صحف فرنسية: المعارضة هشة لا تستطيع خلافة بوتفليقة
وسائل الإعلام الفرنسية تتابع الوضع في الجزائر عن كثب ما بين الترقب والقلق
فيما ينتظر الشارع الجزائري يومًا حاسمًا في تاريخ البلاد، بانتهاء المهلة المحددة للترشح للانتخابات الرئاسية، وإعلان الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة الترشح لفترة خامسة، ركزت تقارير إعلامية فرنسية على الوضع في هذا البلد، معتبرة أن الأحزاب المعارضة هشة وليست بالقدر الذي يسمح لها للتجربة.
واعتبرت مجلة لوبوان الفرنسية أن مرض بوتفليقة أثار اضطرابات في السلطة الجزائرية، مؤكدة أنه على الورق، تشترط المادة 139 من قانون الانتخابات على المرشح للانتخابات الرئاسية أن يحمل "شهادة طبية صادرة عن أطباء معتمدين"، ولكن لا يزال الوضع الصحي للرئيس أمرا مشكوكا فيه، وسط مخاوف داخلياً وخارجياً.
- مظاهرات الجزائر وولاية بوتفليقة الخامسة.. "العين الإخبارية" ترصد مسار الأحداث
- موقع سويسري: طائرة بوتفليقة لا تزال في جنيف
من جانبها، أشارت صحيفة لوباريزيان الفرنسية، إلى طبيعة الخريطة السياسية الجزائرية، مؤكدة أن ما يحدث في هذا البلد حلقة جديدة في سلسلة استمرت 57 عاماً؛ لكن هذا السيناريو غير قابل للتغيير في ظل غياب معارضة حقيقية.
وتحت عنوان "ما القوى المعارضة لبوتفليقة؟"، نبهت صحيفة لوموند الفرنسية، إلى أنه قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة 18 أبريل/نيسان المقبل، فإن ثقل قوى المعارضة الجزائرية من الأحزاب والشخصيات ليست بالمستوى التي تسمح لها بخلافة بوتفليقة رغم تصاعد الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوقف المفاجئ للانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/كانون الثاني 1992، وضع حد للعملية الديمقراطية، لاسيما عقب المظاهرات التي شهدتها الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول 1988، والتي عصفت بالحياة الحزبية للبلاد، بظهور أحزاب جديدة واندثار أحزاب عريقة، وأعيدت هيكلة أحزاب أخرى.
وفي تقرير آخر، وصفت "لوموند" المعارضة الجزائرية بـ"الهشة"، قائلة: "في الجزائر، سلطة لا بديل لها في ظل ضعف المعارضة".
وأضافت أن هذه الأحزاب بعد تهميشها لسنوات أصبحت بلا ثقل حقيقي على الأرض، ولا تستطيع الخوض أي منافسة أو استحقاق انتخابي، راصدة قائمة الأحزاب السياسية المعتمدة رسمياً في الجزائر.
جبهة القوى الاشتراكية
أحد أحزاب (اليسار الديمقراطي) أسسه حسين آيت أحمد عام 1963، أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية، وتم التصديق عليه عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 1988.
ويدعو الحزب إلى انتخاب جمعية تأسيسية، وقاطع مرارا الانتخابات البرلمانية، ويشهد حالياً أزمة خطيرة مع استبعاد العديد من كوادره بينهم الصحفية سليمة غزالي الحائزة على جائزة (ساخاروف).
التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية
وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (ديمقراطي علماني)، أسسه أحد المحاربين القدامى لحركة الثقافة البربرية عقب أكتوبر/تشرين الأول 1988، وأيد الحكم الصادر عن العملية الانتخابية آنذاك وقدم الدعم للجيش.
وكان هذا الحزب بداية للتحالف مع بوتفليقة عقب وصوله للسلطة عام 1999، كما تم تعيين عدة كوادر للحزب وزراء مثل عمارة بن يونس، وخليدة تومي، وفي عام 2012 تغيرت رئاسته؛ إذ حل محسن بلعباس محل سعيد سعدي.
حزب العمال
حزب العمال (يسار) أسسه أحد المناضلين السابقين في "المنظمة الاشتراكية للعمال"، في عام 1990، وتولت رئاسة الحزب لويزة حنون، وقدم دعما حاسمًا للرئيس بوتفليقة باسم القومية في مواجهة الرؤية "الإمبريالية".
كما دافع عن بوتفليقة الترشح للانتخابات عام 2014، إلا أن الحزب عارض ترشحه لولاية خامسة معلناً دعمه للمظاهرات في المقابل أعلن الحزب عن نيته للترشح للرئاسة.
جيل جديد
أسس سفيان جيلالي حزب جيل جديد، وهو (ديمقراطي – اشتراكي) عام 2011، وعارض الولاية الرابعة لبوتفليقة عام 2014، كما أدى دورا مهماً في المؤتمر الوطني للمعارضة بمازافران (غرب الجزائر).
وهذا المؤتمر وضع تنسيق للحرية والتحول الديمقراطي، ولا يزال الحزب يعارض بقوة الولاية الخامسة لبوتفليقة ولكن دون تقديم مرشح للانتخابات الرئاسية.
طلائع الحرية
أسس علي بنفليس حزب طلائع الحرية عام 2015، وأصبح بنفليس أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني، ومدير لحملة بوتفليقة عام 1999، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة، وأقيل عام 2003، وترشح أمامه في انتخابات 2004 و2014 لكن لم يحظ بشعبية كبيرة، كما لم يعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
رشيد نيكاز
من أبرز وجوه المعارضة الجزائرية المستقلة، رجل الأعمال رشيد نكاز المولود في فرنسا عام 1972، وله شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخطابات الشعبية حول الفساد، وفي عام 2014 تخلى عن الجنسية الفرنسية للترشح للانتخابات الرئاسية في الجزائر إلا أن الأمر تتطلب الحصول على توقيع 60 ألفا.
وأطلق نكاز حملة شبابية آنذاك لجمع التوقيعات ولكنه لم يحصل على الرقم المطلوب، وحتى الوقت الراهن لديه إمكانيات لحشد الشباب حوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.