رغم اعتذار ماكرون.. تبون يقاطع مؤتمر باريس حول ليبيا
أعلنت الجزائر، الثلاثاء، غياب رئيسها عبد المجيد تبون عن المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرر عقده في باريس الجمعة المقبل.
وفي كلمة أمام سفراء الجزائر في الخارج، كشف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة عن "عدم مشاركة" تبون في أعمال ندوة باريس حول ليبيا التي ستنطلق في 12 نوفمبر/تشرين ثاني، دون أن يكشف عن مستوى تمثيل البلاد في المؤتمر.
وشدد لعمامرة على أن بلاده "ستكون حاضرة بقوة في ندوة باريس وتؤدي دورها كاملا غير منقوص في حلحلة الأزمة الليبية".
وألمح الوزير الجزائري إلى أن استمرار الأزمة مع فرنسا "يقف وراء مقاطعة" الرئيس تبون لمؤتمر باريس حول ليبيا.
وقال لعمامرة في هذا الإطار: "إن علاقات الجزائر بفرنسا معقدة بحكم التاريخ والجغرافيا"، مشددا في السياق ذاته على أن للجزائر "سياستها المستقلة التي لا تتأثر بقرارات دول أخرى".
وأضاف أن الأزمة مع فرنسا "تولدت من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي ردت عليها الجزائر ردا قوياً".
لكنه أثنى في المقابل على تراجع الرئيس الفرنسي عن تصريحاته الأخيرة التي أثارت غضباً رسمياً وشعبياً في الجزائر، عقب إقراره بـ"حدوث سوء تفاهم" بين البلدين، وتأكيده احترامه للأمة الجزائرية.
وأفاد وزير الخارجية الجزائري بأن "تصريح الإليزيه الأخير يحمل أفكارا معقولة لأنه يحترم السيادة الجزائرية ودورها في المنطقة".
وكانت فرنسا أعلنت تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا في 12 نوفمبر/تشرين الثاني بباريس، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بهدف "إظهار الدعم للعملية السياسية، وخاصة تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية الليبية، وكذلك من أجل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار".
دعم جزائري واسع
ومنذ 2020، عادت الدبلوماسية الجزائرية إلى مشهد الأزمة الليبية، وشددت على أنها من أكثر دول المنطقة المتضررة من استمرار الأزمة في جارتها الشرقية وتواجد المرتزقة والإرهابيين بها، وتفشي تجارة السلاح.
وعلى مدار العامين الماضيين، قادت الجزائر جهودا دبلوماسية بمعية دول الجوار والأطراف الفاعلة، وتمكنت من استضافة مؤتمرين اثنين لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، كان آخرها في أغسطس/آب الماضي.
كما استقبلت الجزائر أيضا كبار المسؤولين الليبيين وأبرزهم رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
وأبدت الجزائر دعمها المطلق لإجراء الانتخابات في ليبيا نهاية العام الحالي، وشدد تبون على أن الانتخابات هي "المخرج الوحيد لأزمة ليبيا"، لكنه انتقد في المقابل "استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية" التي قال أيضا إنها "أسهمت في تعقيد الأزمة".
والاثنين، استقبل الرئيس الجزائري، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، رفقة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول محمد الحداد، في إطار زيارة عمل للجزائر.
وأعربت الجزائر خلال زيارة الوفد الليبي موقفها الداعم لمسار الحل السياسي بما يفضي إلى إجراء الانتخابات المقررة وبناء وتوحيد مؤسسات الدولة، وسحب المرتزقة والمقاتلين والقوات الأجنبية والدفع بجهود المصالحة الوطنية حتى يعود هذا البلد إلى مكانته الإقليمية.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز