هل هناك سفير يراسل حكومته ووزارة خارجيتها بأدق الأسرار من خلال بريد إلكتروني يستطيع أصغر قرصان نـِـتّي أن يستولي عليه؟
المعدن الأصيل يظهر في الخصومات، والإعلام الأمين يرفع رأسه أمام مفبركي الأخبار، والفروسية نُبـْـل قبل أن تكون شجاعةً، والخصامُ ليس فُجْرًا إذا كان التحضرُ هو الذي يقوده.
"الجزيرة" تستضيف وتصطاد، تعكّر صفوَ بحيرة هادئة فإذا بها تــُـلقي فيها قاذورات بحجة أنها توقظ النائمين.
قامت القيامة مرتان فيها: الأولى عندما أطيح بحُكم المرشد في مصر، والثانية عندما اكتشفت الدوحة أن سفير الإمارات في واشنطن تمكن قراصنة كمبيوتر من سرقة بريده الإلكتروني، وسلــّـمه، أو باعه، أو قايضه القرصان لدولة عضو في مجلس التعاون الخليجي كأنه إشارة البدء بحرب باردة في الخليج الدافئ!
هل هناك سفير في عاصمة الاستخبارات والتجسس والــ"إف.بي.آي" يراسل حكومته ووزارة خارجيتها بأدق الأسرار من خلال بريد إلكتروني يستطيع أصغر قرصان نـِـتّي أن يستولي عليه كما كان جيل آسانج يفعل بمئات الآلاف من الرسائل الدبلوماسية والحزبية وهو جالس مكانه أو ينتجع في السويد؟
لا أدري كم دفعت دولة قطر للقراصنة كي يجلبوا لها رسائل خاصة بسفير جيرانهم الأوفياء، وماذا ستستفيد من نشر تقارير ليست سرية أو رسائل عائلية أو تنظيم مواعيد ولقاءات؟
هل هناك سفير يراسل حكومته ووزارة خارجيتها بأدق الأسرار من خلال بريد إلكتروني يستطيع أصغر قرصان نـِـتّي أن يستولي عليه؟
ثم إن القرصنة في حد ذاتها صورة قبيحة من النذالة، ومن يعتدي على حُرمة الهيئة الدبلوماسية كمن يتجسس لصالح الأعداء، ومع ذلك فـَـهـَـبْ أنها بطولة قطرية لحفظ ماء الوجه، وتهديد بقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي أنَّ استخبارات قطر تقف لهم بالمرصاد تماما كما يفعل مرتضى منصور في مصر وهو يهدد خصومه بسيديهات مضروبة فيخشونه؛ ولو لم تكن على رؤوسهم بطحة!
كانت نداءات الإماراتيين كلها تدعو للمصالحة والتقارب والتفاهم وترك الباب مفتوحـًـا ليمر منه الأشقاء، لكن مستشاري السوء أوهموا أميرَ قطر الشاب أن نفطه وغازه وأمواله وعديده تستطيع تضخيم الدولة وجعلها تنام على حِجْر إيران من ناحية وتمسك بيد الخليفة العثماني أمام البوسفور؛ فينام الأميرُ على صوت خالد مشعل أو إسماعيل هنية وهو يدق له أبواب الخليج كما فعل عندما اقتحم طاغية بغداد فَجْرَ جارته الصغيرة المسالمة.
سرقة البريد الإلكتروني لرئيس بعثة دبلوماسية عمل مناهض لأبسط أخلاقيات الأخوة الخليجية، فإذا جعلت "الجزيرة" انتصار الدولة التي تخرج منها لصوصية وضيعة، فنتمنى أن لا تطالب قطر شقيقتها الكبرى الجمهورية الإسلامية بنقل السفارة القطرية إلى جزيرة طنب الكبرى نكاية في الإمارات.
خصام صبياني، ومكيدة غير أمينة لإثارة زوبعة وقلاقل لصالح القوى الدينية الداعشية التي تدعمها قطر ماليا وإعلاميا.
نتمنىَ الخيرَ لدولة قطر، لكن كل الدلائل تشير إلى أن سقوط الدولة، لا قدر الله، سيكون بيد قناة "الجزيرة"، فالدب يقتل صاحبه ولو كان يحتضنه أو يضع له على الأرض طعامه.
إن حرب القرصنة الإلكترونية التي تقوم بها دولة قطر ترسم نهاية دولة بدلا من أن تجعلها تلهث خلف الوحدة الخليجية الاندماجية.
إن قطر لن تتحمل مؤامرات حمساوية وإخونجية وتركية مشدودة إلى الحرس الثوري الايراني، فالدولة، هكذا، لن تعيش حتى تحتفل بألعاب الأولمبياد.
"الجزيرة" كالثعبان الذي وضعه صاحبه في صدره ليدفئه؛ فإذا به يلدغه.
الشائعات التي ملأت سماءَ المنطقة وهي تبث سمومـًــا وفبركات وأكاذيب وأباطيل ضد دولة الإمارات العربية المتحدة سترتد على دولة قطر الصغيرة.
القيادات الإماراتية والمثقفون والإعلاميون في الإمارات تم اختبار صبرهم مرات عدة، لكن دولة قطر بلغت الجبال طولا وخرقت الأرض كقوة عظمى تستعد لغزو جيرانها من كل مكان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة