10 جرائم قتل مريبة لجزائريين بفرنسا تحيِّر سلطات البلدين
الجرائم تم تنفيذها بطرق بشعة شملت أحياناً الذبح والتمثيل بالضحايا، واللافت كذلك أنهم ينحدرون من منطقة واحدة
أثارت قضية مقتل 10 جزائريين مقيمين بفرنسا في ظرف شهرين جدلا في البلدين، خاصة مع الغموض الذي صاحب الجرائم الـ10، إلى درجة "عجزت حتى الشائعات عن حبك سيناريوهات توضح أسباب الجرائم".
وحسب الشرطة الفرنسية فإن هذه الجرائم تشترك في طريقة تنفيذها وفي مكانها وأصل ضحاياها، فغالبيتهم ينحدرون من مدينة خنشلة (شرق الجزائر)، ونُفذت في مدينة مرسيليا (جنوب فرنسا).
ومن أصل 10 جرائم نفذت 8 منها في مدينة مرسيليا، وكلهم ينحدرون من مدينة خنشلة الجزائرية، حيث أكد الإعلام الفرنسي أن المحققين لم يتمكنوا بعد من فك شيفرات أسباب تلك الجرائم الغامضة، التي دفعت السلطات في البلدين إلى فتح تحقيق في ملابساتها.
وحسب الشرطة الفرنسية فقد نُفذت عمليات القتل بين المساكن والساحات والمقاهي، وغالبيتها "رميا بالرصاص"، مع التنكيل ببعض الجثث بطريقة همجية وغريبة.
وآخر تلك الجرائم التي كشف عنها قنصل الجزائر بمرسيليا بوجمعة رويبح، في تصريحات صحفية، مقتل عاشر جزائري في مدينة مرسيليا يوم الجمعة الماضية يدعى "ميلودي"، دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
وبالعودة إلى تسلسل الجرائم البشعة فإن أول جريمة كانت شهر إبريل/نيسان 2017، حيث قتل الجزائري "جمال لاغا" بطعنات سلاح أبيض، ليعمل المجرمون على رمي جثته من الطابع 14 لإحدى العمارات في مرسيليا.
أما الجريمة الثانية فكانت نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث قام مجهولون بقتل الجزائري من مدينة خنشلة "نعيم فاطمي" رمياً بالرصاص، عندما كان برفقة أصدقائه بأحد مقاهي مرسيليا.
وفي الأسبوع الأول من شهر يناير/كانون الثاني كانت مرسيليا أيضا مسرحاً لثاني جريمة في حق الجزائري "يزيد زرفة"، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، وينحدر كذلك من مدينة خنشلة، حيث توفي متأثراً بجراحه بعد إطلاق النار عليه من قبل مجهولين في محل للحلاقة.
وفي الأسبوع الثاني من الشهر ذاته قُتل الجزائري الثالث من خنشلة في العاصمة الفرنسية باريس، ويتعلق الأمر بـ"ياسين قرفي" البالغ من العمر 53 عاما، لكن طريقة قتله كانت أكثر بشاعة، حيث وُجد "مذبوحا من الوريد إلى الوريد" في منزله، و"مجردا من ملابسه".
وبعد يوم واحد فقط عُثر على جزائري آخر مقيم في مدينة ليون الفرنسية "مشنوقاً" في قبو بالعمارة التي يسكن بها.
وفي الـ10 من الشهر نفسه، عُثر على جثة جزائري آخر ينحدر أيضا من ولاية خنشلة في مدينة بورج الفرنسية، ويدعى "عماد حشايشي" البالغ من العمر 26 عاما.
وفي الأسبوع نفسه، قتل جزائري آخر من خنشلة في مرسيليا يدعى "منير عركوس"، ويبلغ من العمر 26 سنة، حيث أكدت الشرطة الفرنسية "أنه وجد محروقاً، وأنه تم قتله قبل إضرام النار في جسده".
إضافة إلى جريمة مقتل جزائري آخر ينحدر من مدينة خنشلة في الـ30 من الشهر الماضي، حيث عثرت الشرطة الفرنسية على جثته، وأكدت أنه قتل رمياً بالرصاص
تعدد الجرائم دفع وزارة الخارجية الجزائرية إلى فتح تحقيق معمق عبر سفارتها في باريس وقنصليتها في مرسيليا، وتعيين محام يتابع مجريات التحقيق، إضافة إلى التحقيقات المكثفة للأمن الفرنسي الذي لم يتمكن حتى الآن من معرفة أسباب تلك الجرائم، إن كانت ناجمة عن تصفية حسابات أم لأمور أخرى.
كما أعلن وزير العدل الجزائري الطيب لوح، من البرلمان الجزائري، أن النيابة فتحت تحقيقاً في القضية.
من جانبها، اعتقلت الشرطة الفرنسية 4 أشخاص، من بينهم مغترب جزائري ينحدر من مدينة معسكر (غرب الجزائر)، إضافة إلى فرنسيين اثنين ومغربي، قائلة إن توقيفهم يأتي في سياق اشتباهها في تورطهم في هذه الجرائم البشعة.
كثرة الجرائم وبشاعتها أجبرت الجالية الجزائرية في فرنسا على الخروج في الـ18 من يناير/كانون الثاني الماضي في مسيرة احتجاجية بالساحة الرئيسية في مدينة مرسيليا، مطالبين السلطات بحمايتهم من خطر العصابات المجهولة، وبضرورة التسريع في التحقيقات وكشف هوية المجرمين.
كما ندد المتظاهرون بما أسموه "التمييز بين الضحايا"، حيث أعطوا مقارنة بين مقتل الرهبان الفرنسيين في الجزائر سنوات التسعينيات وطريقة تعامل السلطات الفرنسية مع القضية، وتعاملها مع مقتل الجزائريين على أراضيها.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز