النائب المسلم كيث إليسون.. ترياق الديمقراطيين لمواجهة ترامب
قيادات في الحزب الديمقراطي تسعى إلى دعم النائب المسلم كيث إليسون من أجل تولي رئاسة اللجنة الوطنية؛ لمواجهة دونالد ترامب.
بعد أيام قليلة من خسارة الديمقراطيين الرئاسة الأمريكية وإخفاقهم في الفوز بأغلبية أي من غرفتي الكونجرس في انتخابات 2016، تحركت قيادات الحزب نحو تنظيم الصفوف وتغيير آليات المواجهة، وهو ما بدا في اختيارهم للشخصية التي سيدعمونها لقيادة اللجنة الوطنية.
فقد حصل النائب كيث إليسون، أول مسلم ينتخب لعضوية الكونجرس الأمريكي، خلال الأيام الماضية على دعم مجموعة من كبار القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بمن فيهم بيرني ساندرز، وإليزابيث وارن، وبات قريبا من الحصول على دعم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بحسب عديد من المصادر الإعلامية الأمريكية.
قد يكون هذا السياسي الذي نشأ في أسرة كاثوليكية، واعتنق الإسلام وهو في الـ19 من العمر، قبل انتخابه لعضوية الكونجرس في 2006، إجابة الحزب الديمقراطي في مواجهة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، أشد الساسة عداء للمسلمين في التاريخ الأمريكي، خلال العام الأول من إدارته، حسبما كتب تيم ماك في موقع ذا دايلي بيست الأمريكي.
وسيكون لاختيار النائب إليسون الذي يرأس المجموعة التقدمية للحزب الديمقراطي في مجلس النواب، "دلالة رمزية هائلة" على حد تعبير النائب أندري كارسون، ثاني مسلم أمريكي ينتخب لعضوية الكونجرس، وذلك في مواجهة رئيس منتخب تعهد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، والمضي قدما في خطط لطر المهاجرين غير الشرعيين.
ورغم أن إليسون لا يحرص على الإشارة كثيرا إلى دينه الإسلامي والدور الذي يلعبه في واجباته كمشرع، إلا أنه يحتفظ بصلات وثيقة مع المجتمع الإسلامي والعربي في أمريكا.
ويقول إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أكبر المنظمات المدافعة عن المسلمين في أمريكا، إن إليسون لطالما أشار إلى أنه ليس عضو الكونجرس الأميركي المسلم، وإنما عضو الكونجرس الذي تصادف أن يكون مسلما.
ويضيف هوبر "إذا كان لديك مسلم أمريكي على رأس حزب المعارضة، في مواجهة الحزب الذي يقوده الشخص الذي قام بأكبر الجهود في التاريخ لتعميم مشاعر الخوف من الإسلام، فهي المفارقة الشديدة".
وسارعت المنظمات الإسلامية في أمريكا إلى الاصطفاف خلف ترشيح عضو الكونجرس عن ولاية مينيسوتا، مشيرة إلى أن انتخابه سيكون الترياق للبيئة المعادية للمسلمين التي تنامت على مدار سنوات حكم أوباما.
وقال أسامة جمال، الأمين العام للمجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية إن اختيار إليسون "سيبعث برسالة مفادها أن المسلمين في هذا البلد جزء أصيل من المجتمع، وأن بمقدورهم أن يقودوا حزبا سياسيا كبيرا في هذا البلد، وأن كون المرء مسلما لا ينتقص شيئا من قدرته على أن يتولى منصبا كهذا".
وإذا ما تم تعيين إليسون فعليا لقيادة اللجنة الوطنية الحزب الديمقراطي خلال السنوات الأولى من رئاسة ترامب، فسيكون في ذلك إشارة من جانب الجناح اليساري والتقدمي في الحزب، بأنه بدلا من التحرك إلى الوسط، فإن السنوات الأربع القادمة ستشهد محاولة لتقديم البديل المعاكس تماما لرئاسة ترامب.
وبدأت تحركات بالفعل في هذا الاتجاه، وهو ما وضح من خلال مظاهرات الشوارع التي خرجت في أعقاب إعلان فوز ترامب مباشرة.
وتقول ريبيكا كاتس، الخبيرة الإستراتيجية الديمقراطية التي عملت مع عدد من كبار قادة الحزب، من أمثال السناتور هاري ريد، إن "على الحزب الديمقراطي أن يكون متسامحا وممثلا للجميع، وتقدميا- ليس بالكلمات فقط، بل بالأفعال. يجب أن يكون صورتنا المناقضة للبيت الأبيض شديدة الوضوح".
لكن هناك عددا من الأصوات المعتدلة داخل الحزب الديمقراطي التي ترى أن دفع الحزب بشكل كبير نحو أجندة يسارية لن يحل مشكلات الحزب.
وقال جيم كيسلر، الباحث في مركز الأبحاث الديمقراطي "الطريق الثالث" "في يوم الانتخابات لم يكن هناك جدوى لكونك تنتمي لهذا الفصيل الديمقراطي أو ذاك.. لقد هزمت... وعلى كل دوائر الحزب أن تنظر في المرآة وتعيد تقييم الأمور".