«غيلان باريه» متهمة بقتل الإسكندر الأكبر

لطالما أحاط الغموض بوفاة الإسكندر الأكبر، لكن العلماء يعتقدون الآن أنهم ربما تمكنوا من حل اللغز العتيق بعد العثور على بكتيريا نادرة.
أبرز النظريات حول وفاة الإسكندر الأكبر، الذي توفي في قصر الملك نبوخذنصر الثاني في بابل بالعراق الحالي، بين مساء يوم 10 و11 يونيو/حزيران عام 323 قبل الميلاد، هو وفاته متأثرا بإصابته بحمى الملاريا.
لكن هذه النظرية ظلت محل نقاش بين الأطباء، في محاولة للعثور على إجابة محددة لهذا السؤال القديم، حيث أرجع أحد خبراء الطب وفاته إلى اضطراب نادر للغاية، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
تشير السجلات التاريخية إلى أن الإسكندر عندما توفي لم يبدأ جسده في إظهار علامات التحلل لمدة ستة أيام كاملة، وهو ما أكد لليونانيين القدماء الصورة والرسالة التي حاول الإسكندر تعزيزها عن نفسه بأنه ليس إنسانا وإنما إله.
وخلال الأيام الـ12 التي سبقت وفاته عانى الملك من ألم شديد وأعراض قوية، حيث أرجع العديد من المؤرخين محنته إلى الملاريا أو التيفوئيد أو التسمم بالكحول.
لكن الدكتورة كاثرين هول، محاضرة كبيرة في كلية دنيدن للطب بجامعة أوتاغو بنيوزيلندا، تشير إلى أن الإسكندر ربما كان يعاني من متلازمة غيلان باريه التي تسببت في وفاته.
متلازمة غيلان باريه هو اضطراب نادر ولكنه خطير في المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة في الجهاز العصبي.
الأعراض التي تسببها متلازمة غيلان باريه صعوبة في الكلام والمضغ، وسرعة دقات القلب، ومشاكل في التنفس، وربما يكون قد تعرض للشلل دون التسبب في الارتباك أو فقدان الوعي. وعلى هذا النحو فهي تعتقد أن الإسكندر ربما لم يمت عندما اعتقد الناس أنه مات.
وأضافت "كان من الممكن أن يؤدي الشلل المتزايد إلى معاناة الملك من ألم شديد، وسيبدو كما لو أنه لا يتنفس لأن جسده يحتاج إلى كمية أقل من الأكسجين أثناء توقفه عن العمل.
واختتمت هول بأن الإسكندر كان يدخل في غيبوبة ويعود للإفاقة خلال الـ6 أيام التي سبقت وفاته، وعلى الأرجح أنه كان يسمع همس من حوله، وربما أيضا قد سمع الجنرالات وهم يتحدثون عن خليفته في الحكم.
وفي بيان نشرته جامعة أوتاجو، قالت الدكتورة هول "أردت تحفيز نقاش جديد وربما إعادة كتابة كتب التاريخ من خلال القول إن وفاة الإسكندر الحقيقية كانت بعد ستة أيام من الموعد المقبول سابقا".
وتابعت"قد تكون وفاته أشهر حالة للوفاة الزائفة، أو التشخيص الخاطئ للوفاة، على الإطلاق".