تحذيرات جزائرية من "أعداء الشعوب": أجندات خفية
تصعيد لافت في لهجة التحذيرات الرسمية الصادرة عن المؤسسة العسكرية الجزائرية محذرة من "أعداء الشعوب" والأجندات الخفية.
والخميس، أطلق الجيش الجزائري 11 تحذيرا دفعة واحدة، جميعها متأتية من خطر واحد وهو "أعداء الشعوب"، مفصلا في السياق طبيعة تلك "الجهات المعادية" وأهدافها وأجنداتها.
- حصيلة رسمية.. الجزائر تحبط مليون هجمة إلكترونية في 2021
- جيش الجزائر: الولاء ودماء الشهداء بمواجهة الإرهاب والأعداء
جاء ذلك في كلمة ألقاها قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق السعيد شنقريحة، خلال ترأسه الدورة 15 للمجلس التوجيهي للمدرسة العليا الحربية بالعاصمة.
شنقريحة، وبعد أن تحدث عن أهمية "المنظومة التكوينية (التدريبية)" للقوات المسلحة الجزائرية، عرّج على المخاطر والتهديدات الاستراتيجية التي تحيط بالجزائر انطلاقاً من معطيات مفصلة.
وأشار قائد أركان الجيش إلى "المهمة الحساسة" التي يعتبرها الجيش الجزائري "شديدة الحيوية"، كاشفاً في السياق عن المخاطر الـ11 والأجندات التي تخفيها، وفق ما جاء في كلمته.
وقال: "نظرا للسياقات الدولية والإقليمية الخاصة التي نشهدها مؤخرا، في ظل محاولات أعداء الشعوب خلق بؤر توتر في منطقتنا الإقليمية بهدف تقسيم دولها ونهب واستغلال ثرواتها الطبيعية بصورة مباشرة أو تحت غطاء منظمات غير حكومية وشركات متعددة الجنسيات، تستخدم أسلوب الابتزاز، والضغط على الدول للتدخل في شؤونها الداخلية".
يضاف إليها –يتابع شنقريحة – "التحولات العميقة في خصائص الحروب الحديثة التي أصبحت تخاض بالوكالة أو باستعمال المؤسسات العسكرية الخاصة، والتنظيمات الإرهابية والتخريبية، والجريمة المنظمة وسلاح المخدرات".
علاوة على "اللجوء إلى أساليب التأثير على الرأي العام، من خلال الدعاية الهدامة واستهداف معنويات الشعوب، لخلق الانشقاق والفرقة وتأجيج النعرات بين مكوناتها الإثنية والدينية والقبلية، وكل أشكال العمليات العسكرية الهجينة، في التحطيم والإطاحة بالدول وأنظمتها".
ودعا المسؤول العسكري في كلمته أفراد القوات المسلحة إلى"التكيف مع كافة التحولات ورفع جميع التحديات، وكسب رهان عالم اليوم المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها".
وأوضح قائلا: "يتعين عليكم أنتم القائمون على هذه المدرسة العليا أن تبذلوا المزيد من الجهود من أجل تكييف البرامج التعليمية الملقنة، مع المستجدات السالفة الذكر، ومع التقدم التكنولوجي الكبير الحاصل في مختلف الأسلحة ومنظوماتها التي أحدثت ثورة حقيقية في الأساليب القتالية، وتكتيكات المعركة الحديثة".
ولفت إلى أن "هذه المنظومات الجديدة تمكنت من تغيير مجرى حروب بأكملها، وهي تحديات يجب عليكم رفعها من أجل كسب رهان عالم اليوم المتمثل في الحفاظ على سيادة بلادنا وصون أمنها واستقرارها".
هجمات إلكترونية
وكشفت الجزائر، خلال الأسبوع الحالي، عن حرب متعددة الجبهات تخوضها لم تعد مقتصرة فقط على فلول الإرهاب، بل ما بات يعرف بـ"حروب الجيل الجديد".
حقائق بالأرقام تضمنت "حصيلة ضخمة" لنجاح الأجهزة الأمنية في إحباط مئات آلاف محاولات القرصنة والهجمات الإلكترونية خلال 2021.
وفي تصريح لمجلة "الجيش" التابعة لوزارة الدفاع الجزائرية، كشف العميد تيتوش نبيل يوسف، رئيس "دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية"، عن إحباط مصالحه مليون و242 ألف و801 محاولة هجوم إلكتروني وقرصنة في 2021 ومن "مختلف مناطق العالم" استهدفت مواقع إلكترونية جزائرية.
المسؤول العسكري الجزائري وصف النتائج المحققة بـ"المُرضية والمقبولة" مقارنة مع الأهداف التي سطرتها الوحدة التي يشرف عليها.
لكنه أقر في المقابل بـ"بعض الصعوبات" التي ربطها بتنفيذ العقود مع الشركاء الأجانب المتأخرة بعد تفشي جائحة كورونا في العالم.
في المقابل، كشف العميد تيتوش عن تزود مخابر "دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية" والضباط العاملين بـ"أحدث الوسائل والأجهزة التعليمية المعتمدة في مجال التكوين، من بينها محاكيات متخصصة بمعايير دولية لاستعمال واستخدام وسائل وأدوات الحرب الالكترونية".
"تطويق استراتيجي"
ومنذ العام الماضي، صعدت السلطات الجزائرية من "لهجة التحذير" من "خطر داهم ووشيك"، بشكل دفع لاستنفار المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية.
كما تحدثت التقارير الأمنية المحلية والدولية عن "معادلة أمنية جديدة بمتغيرات ومجاهيل جديدة" في محيط الجزائر، أعادت، بحسب مراقبين، "إحياء نظرية المؤامرة"، وتعدت ذلك إلى اعتبار ما يحدث بالمنطقة المحيطة بالجزائر "مشهدا بارزا في إرهاصات ولادة نظام عالمي جديد".
وشرّح خبراء جزائريون في وقت سابق لـ"العين الإخبارية" حقيقة التحديات والمخاطر والرهانات الأمنية "عالية الدقة والمنسوب" التي باتت تواجهها الجزائر على حدودها، ومدى نجاعة مقارباتها لصد التهديدات المحيطة بها، والتي ربطوها أيضا بـ"مرحلة تحول في العلاقات الدولية".
واعتبر الخبراء أن الجزائر تعيش "مرحلة تطويق استراتيجي" بالأزمات، خصوصاً منذ "إسقاط الدولة في ليبيا وليس النظام فقط"، لافتين إلى أن "استهداف ليبيا كان هدفه ضرب استقرار الدولتين المركزيتين في شمال أفريقيا وهما الجزائر ومصر وبدرجة أقل تونس".
aXA6IDMuMTI5LjE5NC4xMzMg جزيرة ام اند امز