إخوان الجزائر.. نفعية انتهازية تخون الحراك الشعبي
نشطاء سياسيون ينتقدون تولي إخواني رئاسة البرلمان الجزائري، ويعتبرونها "صفقة عبثية وخيانة للحراك" ويتوقعون نهاية التيارات الإخوانية.
أثارت تزكية إخواني على رأس البرلمان الجزائري جدلاً واسعاً في الجزائر، خاصة وأنه ينتمي إلى التكتل المسمى "التحالف من أجل النهضة والعدالة والبناء" الإخواني الذي يملك 15 مقعداً فقط في البرلمان الجزائري من أصل 462.
- بعد سجن رؤوس العصابة.. "منجل" الجيش يربك إخوان الجزائر
- "عراب السلطة".. إخوان الجزائر يفضحون نفاق بعضهم
وشكلت التزكية المفاجأة للإخواني سليمان شنين على رأس البرلمان الجزائري صدمة للكثير من النشطاء السياسيين، بين من انتقد ما حدث ووصفها بـ"الصفقة العبثية والخيانة للحراك" وبين من قلل من أهميتها، مرجعاً ذلك إلى أن مصير البرلمان الحالي سيكون "الحل" بعد انتخاب رئيس جديد للجزائر.
وتوالت تعليقاتهم وردود أفعالهم المنددة بما سموه "الصفقة المشبوهة بين السلطة الحالية التي يمثلها رموز نظام بوتفليقة وبين الإخوان"، وبأن التيارات الإخوانية "ستدفع الثمن الباهظ في الاستحقاقات الانتخابية القادمة"، ومن اعتبر ذلك "خيانة لحراك الجزائريين المُطالب بالتغيير الجذري مع كل أساليب النظام السابق".
وفي الوقت الذي حاولت فيه بعض التيارات الإخوانية والكتل النيابية (التحالف الرئاسي الداعم لبوتفليقة) "المرفوضة شعبياً" المزكية للإخواني سليمان شنين على رأس البرلمان الجزائري "التسويق" على أنه "انتصار للمعارضة والحراك"، إلا أن أصواتاً كثيرة اعتبرت أن ما حدث من تغير مفاجئ في التوازنات داخل البرلمان الجزائري "مشابه لمهزلة" الإقالة المثيرة للجدل لرئيس البرلمان الأسبق السعيد بوحجة أكتوبر/تشرين 2018.
خيانة للحراك
وأعاد كثير من النشطاء السياسيين التذكير بالماضي القريب لرئيس البرلمان الجزائري الجديد، والذي شارك فيما بات يعرف في الجزائر بـ"فضيحة القفل الحديدي" عند إقالة بوحجة من منصبه بطريقة مثيرة، وبأنه كان من بين أبرز النواب المشاركين فيها.
كما كشفت تزكية الإخواني سليمان شنين على رأس البرلمان الجزائري من جديد عن الهوة الكبيرة والانقسام الحاد الذي تعيشه التيارات الإخوانية في الجزائر، وتأكد ذلك من خلال "تحفظ" حركة مجتمع السلم الإخوانية على التصويت لصالح شخصية تنتمي إلى تيار إخواني آخر، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين دليلا جديدا على "تجذر صراع الزعامات في عقيدة إخوان الجزائر".
تأرجح إخوان الجزائر والموالين لهم بين المواقف السياسية المختلفة في انتهازية سياسية وصفقات مشبوهة ليس جديدا، حيث سبق أن التيار الإخواني الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان الجديد والمسمى "حركة البناء الوطني" الإخوانية، "لم تعارض ترشح بوتفليقة لولاية خامسة"، بل وترشح رئيسها لرئاسيات 18 أبريل/نيسان و4 يوليو/تموز الملغاة رغم الرفض الشعبي لإجرائها، ثم ما لبثت أن باتت الحركة الإخوانية من المطالبين بـ"إقصاء داعمي العهدة الخامسة من حوار حل الأزمة" بعد استقالة بوتفليقة.
كما أن رئيس البرلمان الجزائري ينتمي إلى تكتل إخواني في الهيئة التشريعية يضم التيار الإخواني المسمى "جبهة العدالة والتنمية" التي لطالما اعتبر رئيسها الإخواني عبدالله جاب الله أن "البرلمان غير شرعي وجاء نتيجة عملية تزوير شاملة".
وفي هذا الشأن، وصف الناشط السياسي الجزائري عبدالوكيل بلام عبر موقع "الفيسبوك" ما حدث داخل قبة البرلمان الجزائري بـ"تغليب المصلحة الحزبية على مصلحة الشعب"، واتهم الحزب الإخواني بـ"البحث عن حل مربح ومسألة خلاص فردي"، وألمح إلى خيانته مطالب الحراك الشعبي.
وانتقد "بلام" ترحيب رئيس الحركة الإخوانية عبدالقادر بن قرينة تولي قيادي إخواني من تياره رئاسة البرلمان الجزائري، وقال في منشوره المعنون بـ"ليذهب الشعب إلى الجحيم": إن "المتابع لكتاباتك وتصريحاتك الأخيرة يستخلص أن القضية في ذهنك قضية تنافس أحزاب ومسألة خلاص فردي يبحث كل واحد فيه عن حل مُربح يَخرج منه هو وقبيله بما يرضيه، حيث رحت تتحدث عن حزبك وعن الآخر وعن شخص وجِهة وبلد المنشأ للسيد شنين".
وتابع منتقداً: "بيد أن الجزائر اليوم تجتاز اللحظة الثورية والمنعرج المجتمعي الحاسم الذي لا مكان فيه (يُفترض) لحظ الحزب وحظ النفس بل لخطط التنسيق والاجتماع وتوحيد الجهود بين كل فعاليات المجتمع في مواجهة كل القوى المضادّة لإرادة الانتقال الديمقراطي المنشود".
صفقة وحيلة إخوانية
الناشط السياسي عبدالوكيل بلام أيضا اعتبر أن تولي إخواني رئاسة البرلمان الجزائري "صفقة" وصفها بـ"العبثية التي توفر الكُحل للعين العوراء"، مقللاً في الوقت ذاته من أهمية تولي إخواني رئاسة البرلمان، قائلاً: "ليس ما قمتم به غير عكّازة لن يطول التوكؤ عليها".
من جانب آخر، فضح أحد النشطاء السياسيين عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" حيلة الإخواني عبدالله جاب الله في انتخاب إخواني على رأس البرلمان الجزائري.
وأكد أن قياديين اثنين مقربين منه في البرلمان الجزائري قضيا يوما كاملاً في إقناع النواب بمرشحهم، الذي حصل على تزكية من نواب أحزاب التحالف الرئاسي الداعم لبوتفليقة.
وعقب ذلك، حاول الإخواني جاب الله التهرب من تزكية مرشحهم الإخواني أمام الرأي العام الجزائري عبر مقرب منه، زاعماً أن الإخواني جاب الله لم تتم استشارته في الموضوع بحسب ما ذكره الناشط السياسي، وهو ما يعني وفق رأيه أن الخطابات المزعومة التي يصدرها الحزب الإخواني "لدعم الحراك الشعبي" في العلن تناقضت عند أول منصب عرض عليهم في الكواليس.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز