زيارة وزير خارجية إيطاليا إلى الجزائر.. ما علاقة الغاز؟
زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو للجزائر، الإثنين، بالتزامن مع مخاوف أوروبا لتوقف صادرات الغاز الروسي.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو وفق ما أكده بيان للرئاسة الجزائرية حصلت "العين الإخبارية".
- الحرب الروسية الأوكرانية تفتح الباب لعودة القمح الفرنسي للجزائر
- "الهيدروجين".. خطة أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي
ورغم أن بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية لم يكشف عن أجندة اللقاء، إلا أن اللافت هو الوفد الذي كان حاضرا في مراسم لقاء تبون مع دي مايو، ويتعلق الأمر بوزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، والرئيس المدير العام لعملاق النفط الجزائري، توفيق حكار، بالإضافة إلى وزير الخارجية
وهو ما أعطى دلالة – وفق مراقبين- على أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي المفاجأة هدفها "البحث عن منفذ إنقاذي من الجزائر لاحتمال توقف صادرات الغاز الروسية نحو أوروبا".
تطمينات جزائرية
وتأتي زيارة لويجي دي مايو بعد يوم واحد فقط من التطمينات التي أطقتها شركة "سوناطراك" النفطية الجزائرية بأن تكون "الممون الموثوق في الأزمات" لأوروبا بالغاز الطبيعي.
وفي تصريحات إعلامية، لفت توفيق حكار الرئيس المدير العام لعملاق النفط الجزائري "سوناطراك" بأن أوروبا "سوق الطاقة المفضلة للجزائر نظرا لقربها الجغرافي".
وأكد على أن المجمع الجزائري سيبقى "ممونا موثوقا" للغاز بالنسبة للسوق الأوروبية، وأبدى استعدادا "لدعم شركائها الأوروبيين في الأوقات الصعبة".
إلا أنه ربط أي إمكانيات للتموين الإضافي بالغاز الطبيعي الجزائري نحو السوق الأوروبية بـ"بوفرة كميات من الفائض".
وكشف توفيق حكار بأن الجزائر تساهم بـ11 من إجمالي واردات الغاز نحو القارة الأوروبية، في وقت تمثل صادرات الغاز الروسية 34 %.
وأعلن المسؤول الجزائري "أن تموين السوق الأوروبية يتم عبر شبكة الأنابيب التي تتوفر على طاقة دفع تقدر بـ 42 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي والغاز المميع بفضل طاقة إنتاج تتجاوز 50 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المميع وأسطول مكون من 6 ناقلات".
وأوضح بأن الشركة الجزائرية للمحروقات "تحافظ على علاقات تجارية تاريخية مع شركائها الأوروبيين، خاصة إسبانيا وإيطاليا، الذين يعتبرون سوناطراك موردا موثوقا ًولاعباً مهما واستراتيجياً في سوق الغاز".
كما أكد بأن سوناطراك "لديها قدرة غير مستخدمة على خط أنابيب الغاز عبر البحر الأبيض المتوسط، وإلى إمكانية استخدامها لزيادة الإمدادات إلى السوق الأوروبية".
ولفت أيضا إلى أن عملاق النفط الجزائري "بإمكانه توسيع عملية التوريد نحو البلدان الأوروبية التي لا تورد لها الغاز عبر الأنابيب، وأن هذا الأمر يعتمد على مدى توفر الأحجام الفوائض بعد تلبية طلب السوق الوطنية، إلى جانب الإيفاء بالتزامات المؤسسة التعاقدية تجاه شركائها الأجانب".
في مقابل ذلك، نفت شركة سوناطراك الجزائرية ما تداولته صحيفة "ليبرتي" الجزائرية الناطقة بالفرنسية، والتي تحدثت عن "استعداد الجزائر لزيادة إمدادات الغاز نحو أوروبا".
وأصدرت، الاثنين، الشركة الجزائرية بياناً حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، عن عنوان خبر صدر في الصحيفة التي أجرت مقابلة مع مديرها توفيق حكار، وكان بعنوان "سوناطراك: نحن على استعداد لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا"، واعتبرت بأنه عنوان "من وحي الجريدة ولا يتناسب مع محتوى الحوار".
وشددت على أن "سوناطراك لا تتحمل مسؤولية التأويلات التي قامت بها الجريدة فيما يخص هذا الحوار".، ووصفت ما ورد فيه بـ"التضليل والمغالطات المتداولة".
وكانت قناة "النهار" الجزائرية قد ذكرت، مطلع الأسبوع الحالي، نقلا عن مصادر بوزارة الطاقة الجزائرية بأن الجزائر ""أو أي دولة أخرى غير قادرة على تعويض حجم صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا"، في وقت حافظت فيها موسكو لعقود على صدارة الدول الممونة للاتحاد الأوروبي بالغاز، قبل أن تنتقل الجزائر إلى المركز الثاني متفوقة على النرويج بنحو 34 % من حاجيات المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
واستندت مصادر القناة الجزائرية في ذلك إلى كمية الصادرات الروسية من الغاز إلى أوروبا والمقدرة سنوياً بـ240 مليار متر مكعب، بينها 190 مليار متر مكعب عبر أنابيب تخترق الأراضي الأوروبية، و50 مليار متر مكعب غاز مميع.
فيما يبلغ "الحد الأقصى" لصادرات الغاز الجزائري نحو أوروبا أكثر من 55 مليار متر مكعب وهي الكمية التي سجلتها الجزائر في 2021.
ويضاف إلى ذلك، فإن الجزائر مرتبطة مع دول الاتحاد الأوروبي بعقود متوسطة وطويلة الأمد بعد مفاوضات شاقة استغرقت نحو 4 سنوات خصوصاً مع روما ومدريد.
وألمحت "مصادر" القناة الجزائرية إلى أن أوروبا "مقبلة على أزمة غاز حادة" بحكم أن "مجمل الكميات المنتجة عالمياً حاليا من الغاز هي موضع تعاقدات بين الأطراف".
وأكدت في السياق "عدم وجود كميات إضافية مهمة يمكن إنتاجها عالمياً حاليا لتلبية الطلب المتزايد على الغاز".
وهو ما يعني بحسب خبراء الطاقة أن أوروبا أمام 3 خيارات صعبة: إما أن تُكمل هذا العام بنقص فادخ في واردات الغاز، أو أن تبحث عن بدائل أخرى تكون أكثر تكلفة من آسيا وأفريقيا، أو كخيار ضعيف أن تتفاوض مع موسكو على الإبقاء على صادراتها، في ظل عدم قدرة الغازين الجزائري والنرويجي وحتى من دول البلطيق والخليج على سد حاجيات أوروبا الغازية "الطاقوية أو المادية"، ووسط شكوك بعض الجهات الأوروبية على قدرة "الغاز الأمريكي" في أن "الممون الموثوق والدائم" للسوق الأوروبية.
ويؤكد خبراء الطاقة، بأن المعطيات الأخيرة تؤكد "عدم دقة" المعلومات الأخيرة عن أن العلاقات الجزائرية – الروسية "تحت الاختبار أو الإحراج"، مرجعين ذلك بالدرجة الأولى إلى التزامات الجزائرية مع الشريك الأوروبي من خلال حصتها من السوق الأوروبي سواء من حيث الانتاج أو التصدير، وهو ما جعلها وفق رؤية الاتحاد الأوروبي "مصدرا موثوقاً للطاقة".
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA==
جزيرة ام اند امز