ألبير كامو «الغريب» الذي بحث عن المعنى في عالم عبثي
تحل اليوم ذكرى ميلاد ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي، جزائري الأصل، الذي ولد في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1913، في قرية موندوفي الجزائرية، وقد اهتم بالإنسان وقضاياه وتيهه بحثًا عن المعنى.
في عام 1957، حصل ألبير كامو على جائزة نوبل في الأدب، وارتبطت فلسفته بالوجودية، رغم رفضه لهذه التسمية، إذ كانت تركز على الإنسان وبحثه عن المعنى في هذه الحياة، رغم عدم جدوى هذا البحث.
من هو ألبير كامو؟
وُلد كامو لأب فرنسي فقير في عام 1913، وسرعان ما فقد والده بعد ولادته بعام واحد، إذ قُتل في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، تاركًا ألبير مع والدته وأخيه.
في حي بلكور الجزائري، حي الطبقة العاملة، عاش كامو مع أمه وأخيه وعدد من أقاربهم، وكانت حياتهم شبه معدمة، مما جعل طفولته قاسية وفقيرة. في شبابه، اتجه كامو إلى رياضة السباحة وكرة القدم، وكان دائمًا يقول: "كل ما أعرفه عن الأخلاق، أدين به لكرة القدم".
تمكّن من إنهاء دراسته الثانوية، والتحق بجامعة الجزائر، ثم انضم إلى المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا، حيث نشر مع رفاقه نشرة تحمل اسمه، وتحوّلت لاحقًا إلى صحيفة "Combat" أو "الكفاح" اليومية، التي عبّرت عن صوت المقاومة الشعبية، وشارك في تحريرها جان بول سارتر.
أبرز أعمال ألبير كامو
في عام 1936، نشر كامو أولى أعماله المسرحية، بعنوان "الثورة في أستورياس"، التي كتبها مع ثلاثة من أصدقائه، وكان موضوعها الأساسي ثورة عمال المناجم عام 1934 التي قُمعت من قبل الحكومة، وأدت إلى مقتل أكثر من 1500 شخص. ويمكن حصر أبرز أعماله فيما يلي:
- السقوط.
- الغريب.
- الطاعون.
- المقصلة.
- الإنسان المتمرد.
- أسطورة سيزيف.
- الموت السعيد.
- المنفى والملكوت.
- مسرحية كاليجولا.
- مسرحية سوء تفاهم.
كما أصدر كامو في سنواته الأولى في الجزائر مجموعتين من المقالات، الأولى عام 1937 بعنوان "الجانب الخطأ والجانب الصحيح"، والثانية عام 1938 بعنوان "الأعراس".
ما هي فلسفة ألبير كامو؟
يرى كامو أن الوجود كله عبثي ولا عقلاني ولا غاية له، ومع هذا يؤكد على ضرورة التمرد على هذه اللاجدوى التي اجتاحت الوجود.
ويقول في روايته "الغريب": "أنا حين أفكر في أحوالي جيدًا لا أجد أنني تعيس أو بائس، ولما كنت طالبًا كان لديّ كثير من الطموح، ولكن لما قُدّر لي أن أترك الدراسة أدركت بسرعة أن كل هذا لا ينطوي على أهمية حقيقية."
في يناير/كانون الثاني عام 1960، توفي الروائي والفيلسوف والمسرحي الفرنسي ألبير كامو، الذي انتمى إلى تيار اليسار.