دائماً ما تبدي دولة الإمارات اهتماماً بحماية حقوق الطفل، حيث أصدرت في عام 2016 "قانون وديمة"، الذي يعد نموذجاً يحتذى به عالمياً.
في ظل التطور والتقدم التكنولوجي الهائل، لم يعد أمن المجتمعات من السهولة بحيث يمكن حصره مصادر القلق والتهديد والتحديات التي تواجه الاستقرار المجتمعي في أي دولة من الدول في عوامل أو عناصر محددة.
في ظل حالة التشابك والتعقيد أيضاً هناك تحديات كبيرة، ربما يغفل عنها البعض، ولكن من يسعى إلى ترسيخ فكرة السلام والتعايش والمحبة لا بد أن يتعامل مع مختلف مصادر التهديد المجتمعي، لا سيما ما يتعلق منها بالفئات الضعيفة، وفي مقدمتهم الأطفال.
لا شك أن هذا الملتقى يمثل إسهاماً إماراتياً عالمياً مهماً، ويعزز صورة الإمارات ومكانتها وقوتها الناعمة، بما بات لها من اهتمام متزايد بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية وتعزيز وترسيخ أسس الاستقرار في المجتمعات
ودائماً ما تبدي دولة الإمارات اهتماماً بحماية حقوق الطفل، حيث أصدرت في عام 2016 "قانون وديمة"، الذي يعد نموذجاً يحتذى به عالمياً في مجال تشريعات حماية الطفل، فقد كفل هذا القانون حق الطفل في الحياة والبقاء والحقوق الأساسية والتأكيد على التزام السلطات المختصة والجهات المعنية بحماية وصون هذه الحقوق، تجسيداً لاهتمام قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بهذه الحقوق.
كما كان إنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، خطوة رائدة في مجال رعاية الطفولة، حيث بات المجلس المرجع الأساسي في هذا المجال داخل الدولة، بحكم اهتمام سموها البالغ بحقوق الطفل، حيث أكدت "أن الطفل هو عنوان المستقبل ويستحق منا جميعاً أن ندعمه ونهيئ له كل الفرص لينشأ في بيئة سليمة"، كما أطلقت مبادرة تخصيص يوم للطفل الإماراتي يوافق الخامس عشر من مارس سنوياً، وهو تاريخ توقيع الإمارات على اتفاقية حقوق الطفل لعام 1997 مع الأمم المتحدة. وربما لا يعرف الكثيرون أن التطور في حماية حقوق الطفل قد وصل إلى إنشاء نيابة الطفل في إمارة أبوظبي.
انطلاقاً من هذه القاعدة الراسخة والرؤية الواضحة لحقوق الطفل؛ تأتي أهمية "ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي"، الذي عقد مؤخراً برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، دورته الأولى، التي تمثل إضافة نوعية جديدة لدور الإمارات على صعيد نشر قيم التعايش والاعتدال والسلام والمحبة بين البشر.
ولا شك أن الحوار العالمي الذي استضافته الإمارات قد أثرى خبرات العالم في مجال حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ووضع هذه القضية الحيوية بالنسبة لأمن المجتمعات على صدارة أولويات المجتمع الدولي، لا سيما أن أشكال الاستغلال لا تقتصر على نمط محدد، بل تطال ترويج العنصرية والتطرف والتشدد وخطاب الكراهية والترويج لألعاب خطيرة تؤذي الأطفال وتصل إلى حد دفع بعضهم للانتحار، ما يعكس حجم المسؤولية الأخلاقية التي يتحملها الجميع، ومن بينهم القادة الدينيون، في صون وحماية الأطفال ووضع الضمانات اللازمة لحمايتهم عبر التعاون مع شركات الإنترنت وغير ذلك.
ويمثل الملتقى كذلك إضافة مهمة لمسيرة الحوار بين الأديان بشكل عام، حيث شارك فيه نحو 450 من قادة الأديان بهدف الخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات، لا سيما الأطفال، من جرائم الابتزاز في العالم الرقمي، حيث يلعب القادة الدينيون دوراً حيوياً في تحصين المجتمعات وبناء دروع تشريعية واقية ضد أشكال الاستغلال المختلفة للطفل، علاوة على أن هذا الملتقى يسهم في توسيع قاعدة المشتركات بين الأديان، ويخلق فرصاً حقيقية للتعاون والتكاتف من أجل ما فيه خير البشرية، وبما يقلص مساحات الخلاف ويسهم في عزل أصحاب التوجهات المتطرفة والمتشددة في جميع الأديان، وكشف أفكارهم المضللة.
ولا شك أن هذا الملتقى يمثل إسهاماً إماراتياً عالمياً مهماً، ويعزز صورة الإمارات ومكانتها وقوتها الناعمة، بما بات لها من اهتمام متزايد بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية وتعزيز وترسيخ أسس الاستقرار في المجتمعات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة