شعث لـ"بوابة العين": أمريكا منحازة و4 بدائل عنها لعملية السلام
نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني قال إن على بلاده أن تتعامل مع عالم متعدد الأقطاب ليس خاضعاً للهيمنة والسيطرة الأمريكية.
قال نبيل شعث، مستشار الرئيس محمود عباس للعلاقات الدولية، إن الفلسطينيين يريدون روسيا والاتحاد الأوروبي والصين والأمم المتحدة بديلاً للولايات المتحدة الأمريكية في عملية السلام، قبيل اجتماع مقرر، اليوم الإثنين، في رام الله للبحث عن راع بديل للعملية السياسية، في أعقاب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
- مجلس الأمن يصوت على مشروع مصري لإلغاء قرار ترامب بشأن القدس
- عباس: سنذهب إلى مجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة
وفي مقابلة أجرتها معه بوابة العين الإخبارية، اعتبر شعث أن الولايات المتحدة منحازة على نحو فظ لتل أبيب بقرارها الشهر الماضي، عدم التمديد لفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ولاحقا بقرار اقتطاع جزء كبير من المساعدات المقدمة للفلسطينيين، مرورا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والشروع في نقل السفارة الأمريكية إليها وصولا إلى إعلان حائط البراق جزءا من إسرائيل في أي ترتيبات قادمة.
ويرى الفلسطينيون في الاصطفاف الدولي ضد قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فرصة للانتقال من الاحتكار الأمريكي لرعاية عملية السلام إلى رعاية دولية.
ولطالما دعا الفلسطينيون إلى توسيع دائرة الشراكة في رعاية عملية السلام لتشمل المزيد من الدول في العالم ولكن طلبهم عادة ما كان يواجه برفض أمريكي وإسرائيلي وتلكؤ دولي في قبول هذه الدعوة.
ولكن إعلان القيادة الفلسطينية أن الولايات المتحدة أخرجت نفسها من رعاية عملية السلام بات مدخلا لتحرك على المستوى العربي والإسلامي والدولي لإحداث التغير المطلوب.
وأوضح شعث أن "الأمريكيين كانوا الشهود على العملية وتم توقيع اتفاق أوسلو في البيت الأبيض، وكان لهذا الاتفاق أبعاد زمنية واضحة بأنه خلال عامين على الأكثر تبدأ مفاوضات الحل النهائي وخلال 5 سنوات على الأكثر نكون قد وصلنا إلى حل نهائي، ولكن هذا كله لم يتم، وحتى التفاصيل في الاتفاقيات التي تمت بعد أوسلو لم يتم احترام أي شيء منها دون أن تحرك أمريكا ساكنا".
مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، تابع في هذا الصدد قائلاً: "حتى قبل ذلك (القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن القدس) تراجعت الإدارة الحالية عن تبني حل الدولتين ورفضت اتخاذ موقف واضح من الاستيطان، وعندما تقرر واشنطن من طرف واحد مستقبل إحدى قضايا الحل النهائي، وهي القدس، فهي لم تعد وسيطا وإنما طرف في الصراع".
وعلى إثر مواقف الولايات المتحدة الأخيرة قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطوة غير مسبوقة، رفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، خلال زيارته للمنطقة بعد أيام.
وقال شعث إن "العالم يخرج من عالم القطب الواحد، فالأمريكيون في أخطائهم الفادحة في العالم والفوضى التي خلقوها في الشرق الأوسط تسببوا لأنفسهم بكلفة هائلة".
وأضاف أن "كلمات 14 دولة في مجلس الأمن ضد قرار ترامب بشأن القدس، أثبتت تماما للرئيس الأمريكي أن بلاده لم تعد الحاكم الأوحد في العالم، وعلينا أن نخطط لعالم مختلف متعدد الأقطاب".
ومضى بقوله: "علينا أن نعد أنفسنا لعالم متعدد الأقطاب ليس خاضعا للهيمنة والسيطرة الأمريكية، وإذا ما كان ترامب يتصرف بغباء على أنه حاكم العالم فهذا غير صحيح وعليه أن يفهم ذلك".
ويعتقد الفلسطينيون أن انحسار خطر داعش في سوريا والعراق وقرار ترامب أعاد للقضية الفلسطينية مكانتها في العالم، وهو ما يريدون البناء عليه.
وفي هذا السياق، يرى شعث أن أوروبا والصين وروسيا والأمم المتحدة مؤهلة للقيام بدور بديل للولايات المتحدة.
وأشار إلى أن روسيا والصين حققتا نمواً حقيقياً، بالإضافة إلى أوروبا من خلال فرنسا التي نجحت العام الماضي في عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط شاركت فيه 74 دولة؛ بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا.
وردا على سؤال بشأن رفض إسرائيل لأي دور غير الولايات المتحدة، تساءل شعث "هل نفذت إسرائيل أي شيء التزمت به في ظل الرعاية الأمريكية؟، إذا ما أخذت الفترة منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وحتى الآن، ما الذي طبقته إسرائيل؟، طبقت فقط اتفاق غزة أريحا وما تبعه من إقامة للسلطة الفلسطينية، ومن ثم خضع التطبيق للمزاج الإسرائيلي بصمت أمريكي".