"نريد جماجمنا".. طلب رسمي من الجزائر لفرنسا
مراقبون قالوا إن ماكرون، الذي يحاول "إرضاء اللوبيات" المعارضة لتقديم اعتذار للجزائر، يريد "إرضاء الجزائر بتقديم تنازلات في ملف الأرشيف"
أعلنت السفارة الجزائرية في باريس أن الجزائر تقدمت بطلب رسمي إلى فرنسا لاسترجاع جماجم الشهداء الجزائريين البالغ عددها 37، الموجودين بالمتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي في العاصمة الفرنسية.
- الجزائر تحقق في مقتل أحد مواطنيها داخل مركز احتجاز بإسبانيا
- بالأرقام.. حصيلة مكافحة الإرهاب والمخدرات في الجزائر 2017
كما طلبت الجزائر من باريس، حسبما ذكر بيان للسفارة اليوم الجمعة، استرجاع الأرشيف المنهوب خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر من 1830 إلى 1962.
وأشار البيان إلى أن وزير الخارجية الفرنسي تسلم طلبين من الجزائر بخصوص إعادة الجماجم والأرشيف، وقعهما الوزيران الجزائريان للمجاهدين الطيب زيتوني، وللخارجية عبدالقادر مساهل.
كما كُلف وزير الخارجية الجزائرية سفير البلاد في فرنسا عبدالقادر مسدوة بمتابعة الطلبين مع السلطات الفرنسية واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وخلال الأسبوع الماضي كشف وزير المجاهدين الجزائري أن ملف استرجاع جماجم الشهداء من فرنسا "انتقل من المرحلة التقنية إلى التنفيذية".
ويأتي طلب الجزائر بعد شهر عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، حيث كشف أن الجزائر وباريس اتفقتا رسميا على "إرجاع جماجم الشهداء وإنهاء القضية نهائيا".
ومنذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962 شكل ملف الذاكرة "حجر العثرة" بين البلدين، الذي أحدث أزمات دبلوماسية بين البلدين في أكثر من مرة، لارتباطه بشكل كبير في تحديد العلاقة بين العاصمتين.
ورغم حل ملف جماجم الشهداء إلا أن مراقبين اعتبروا أن طلب الجزائر تسليمها الأرشيف "بشكل رسمي" يعد مفاجأة غير متوقعة، خاصة أن باريس تعتبر أن الأرشيف الجزائري "يعود للأملاك العامة الفرنسية"، مبررة ذلك "بأن الإدارة الاستعمارية الفرنسية هي من أصدرت الأرشيف".
وخلال زيارة ماكرون الأخيرة إلى الجزائر التي تبعتها بزيارة أخرى لرئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إلى باريس لم يصدر عن العاصمتين أية إشارة "لتسوية محتملة لملف الأرشيف"، واكتفت الجزائر وباريس بالقول "إنهما اتفقتا على ضرورة الوصول لحل نهائي لقضية الذاكرة التي ظلت لسنوات محور نقاش وخلاف بين البلدين".
كما أشار عدد من المتابعين للعلاقات بين الجزائر وفرنسا إلى أن ماكرون الذي "تنصل عن وعود بتقديم الاعتذار عن جرائم فرنسا في الجزائر"، وعوض وعده "بضرورة النظر إلى المستقبل في العلاقات بين البلدين" بحجة "عدم تحمل الأجيال الجديدة مسؤولية الأجداد"، يكون قد قدم "عرضا جديدا" للسلطات الجزائرية.
وحسب وسائل إعلام جزائرية وفرنسية فإن ماكرون الذي يحاول "إرضاء اللوبيات" المعارضة لتقديم اعتذار للجزائر يريد في الوقت نفسه "إرضاء الجزائر بتقديم تنازلات في ملف الذاكرة" بدأه بقضية الجماجم، "وقد يمتد إلى الأرشيف" الذي تصر الجزائر على استرجاعه "كاملا"، والذي يصل طوله إلى 10 كيلومترات.