كانت الخلافات الناشئة بين عدد من دول شرق آسيا والولايات المتحدة في عهد إدارة أوباما واضحة،
تسبب انتخاب دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة في موجة صدمات في أروقة السلطات عبر شرق آسيا. والمعروف أنه، حتى قبل نتائج الانتخابات الأميركية 2016، كانت هناك هزات تغيير سياسي واضحة بالفعل في المنطقة. ولذا يمكن القول، إن الرئيس المنتخب الأميركي قد صبَّ الزيت على نار علاقات الولايات المتحدة المتدهورة مع شرق آسيا.
وكانت الخلافات الناشئة بين عدد من دول شرق آسيا والولايات المتحدة في عهد إدارة أوباما واضحة، وضوح الشمس، لعدة سنوات. ولكن قبل بضعة أسابيع من نهاية الانتخابات الأميركية، كان هناك انفجار للمشاعر المعادية للولايات المتحدة، وبصورة أساسية من الديمقراطيات المتزايدة في التوجه الشعبوي في جنوب شرق آسيا.
وجاءت أول صدمة سياسية كبيرة عندما أعلن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي صراحة عن محور له بعيدا عن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، لصالح علاقات أقوى مع الصين وروسيا. ووصفت سياسة دوتيرتي بأنها "ورقة رابحة في آسيا،" ولاسيما كتابه "الحرب على المخدرات"، أدى إلى قتل، خارج نطاق القضاء، أكثر من 5000 مشتبه في تورطهم في تجارة المخدرات، مما أثار غضب عديد من الحكومات الغربية، ليس أقلها إدارة أوباما. ونتيجة لذلك فقد وجد دوتيرتي أرضية مشتركة لانتقادات حقوق الإنسان في أميركا والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
في الواقع أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لا تطلب من أعضائها سياسة خارجية مشتركة موحدة. بل إنها تحرس عن كثب مبدأ السلطة السياسية المستقلة لكل دولة على حدة. ونفذت دول "آسيان" الأخرى سياسات خارجية تميل لصالح التوازن في العلاقات مع القوى العظمى العالمية.
يتخذ اتجاه السياسة الخارجية في أجزاء من شرق آسيا الآن جذورا تتمحور بعيدا عن الولايات المتحدة متجهة إلى الصين وإلى روسيا بدرجة أقل، يمكن وصفها بأنها حالة هبوط أحجار "الدومينو" في أجزاء من جنوب شرق آسيا. لقد وقعت الفلبين وماليزيا ودول مثل تايلاند، لاوس، وكمبوديا في أحضان الصين مبتعدة عن الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، تراجعت دول في شمال شرق آسيا عن النخبة الحاكمة التقليدية في كوريا الجنوبية، استعدادا لتبني علاقة سياسة خارجية مع الصين، مما يسبب بوضوح نتائج أكثر تعقيدا. ويبدو موقف الولايات المتحدة في شرق آسيا مهزوزا حتى من قبل أن يتم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب رسميا.
*نقلا عن الوطن السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة