الجولاني.. ذراع قطر تتولى قيادة القاعدة في سوريا
مراقبون يرون أن تولي الجولاني قيادة القاعدة يأتي بدعم قطري لضمان استمرار التنظيم الإرهابي في إدلب بعد اتفاق خفض التوتر
عيّن مجلس الشورى في "هيئة تحرير الشام"، التحالف الذي يقوده فرع القاعدة في سوريا، العميل القطري أبو محمد الجولاني قائدا عاما، بعد استقالة هاشم الشيخ (أبو جابر).
- هود أمريكا يخيبون آمال قطر في فتح صفحة جديدة مع إدارة ترامب
- مسؤول بالكونجرس لـ"بوابة العين": ننتظر توضيح قطر حول تمويلها للإرهاب
وكان أبو محمد الجولاني يشغل منصب القائد العسكري للهيئة، وسابقا قائدا عاما لـ"هيئة فتح الشام" التي تشكلت بعد المناورة القطرية بالإعلان عن ما سمي "فك ارتباط" جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة.
وفي بيان نشرته هيئة تحرير الشام، يوم الأحد، وافق مجلس الشورى على استقالة أبو جابر من مسؤوليته كقائد عام، وتم تعيينه رئيسا لمجلس شورى الهيئة. فيما كلف المجلس الجولاني بتيسير أمور الهيئة في الوقت الراهن.
وانتقل أغلب إرهابيي هيئة تحرير الشام لمحافظة إدلب بتوافق قطري إيراني، قبل التوصل لاتفاق خفض التوتر في المحافظة الاستراتيجية، والذي أٌقر الشهر الماضي، في حوار الأستانة.
ودأبت قطر على الاستعانة بالجولاني لتمرير مناوراتها للاحتفاظ بالتنظيم الذي صنفته دول العالم تنظيما إرهابيا.
ويرى مراقبون أن الإعلان عن تولي الجولاني قيادة هيئة تحرير الشام، يشير إلى أن قطر ترغب في تأمين استمرار تواجد التنظيم في إدلب وتقسيم المحافظة لثلاث مناطق تسيطر تركيا على الجزء الشمالي الغربي المحاذي لحدودها مع سوريا، بينما تسيطر روسيا ونظام الأسد على جنوب المحافظة في الشطر المتاخم لحماة، وتحتفظ قطر عبر حلفائها بإمارة للقاعدة بالمحافظة.
وتأتي هذه التطورات في ترتيب قيادة التنظيم، في ظل الحديث عن عملية عسكرية وشيكة ضد هيئة تحرير الشام، يطلقها الجيش التركي بمساندة الطيران الروسي والجيش الحر، لكن شكوكا أثيرت حول صحة هذه المعلومات خاصة بعد زيارة قام بها أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة، الشهر الماضي.
والعلاقة بين الدوحة والجولاني علنية، فقد استضافت قناة الجزيرة الإرهابي عدة مرات. وظهر الرجل في اللقاءات الأولى على القناة القطرية دون الكشف عن وجهه لحمايته، قبل أن تسعى هذه الدولة لدمجه في العملية السياسية في سوريا.
وحتى تتمكن الدوحة من ضمان استمرار تقديم الدعم لـ"جبهة النصرة"، بعدما طالبها المجتمع الدولي بوقف الدعم المقدم لها لموالاتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قاد مسؤولون في الدوحة جهودا لإقناع الجبهة بإعلان الانفصال عن القاعدة.
وكانت تقارير دولية قد أكدت أن مسؤولين في المخابرات القطرية التقوا زعيم النصرة أبو محمد الجولاني عدة مرات خلال 2015، ووعدوه بزيادة تدفق الدعم حال قيامه بتغييرات في الولاءات وهو ما استجاب له الجولاني.
ونشرت وكالة رويترز في نهاية عام 2016 تسريبات عن لقاء سري جمع أمير قطر بالجولاني، حيث طالب تميم زعيم القاعدة في سوريا بالصمود خلال معركة حلب، عارضا دعم التنظيم الإرهابي بـ50 مليار دولار".