سفن حربية روسية في الجزائر.. تعاون روتيني أم رسائل لأوروبا
سفن حربية ونفطية روسية بسواحل الجزائر بالتزامن مع الحرب الروسية في أوكرانيا لـ"تعزيز التعاون" العسكري.
وأشار بيان عن وزارة الدفاع الجزائرية -حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه- إلى أنه "في إطار نشاطات التعاون العسكري الجزائري- الروسي، رست بميناء الجزائر، سفن حربية من أسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية، مكونة من السفينة الهيدروغرافية KILDIN والسفينة ناقلة البترول "Vice-amiral PAROMOV".
وأوضحت "الدفاع الجزائرية" أن "هذا التوقف يهدف إلى تعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي، بين قواتنا البحرية والقوات البحرية الروسية، ولتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تدعيم التنسيق المشترك بين الجيشين".
ولم تشر وزارة الدفاع الجزائرية إلى إجراء البحريتين الجزائرية والروسية مناورات عسكرية، رغم أن رسو سفن حربية روسية بسواحل الجزائر تقليد راسخ في علاقات التعاون العسكري بين البلدين الممتد لـ6 عقود كاملة، وجرت في الأعوام الأخيرة مناورات بحرية مشتركة بين البلدين.
وتعد روسيا أول ممول للجزائر بالأسلحة، فيما تعتبر الجزائر ثالث أكبر مستورد للسلاح الروسي بعد الصين والهند، ورصدت الجزائر في موازنة 2022 للدفاع نحو 13 مليار دولار للتسليح.
إلا أن رسو سفن عسكرية روسية بالجزائر في هذا التوقيت بالذات، أثار تساؤلات مراقبين وخبراء أمنيين عن دلالاتها، وإن كانت "صدفة تعاون دائم بين البلدين" أم "تحمل رسائل لأوروبا".
رسالتان اثنتان
وفي حديث مع "العين الإخبارية"، كشف العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري بن عمر جانة بأن لرسو السفن الحربية في الجزائر بهذا التوقيت تحمل "رسالتين اثنتين".
وأوضح أن "هناك بعض التأويلات قد تكون صحيحة، وفي العلوم السياسية والعسكرية والأمنية فإن وجودها في هذا الوقت بالذات مرتبط بتطورات إقليمية ودولية، وهي ردة فعل روسية ضد أي استقواء بالحلف الأطلسي".
لكنه عاد ليؤكد أنه "إذا لم يتم ربط كل الأحداث مع بعضها، فإن الجزائر ترتبط بتعاون عسكري مع روسيا يعود إلى عهد الاستقلال، وزيارة هذه السفن الحربية الروسية في إطار التعاون مع البحرية الجزائرية".
وختم الخبير الأمني تحليله بأن رسو السفن الحربية الروسية بالجزائر "يحمل رسالتين، وذلك بالنظر إلى التطورات الإقليمية وكذا الدولية، والثانية تؤكد تجذر التعاون العسكري بين البلدين".
مناورات عسكرية
وتستعد الجزائر وروسيا لتنفيذ أول مناورات عسكرية على الأراضي الجزائرية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لمكافحة الإرهاب بمشاركة القوات البرية من البلدين.
وكشفت المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية في بيان لها، أبريل/نيسان الماضي، عن أنه انعقد "في مدينة فلاديقوقاز الروسية المؤتمر التخطيطي الأول للإعداد لمناورات القوات البرية الروسية الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، والتي من المقرر إجراؤها في نوفمبر من هذا العام في قاعدة حماقير في الجزائر".
وكشف عن أن المناورات العسكرية تتضمن "تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، ومن المقرر أن يشارك في التدريبات من الجانب الروسي نحو 80 عسكرياً من المنطقة العسكرية الجنوبية".
وفي 10 مايو/أيار الماضي، قام وزير الخارجية الروسي بزيارة رسمية إلى الجزائر، كانت الأولى لبلد عربي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وحظي باستقبال مميز من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث سلمه دعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، كشف لافروف عن موقف بلاده من وضع أسواق النفط والغاز ومن العقوبات الغربية على بلاده، وكذا عن مستقبل وأهمية علاقات موسكو بالجزائر.
وأكد لافروف أن روسيا "كما الجزائر" "لديهما موقف واحد في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز الخاص بالوفاء بالاتفاقيات السابقة، وسوف يكون هو الحال في المستقبل"، في إشارة -بحسب متابعين- لأن تُبقي روسيا على إمداداتها النفطية والغازية مع الدول الغربية.
وتحدث أيضا عن العقوبات المفروضة على بلاده من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "تجميد الأصول المالية أمر تعودت عليه روسيا".
وقال: "مثلما فعلته أمريكا سابقا في أفغانستان، حيث إنهم لا يستعملون هذه الأموال لإعادة بناء أفغانستان المدمرة نتيجة لأعمال حلف الناتو خلال 20 سنة الماضية، لكن هذه الأموال موجهة لتحقيق أهداف أخرى"، دون أن يوضح حقيقة هذه الأهداف.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو "تعمل بجهد لعدم السماح بإقامة عالم أحادي القطب، تماشياً مع الأسس التي تم التشكيل على أساسها منظمة الأمم المتحدة".