محلل جزائري لـ"بوابة العين": الأحزاب تخاطب نفسها في الانتخابات المحلية
![فرز أصوات في انتخابات سابقة بالجزائر- أرشيفية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2017/11/22/61-163006-algeria-local-elections_700x400.jpeg)
مع اقتراب الانتخابات المحلية يرى الدكتور عبد الرحمن بن شريط أنها يغلب عليها الجانبان الاجتماعي والثقافي أكثر من السياسي.
أخذت مجريات الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر/تشرين الثاني في الجزائر اهتماما كبيرا من قبل المختصين لما لها من تداعيات على الساحة السياسية في السنوات المقبلة.
أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة الجزائر الدكتور عبد الرحمن بن شريط، قال في حديث مع "بوابة العين الإخبارية"، إن "الظاهرة الانتخابية في الجزائر تطورت بشكل ملحوظ، والمواطن الجزائري أصبح يعبر من خلال صناديق الاقتراع عن مواقفه وآرائه تجاه الطبقة السياسية".
لكنه يرى أن "الانتخابات في الجزائر لم ترقَ بعد للمستوى السياسي المطلوب، وغلب عليها الجانبان الاجتماعي والثقافي أكثر من الجانب السياسي، والعملية الانتخابية لا يمكن لها أن تكون بعيدة عن مستوى وعي المواطن ومدى إدراكه لأهمية الانتخابات".
كما أشار الدكتور ابن شريط إلى أن "الأحزاب السياسية في الجزائر لم ترتقَ بعد إلى مستوى تطلعات ومتطلبات المواطن الجزائري، لعدم قدرتها على تفهم هذه المتطلبات، وأعتقد أن الأحزاب أصبحت تخاطب نفسها وتحاور ذاتها بعيدا عن انشغالات المواطن".
وأضاف أن "الأحزاب لا تتعامل مع المواطن إلا في الحملة الانتخابية فقط، وبمجرد انتهاء الانتخابات تتحول تلك الأحزاب إلى مجرد مرافق فارغة، دون أن تملك ذلك الأثر والزخم السياسي الذي تكون عليه في الحملة الانتخابية".
الثقافة المحلية
وعن طبيعة الانتخابات المحلية، قال أستاذ الفلسفة السياسية، إن "للانتخابات المحلية في الجزائر طابعا خاصا لأنه محلي؛ ما يعني أن مجريات هذه الانتخابات تتأثر بشكل كبير بالجانب الثقافي المرتبط بالمنطقة التي تُجرى فيها الانتخابات، وهو ما يجعلها لا ترتقي إلى المستوى السياسي المطلوب".
وعن توقعاته لمدى إقبال الجزائريين على صناديق الاقتراع، رأى المحلل السياسي أن "التشريعيات الأخيرة تركت أثرا كبيرا في نفسية الجزائريين، ومع الأسف لاحظنا عملية انتخاب عقابية، ومن خلالها حاول المواطن التعبير عن استنكاره وعدم قبوله لما يحدث، من خلال توظيف الانتخابات لأجندات حزبية ضيقة جدا بعيدة عن متطلبات المواطن".
كما توقع"أن الانتخابات المحلية لن تكون أحسن حالا، لأنها بعيدة كل البعد عن الأهمية الكبيرة التي توليها لها السلطة الجزائرية، وهذا يعود إلى الجهات المحلية التي تعمل على تسيير الانتخابات بأساليب يمكن وصفها بالارتجالية أكثر من كونها أساليب علمية وموضوعية وديمقراطية".