تحالف الفاشلين.. أردوغان يحتمي بإيران تحسبا لعقوبات أمريكية
"المهم هو التضامن بيننا" عبارة قالها وزير الخارجية التركي مع نظيره الإيراني معلنا بحث آلية لمضاعفة التجارة بين البلدين.
من مغامرة إلى أخرى يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مناوراته الفاشلة مهددا اقتصاد بلاده بأوضاع أكثر كارثية، وهذه المرة أعلن وزيره للخارجية أن تركيا تدرس آلية لمضاعفة تجارتها مع إيران في تحد للعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، فضلا عن إضافة ملف جديد إلى ملفات النزاع الساخنة مع واشنطن.
- الخزانة الأمريكية تعاقب تركيّا اخترق العقوبات على إيران
- خبراء: الفشل مصير كيان التبادل التجاري المقترح بين أوروبا وإيران
اختيار أنقرة الاصطفاف بجانب دولة معزولة عالميا مثل إيران قد يقودها أيضا إلى فخ العزلة، وقد لا تفلح هذه المناورة من أردوغان الذي يتحسب لعقوبات أمريكية إذا ما قررت واشنطن تطبيق "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات" على بلاده التي تعتزم شراء نظام الدفاع الجوي الروسي "إس 400" من روسيا.
وكان وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوغلو قد أعلن، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني جواد ظريف، أن بلاده تبحث عن آليات لتعزيز تجارتها مع إيران وحمايتها من العقوبات الأمريكية، وأضاف أنه يستهدف العمل على رفع التجارة الثنائية بين البلدين إلى 30 مليار دولار، أي 3 أضعاف المستوى الحالي.
واستشهد كافوس أوغلو بالأداة الأوروبية لدعم التبادل التجاريInstex كنموذج للآلية المحتملة.
وقال موقع "انتلي نيوز" الألماني، إن الاستشهاد بتلك الآلية الأوروبية يأتي رغم فشلها أصلا في إنقاذ التجارة بين إيران وأوروبا، لدرجة أن طهران ذاتها عبرت عن "غضبها المتزايد" بسبب فشل فرنسا وألمانيا وبريطانيا -الدول الثلاث التي تقف وراء الآلية- في إنشاء قناة للتداول التجاري بين الطرفين.
وتأتي تصريحات تركيا رغم أن واشنطن التي فرضت عقوبات قاسية على إيران، هددت مرارا أي طرف يحاول مساعدة طهران على الالتفاف حول العقوبات المفروضة عليها.
وأعادت الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فرض عقوبات اقتصادية وشددت عقوبات أخرى على قطاعات النفط والبنوك والنقل الإيرانية، وهي تعد أقسى عقوبات في التاريخ الأمريكي، وذلك بعد أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وتعهدت بمزيد من التحركات للضغط على طهران.
"المهم هو التضامن بيننا"، تابع كافوس أوغلو خلال المؤتمر، دون أن يقدم تفاصيل محددة عن الآلية المقترحة.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على أي طرف يتبادل التجارة مع إيران مستخدما بأي وسيلة الدولار الأمريكي أو النظام المالي الأمريكي عبر الشبكة المالية العالمية.
- بعد حرمانها من إف 35.. أمريكا تتوعد تركيا بعقوبات قاسية تعصف باقتصادها
- نيويورك تايمز: خطة أردوغان لدعم الاقتصاد "مفزعة" وتساند حلفاءه فقط
وكان البنك المركزي التركي والإيراني قد وقعا في أكتوبر 2017 على اتفاق للتبادل التجاري بعملتهما المحلية بدلا من اليورو.
من جهته، قال ظريف إن إيران وتركيا وافقتا على التعاون في 5 مجالات محددة بما في ذلك التجارة التفضيلية، والطاقة، والخدمات المصرفية، واستخدام العملات الوطنية، وإنشاء آلية مماثلة لـINSTEX في التجارة المشتركة.
وكان خبراء في التجارة الدولية وأكاديميون وسياسيون قد أجمعوا على أن آلية التبادل التجاري بين أوروبا وإيران مصيرها الفشل، في ظل تجاهل الشركات الأوروبية لها خوفا من التعرض للعقوبات الأمريكية، وبالنظر إلى قوة الدولار وهيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي.
ويتابع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، أي مبادلات تنتهك عقوباتها على إيران أو تحاول الالتفاف عليها، وسبق أن فرض عقوبات على التركي "إيفرين كاياكيران" الذي كان يدير شركة أجنبية تابعة لشركة أمريكية، لانتهاك عقوبات أمريكا ضد إيران ثم محاولة إخفاء تلك الانتهاكات.
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز