النار بالمسدس، وفي رد فعل سريع من رجال الشرطة الذين شعروا بأن حياتهم كانت في خطر، قتلوه بإطلاق عيار ناري باتجاهه (..) نتيجة الحادث لم تقع إصابات في صفوف قواتنا".
لكن شهود عيان قالوا إن الشرطة الإسرائيلية أوقفت فلسطينية في المكان ما استدعاها أن تستنجد بالسكان، مضيفين أن الشاب هب لنجدتها وحدث تدافع مع عناصر الشرطة الذين أطلقوا النار عليه، مما أدى إلى مقتله.
ماذا بالنسبة للمعتكفين؟
سارع المعتكفون في المسجد الأقصى إلى إغلاق أبواب المصلى القبلي لمنع الشرطة الإسرائيلية من اقتحامه واخراجهم من المسجد.
وتسمح دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بالاعتكاف في المسجد خلال رمضان في ليالي الخميس والجمعة من كل أسبوع إضافة إلى العشر الأواخر.
وقال شهود عيان في حديث لـ"العين الإخبارية" إن أفراد الشرطة تواجدوا خارج المسجد القبلي ولم يقتحموه، فيما كان المعتكفون يؤدون الصلوات ويتلون القرآن.
أسبوع حاسم
ويعد الأسبوع القادم حاسمًا لمستقبل التهدئة التي بدأت في أوائل شهر رمضان، لأن عيد الفصح اليهودي والذي يستمر أسبوعًا سيبدأ يوم الخميس المقبل. وفي كل عام تزداد بشكل ملحوظ اقتحامات متطرفين إسرائيليين للمسجد الأقصى.
لكن وجود آلاف المصلين في المسجد بسبب شهر رمضان ينذر بحدوث توتر، في حال حاول المتطرفون القيام باستفزازات أثناء اقتحاماتهم.
المخاوف من حدوث التوترات بدأها المتطرفون مبكرًا، فعرضوا في إعلانات وزعت على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مكافآت مالية لكل من يتمكن من تقديم قرابين عيد الفصح في داخل ساحات المسجد الأقصى.
كما تضمنت الإعلانات مكافآت لمن يحاول إدخال القرابين إلى البلدة القديمة، ومن يحاول إدخالها إلى المسجد الأقصى ومن يعتقل لمحاولة إدخالها إلى المسجد.
هذه الدعوات أثارت مخاوف المصلين المسلمين من أن تنجح هذه الجماعات بالفعل، للمرة الأولى، في تقديم قرابين عيد الفصح بالمسجد الأقصى.
ماذا بالنسبة للجهود الدولية؟
على مدى عدة أسابيع، حاولت دول إقليمية ودولية التحرك سريعًا لمنع انفجار الأوضاع في المسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح اليهودي والتي قد تمتد إلى باقي الأراضي الفلسطينية.
وبمشاركة مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين ومصريين وأردنيين وأمريكيين، عُقدت عدة اجتماعات في العقبة الأردنية وشرم الشيخ في مصر؛ لضمان التزام الأطراف بالتهدئة.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف في لقاء عبر الهاتف مع صحفيين، يوم الخميس: "تتجه الأمور نحو التهدئة، لكن ببطء شديد، بشق الأنفس. يبدو أن الأيام الأولى من رمضان قد مرت بسلاسة للغاية، وبسلام، وهذا شيء عظيم".
وأضافت: "بالطبع، نحن نتطلع إلى ما بعد شهر رمضان وعيدي الفصح اليهودي والمسيحي، لنرى إن كانت هذه التهدئة وتخفيف التصعيد الأوسع نطاقا يسريان ويكون لهما طبيعة أكثر ديمومة".
وتابعت المسؤولة الأمريكية: "وهكذا كانت كل من هذه المناقشات مثمرة وموضحة للأطراف، لكن لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي يتعين القيام بها، لذلك لا أريد التقليل من حجم ما لم يتم إنجازه بعد. لكنني أقول إن كلا الطرفين أظهر جدية حقيقية في النوايا، وإن تكن الحقائق على الأرض والأنشطة والإجراءات على الأرض هي غالبا ما يقف في طريق النوايا الحسنة. لكن ما رأيته بوضوح، ما سمعناه بوضوح في كل من العقبة وشرم الشيخ، هو أن الإسرائيليين والفلسطينيين ملتزمون بهذه العملية، وستساعدهم العملية على توفير قدر أكبر من الأمن لشعبيهما".
وأشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن: "التأثير طويل المدى لتحقيق الهدوء الدائم وتخفيف التصعيد، سيسمح لهم ببناء الثقة والسماح لهم بإجراء هذا النوع من المحادثات الأوسع نطاقا والمناقشات التي لم يسبق لهم الدخول فيها منذ سنين. وكما تعلمون، فإن هذه الإدارة ملتزمة بشدة بهدف إقامة الدولة الفلسطينية كأفضل طريقة لكلا الشعبين للتمتع بإجراءات متساوية من الأمن والفرص والحرية، وهذا هو الهدف بعيد المدى هنا".
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز