ما تريد الجزيرة أن تثبته من افتراء دون تصريح منها أصبح سهل الكشف، ولا يمكن أن يتجاوز محيط الشاشة التي تبثه.
في نمط سياسي غريب يبدو أن البوصلة السياسية تُفقَد بشكل تدريجي بين القيادة وبين الإعلام في نظام الحمدين في قطر، فقناة الجزيرة تمارس حرباً معلنة في المعلومات، وتوهم المشاهدين وكأنها تقوم بذلك بمهنية، ولكن القضية أصبحت مكشوفة، فالأخطاء المهنية التي ترتكبها الجزيرة لم يعد من الممكن مرورها ببساطة على المجتمع الخليجي.
قناة الجزيرة لا يساهم فيها خليجي واحد سواء في برامجها أو فعالياتها، وهذا يطرح سؤالاً كبيراً حول هذه القناة وكيفية إدارتها للمشهد الخليجي، ومَنْ يقف خلف تزويدها بكل هذه المعلومات المفبركة، ولذلك فإن الحقيقة التي يجب أن نؤكدها هي أن تعاطي الخليجيين تجاه ما تنشره الجزيرة قد تغير وبنسبة كبيرة، فعلى سبيل المثال عرضت الجزيرة على قناتها برنامجاً اعتبرته كشفاً للحقائق حول شخصيات إعلامية خليجية، وكنت أتوقع أن يمتلئ تويتر بالمناقشات حول هذا البرنامج، وكانت المفاجأة أن الجميع تجاوز هذا البرنامج ولم أجد في الحسابات التويترية من يناقشه سوى القليل.
المؤكد أن الجزيرة وقناتها أصبحتا خارج التاريخ في كل المجالات، ومن يذهب به الزمن إلى زاوية الدفاع عن الحقائق الكاذبة، فإنه من السهل الإثبات أن التاريخ تخطاه، وسوف تثبت الأيام القادمة أن التاريخ يعيد تدوير نفسه ليتخلص من كل فكر سياسي سيطر على هذه الجزيرة وقناتها
الآن لنقل الحقيقة المُرة التي يجب على قناة الجزيرة، وعلى الجزيرة أن تتجرعها، هذه الحقيقية تقول إن ما بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لا يمكن لقناة إعلامية فهم معاييره أو إرباك مدخلاته، فمهما عرضت القناة من محاولات كثيرة بهدف خلخلة هذه العلاقة في عقول مشاهدي الفضاء العربي فلن تستطيع لذلك سبيلا، والسبب دائماً أن العمق التاريخي لعلاقة هاتين الدولتين لم يُكتب على شاشة قناة فضائية، بل كُتب في عمق التاريخ والتزم به الأجداد ومن ثم الأبناء والأحفاد.
ما تريد الجزيرة أن تثبته من افتراء دون تصريح منها أصبح سهل الكشف، ولا يمكن أن يتجاوز محيط الشاشة التي تبثه، كما أن قناة الجزيرة لا تعلم أن المجتمعات الخليجية؛ بما فيها الشعب القطري وليس النظام، أصبحت تمارس ثقافة إعلامية تجاوزت بمهارة ثقافة إذاعة البي بي سي في الخمسينيات والستينيات.
لنعد إلى سؤال هذا المقال، ما الذي سوف تحققه الجزيرة من حرب المعلومات..؟ المؤكد أن الجزيرة وقناتها أصبحتا خارج التاريخ في كل المجالات، ومن يذهب به الزمن إلى زاوية الدفاع عن الحقائق الكاذبة، فإنه من السهل الإثبات أن التاريخ تخطاه، وسوف تثبت الأيام القادمة أن التاريخ يعيد تدوير نفسه ليتخلص من كل فكر سياسي سيطر على هذه الجزيرة وقناتها.
حرب المعلومات تشبه اللعب بالنار، وسوف نشهد خلال الفترات القادمة سلسلة من هذه الحروب تحترق بها الجزيرة، فهذه المؤسسة الإعلامية نعلم جميعاً أنها لا تمت للخليج بصلة، وهذا ما يؤكد أنها مؤقتة، وتعاني من قطيعة المصداقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة