اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يبدو بوضوح أن الشعب العراقي يشعر بدوره في صناعة مستقبل بلاده.
حتى وإن كان هذا الدور لا يزال في بدايته، فمحاولة الاغتيال الفاشلة لرأس السلطة في العراق كشفت أن حجم التقدم، الذي تحققه الحكومة العراقية مقلق لأعدائه، فالحكومة العراقية، وفي سبيل بناء مستقبل عراقي بعيد كل البعد عن التأثيرات، تشجع الشعب العراقي لمناقشة مشكلات بلادهم السياسية وصناعة مستقبله بمساعدة حكومة مستقلة تسعى لإيجاد أفضل الحلول من أجل المساعدة على تخطي عقد من الزمن كان فيه العراق مسرحا للأزمات السياسية والتدخلات الدولية.
رياح التغيير تهب على أرض بغداد رغم كل شيء وهذا الوقت يعتبر ملائما للجميع لدعم سياسات الكاظمي الإصلاحية ومواجهة المليشيات من أجل عراق مستقل يتم فيه بناء بيئة سياسية تتناسب مع الأجيال العراقية الجديدة، التي عرف بعضها العراق وهو يغرق في أزمات سياسية، وقد حان الوقت أن يكون الجيل الجديد في العراق هو صاحب الكلمة الفصل من أجل المستقبل.
المطلوب اليوم دعم سياسات الحكومة العراقية بقيادة مصطفى الكاظمي، لجعلها أكثر متانة في مواجهة التحديات، التي بدأت تظهر بصور عدة، منها محاولة الاغتيال، التي تعرض لها رئيس الحكومة العراقية.
السؤال المهم يقول: لمَن هذه الرسالة الغامضة وماذا تعني؟
يبدو بوضوح أن تجاوز القديم ليس عملية متاحة مع أعداء العراق ومليشياته، التي أصبحت تمتلك الطائرات المسيرة والصواريخ، وهذا هو التحدي الأكبر، ولكن ليس مستحيلا أن يتمكن العراق من توفير بيئة سياسية هدفها الاستثمار في المستقبل العراقي.
لقد كانت محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية عملية مضادة للمستقبل العراقي، ولكنها تعبير مباشر عن يأس المهاجمين في استهداف العراق، فبحسب بعض المعلومات الصحفية قال خبراء كشف المتفجرات في وزارة الداخلية العراقية وجهاز المخابرات الوطني أن الصواريخ والطائرات، التي استهدفت الكاظمي هي نفسها التى كانت تُستخدم في قصف القواعد الأمريكية.
لا بد من الاعتراف أن البيئة السياسية العراقية لا تزال بحاجة إلى الدعم وتقوية إقليمية ودولية، فمواجهة مثل هذه الأعمال الإرهابية تتطلب محاصرة فعلية لمصادر الهجوم ومَن يقف خلفه، وهنا لا بد من البحث بحزم عن الجهات، التي دعمت هذا الهجوم والوصول إليها والإعلان عنها وعدم التهاون في تقصي كل الحقائق خلف هذه العملية، فهناك خوف كبير من أن يتم إعادة إنتاج مثل هذه الأعمال، كما يحدث في لبنان على سبيل المثال، حيث يمارس "حزب الله" أعماله الإرهابية دون حساب أو عقاب من الحكومة المركزية.
اليوم وأكثر من أي وقت مضى ترى الدول العربية والخليجية ضرورة إعادة العراق إلى حضنه العربي وحماية مقدراته، واستعادته كبلد مهم للمنطقة وفاعل في تحسين الأداء العربي وترسيخ الدور الإقليمي للمنطقة بأكملها.
لذلك فإن المتوقع معالجة الأزمة عبر تقصي حقائقها، فهذه المحاولة إنما هي تعبير مباشر أن الراغبين في تدمير العراق أصبحوا في حيرة من أمرهم من التطورات والجهود الإيجابية، التي نفذتها الحكومة العراقية الحالية.
هم أرادوا أن يضعوا نهاية لهذا المستقبل، ولكنهم لم ولن يستطيعوا، فرسالتهم الغامضة تم كشفها من قبل الشعب العراقي القلِق من كل الأزمات، التي تجتاح العراق منذ أكثر من عقد من الزمان، وأصبح لديه القدرة على تجاوز التحديات في سبيل وطنه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة