زاوية العريان.. قصة مشروع فرعوني توقف في منتصف الطريق
على بُعد ثلاثة أميال فقط من أهرامات الجيزة، ترقد واحدة من أكثر المواقع غموضا في مصر القديمة، تُعرف باسم زاوية العريان.
وأُطلق عليها البعض لقب "المنطقة 51 المصرية"، وهذا الموقع تم منع الحفائر به منذ ستينيات القرن الماضي، ولا يزال يثير تساؤلات الباحثين وعشاق التاريخ حول العالم.

بدأت القصة في أوائل القرن العشرين عندما قاد عالم الآثار الإيطالي أليساندرو بارسانتي أول حفريات في الموقع، ليكتشف حفرة ضخمة على شكل حرف T محفورة بالكامل في الصخر الجيري، يصل عمقها إلى نحو 30 مترا، ومبطنة بكتل جرانيتية عملاقة. في وسط إحدى الحجرات عُثر على حوض بيضاوي الشكل مغطى بغطاء محكم من الجرانيت، قال بارسانتي إنه احتوى على بقايا مادة مجهولة اختفت لاحقا.
فرضيات أكثر جرأة
يرى معظم علماء المصريات أن هذا الموقع كان نواة لهرم لم يُستكمل بناؤه خلال الأسرة الثالثة أو الرابعة، إذ لم تُكتشف أي بنية فوقية تدل على اكتماله. لكن بعض الباحثين المستقلين طرحوا فرضيات أكثر جرأة، إذ تشير نقوش عُثر عليها داخل الحفرة إلى كلمة "سبا، والتي تعني في اللغة المصرية القديمة "النجم" أو "بوابة النجوم". ويذهب الباحث ديريك أولسن إلى أن البناء ربما شُيّد كـ"مركبة كونية" أو كمكان للارتقاء الروحي إلى السماء.
تتسم الجدران الملساء والأرضية الجرانيتية الضخمة بدقة هندسية مذهلة، ما جعل بعض الباحثين يتساءلون عن الهدف الحقيقي من بناء حوض الجرانيت المحكم، الذي يبلغ طوله نحو ثلاثة أمتار وعمقه أكثر من متر ونصف.

وقد عُثر أيضا على لوح مكسور يحمل اسم الملك جدف رع، نجل الملك خوفو، ما يوحي بأن المشروع ربما ارتبط بحكمه، رغم الجدل المستمر حول صحة هذا الارتباط.
ورغم مرور أكثر من قرن على اكتشاف الموقع، لا تزال زاوية العريان محاطة بالأسرار، إذ أغلقت السلطات المصرية المنطقة بالكامل منذ ستينيات القرن الماضي، ومنعت إجراء أي حفريات جديدة، تاركة وراءها صور بارسانتي القديمة كشاهد وحيد على لغز أثري لم يُفك رمزه بعد ، وهو مشروع فرعوني توقف في منتصف الطريق، وما زال ينتظر من يكمل قصته.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg
جزيرة ام اند امز