بالصور.. انتفاضة طلابية بالجزائر عقب رسائل تبون
نظم، الثلاثاء، مئات الطلبة في العاصمة الجزائرية مظاهرة حاشدة جابت مختلف شوارعها، طالبت بـ"تمدين النظام".
وسجلت الجزائر العاصمة وبعض المدن الأخرى للأسبوع الثاني على التوالي عودة خروج طلبة الجامعات، كل يوم ثلاثاء، للمطالبة بالتغيير الجذري، ورفض السلطة الجديدة التي يقودها الرئيس عبد المجيد تبون.
- الرئيس الجزائري يهاجم الإخوان: يقفون وراء شائعة اغتيالي
- حراك الجزائر.. الآلاف يحتشدون بالعاصمة وعودة مظاهرات الجمعة
وتزامنت المظاهرات مع التصريحات التي أدلى بها، مساء اأمس لإثنين، الرئيس الجزائري لوسائل إعلام محلية، علق فيها للمرة الأولى على عودة مسيرات أنصار الحراك الشعبي التي قال إنها "لا تقلقه".
كما انتقد شعار "دولة مدنية وليست عسكرية"، وكشف عن أنه "شعار طُبخ منذ 15 عاماً من قبل أشخاص تم تكوينهم في دول أفريقية وأوروبية هدفها ضرب استقرار الجزائر"، وفق تعبيره.
وتحدى الطلبة في مظاهرتهم تصريحات تبون، ورددوا "شعار دولة مدنية وليست عسكرية" مصرين به على ما يسمونه "تمدين النظام وإنهاء الحكم العسكري" وفق ما ورد في بعض اللافتات المرفوعة.
كما ردد المتظاهرون شعارات أخرى، أبرزها "الشعب يريد الاستقلال"، و"يا طلبة الجزائر تفتخر بكم" "لا توجد شرعية"، وكذا هتافات أخرى تطالب بـ"حل جهاز المخابرات"، و"تسليم السلطة للشعب"، و"اليد في اليد نجيبو الاستقلال".
وفي شارع "موريس أودان" تمكن المتظاهرون من اختراق حاجز أمني، وهي المسيرات التي جابت معظم الشوارع الرئيسية والكبيرة لمنطقة الجزائر الوسطى، مرددين هتافات "كل الطرق تؤدي إلى الحراك".
وشهدت العاصمة، الثلاثاء، تعزيزات أمنية مشددة في مختلف شوارعها وطرقها الرئيسية، وحواجز أمنية مكثفة دون تسجيل أو مناوشات.
وشارك بمظاهرة العاصمة مواطنون آخرون وكذا فلول ما يعرف بـ"جبهة الإنقاذ" الإخوانية المحظورة المصنفة "تنظيماً إرهابياً" من قبل السلطات الجزائرية في مؤشر جديد بحسب المتابعين على اختراقهم للمظاهرات لاستعمالها ورقة ضغط للعودة إلى المشهد السياسي.
وسخر جزائريون من ظهور عدد منهم حاملين لافتات باسم الطلبة رغم كبرهم في السن، زعموا فيها بأنهم "طلبة ولم يصوتوا لصالح الرئيس عبد المجيد تبون ويطالبونه بالرحيل"، واعتبر بعضهم ساخرا بأن "المظاهرة ضمت معيدين في الجامعة".
ومنذ الذكرى الثانية للحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي، سجلت الجزائر عودة المظاهرات المطالبة بالتغيير الجذري بعد توقفها لنحو عام بعد قرار منع التجمعات والمظاهرات ضمن التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وأمس الإثنين، اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فلول النظام السابق بـ"تورط شخصيات فيها في الثورة المضادة وبأنها متواطئة في تهييج الرأي العام بالمال الفاسد".
ورد تبون على شعارات الحراك التي تعتبر "حكمه غير شرعي"، مشيرا إلى أن "من انتخبه حوالي 10 ملايين جزائري كانوا ضمن الحراك الشعبي"، وفند في الوقت نفسه وجود خلافات بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية.
ويسود المشهد السياسي الجزائري في الآونة الأخيرة حالة من الضبابية حول مستقبل الوضع السياسي في البلاد، وسط تحذيرات رسمية وشعبية من "ظهور بوادر أزمة التسعينيات"، فيما يحذر أنصار الحراك الشعبي من "استمرار النظام في تجاهل مطالبه".
واعتبر الرئيس الجزائري في مقابلة صحفية مع وسائل إعلام محلية، بأن "أغلبية مطالب الحراك الشعبي تحققت"، داعياً المتظاهرين إلى "ممارسة التغيير الجذري عبر صناديق الاقتراع والنهج الديمقراطي".
بينما يصر المتظاهرون الذين كسروا هدوء الشوارع على رفض الاصلاحات السياسية لرئيس البلاد، ورددت هتافات خلال المظاهرات تطالب بـ"إسقاط النظام".