فوز الجمهوريين بالانتخابات.. نواب أمريكيون يفسرون لـ"العين الإخبارية" ما سيحدث
قبل أيام من الانتخابات الأمريكية النصفية "المفصلية"، أكد نواب ديمقراطيون وجمهوريون، أن تأثيرها على السياسة الأمريكية سيكون كبيرًا.
وفي أحاديث منفصلة من واشنطن لـ"العين الإخبارية"، قال السياسيون الأمريكيون إن الانتخابات القادمة ستحمل أهمية خاصة، مشيرين إلى أنها تعد مؤشرا على إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتيار اليميني المسيطر حالياً على الحزب الجمهوري إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وتجري الولايات المتحدة، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، انتخابات التجديد النصفي؛ لانتخاب كل أعضاء مجلس النواب وعددهم 435 نائبًا (يتم انتخابهم كل عامين)، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعددهم 35 نائبًا من إجمالي 100 نائب (يتم انتخابهم كل 6 أعوام بمعدل الثلث كل عامين)، بالإضافة إلى 36 حاكم ولاية من إجمالي 50 حاكمًا.
انتكاسة كبيرة
وإلى ذلك، قال عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق دونالد ترامب جبريال صوما، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الديمقراطيين يواجهون رياحًا معاكسة قبل انتخابات التجديد النصفي هذا العام.
وأوضح السياسي الأمريكي، أن الحزب الديمقراطي، يعاني من "انتكاسات كبيرة"، ومناخ سياسي قاسٍ، وتضخم قياسي، علاوة على ازدياد الجرائم المجتمعية، وانتشار المخدرات، بالإضافة إلى أزمة الحدود المفتوحة بين الولايات المتحدة والمكسيك.
جبريال صوما الأستاذ في القانون الدولي قال إن مجلس الشيوخ ينقسم حاليا بنسبة 50% للديمقراطيين و50% للجمهوريين، مشيرًا إلى أن الديمقراطيين يسيطرون نسبيا على الأغلبية بفضل التصويت الفاصل لنائبة الرئيس كاميلا هاريس من خلال دورها الدستوري كرئيسة للشيوخ.
وأشار السياسي الأمريكي إلى أن الحزب الجمهوري يدافع عن 21 مقعدا من أصل 35 في مجلس الشيوخ، بما في ذلك 5 مقاعد مفتوحة، وفيما يوجد اثنان من تلك المقاعد المفتوحة في ولايتي بنسلفانيا ونورث كارولينا، يوجد مقعد آخر في ولاية أوهايو التنافسية.
وأكد صوما العضو بالحزب الجمهوري، أن هناك اعتقادًا سائدا في الوقت الحاضر لدى الحزب، بأن الجمهوريين سيستعيدون الأغلبية في مجلس الشيوخ، بالسيطرة على أكثر من 52 مقعدا بالمجلس.
وأشار إلى أن الحزب الجمهوري في حاجة إلى الفوز بـ5 مقاعد إضافية، إلى جانب تلك التي يشغلها في الوقت الحاضر، فيما تشير فيه استطلاعات المؤسسات المعتبرة من قبل الحزب الديمقراطي، إلى فوز الجمهوريين في مجلس النواب.
تضخم قياسي
وبشأن ما يعزز من احتمالات فوز الحزب الجمهوري، قال صوما: "هناك تضخم قياسي لم نجد له مثيلا منذ أكثر من 42 عاما"، مشيرًا إلى أن معدلات الجريمة والمخدرات تزايدت وبصورة خاصة في الولايات التي يديرها الديمقراطيون مثل نيويورك وميتشجن ومدينة شيكاغو وواشنطن مثلا وكاليفورنيا وعدد من المدن.
وحول خطة الحزب الجمهوري، حال حصوله على الأغلبية النيابية، قال، إن الحزب سيلتزم بخفض أسعار المواد الغذائية والغاز وتسهيلات في مجال القروض في مجال الإسكان والعقارات، علاوة على إيقاف ارتفاع الدين القومي.
وأضاف: الحزب من خلال مجلسي الشيوخ والنواب، سيعطي الأولوية للسماح لشركات التنقيب عن البترول، والعمل على زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
السياسي الأمريكي قال إنه خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت أمريكا تنتج 14 مليون برميل من النفط في اليوم الواحد، لكن ذلك تغير عندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، بعد أن ألغى العقود التي وقعتها واشنطن مع شركات التنقيب عن النفط، واضعا شروطًا "تعجيزية" على هذه الشركات، مما أدى إلى انخفاض إنتاج النفط من 14 مليون برميل إلى 11 مليونًا في اليوم الواحد، بشكل ساهم كثيرا في ارتفاع أسعار النفط في الولايات المتحدة والعالم.
الإمساك والإفراج
وعلى صعيد المهاجرين القادمين للولايات المتحدة بصورة غير قانونية، قال صوما إن "سياسة بايدن سهلت كثيرا من دخول المهاجرين بصورة غير قانونية"، مشيرًا إلى أنه يسمح لقوات الأمن على الحدود، بتسجيل اسم أي شخص قادم لأمريكا بصورة غير قانونية بعد الإفراج عنه، في سياسة تعرف باسم "الإمساك والإفراج"، إلا أن ذلك سيتغير عندما يصل الحزب الجمهوري إلى الكونجرس ".
وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن ثمانية بين كل عشر أشخاص يعتقدون أن أمريكا "خرجت عن السيطرة" تحت قيادة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى أن جميع الناخبين الجمهوريين تقريبا يقولون إن الولايات المتحدة في حالة فوضى.
مرحلة مفصلية
بدوره، قال العضو البارز في الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الولايات المتحدة تمر بمرحلة مفصلية، مشيرًا إلى أن تغيير تركيبة الكونجرس الحالي ستؤدي إلى تغير كثير من السياسات الداخلية والخارجية.
وأوضح عفيفي، أن الانتخابات النصفية المقبلة "هامة جدا"؛ فالكونجرس فاعل كبير في سياسات الدولة، وبإمكانه تعطيل سياسات وقرارات عديدة للرئيس.
وحول توقعاته لنتائج انتخابات التجديد النصفي، قال عفيفي: "تاريخيا يفقد حزب الرئيس أغلبيته النيابية في الانتخابات النصفية ويفوز الحزب المعارض بالأغلبية"، مشيرًا إلى أن الناخب الأمريكي يسعى لوجود تنافس بين البيت الأبيض والكونجرس.
وأكد الديمقراطي الأمريكي، أن تصميم الرئيس الأسبق دونالد ترامب على أن هناك مشكلة في الانتخابات السابقة وأنه لم يخسرها، تلهب حماس جانب كبير من الجمهوريين بشكل كبير.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية، قالت إن الديمقراطيين يشعرون بالرعب من العدد الكبير من الجمهوريين الذين يرفضون قبول نتيجة انتخابات 2020، فيما يتذكر الجمهوريون انخفاض أسعار البنزين ومعدلات الرهن العقاري في الماضي، ويلومون بايدن على التضخم الحالي الذي وصل إلى 8.2%.
عرقلة برامج بايدن
العضو البارز في الحزب الديمقراطي عفيفي، قال إن "التوقعات تشير حتى الآن إلى فوز الحزب الجمهوري، بأغلبية مجلسي الشيوخ والنواب، مما سيؤدي إلى تغيير كبير في السياسة الداخلية والخارجية".
وأشار إلى أن وصول الجمهوريين للأغلبية في المجلسين؛ سيؤدي لعرقلة برامج الرئيس الديمقراطي جو بايدن؛ سواء ما يتعلق بالسياسة الخارجية الداعمة لأوكرانيا، أو السياسات الداخلية.
السياسي الأمريكي من أصل مصري قال إن الحزب الجمهوري سيقف بالمرصاد للبيت الأبيض، وسيعمل على عرقلة قضايا وقوانين يدعمها الحزب الديمقراطي؛ منها قوانين حيوية تتعلق بالانتخابات، وأخرى خاصة بحقوق المرأة سواء الحق فى الإجهاض أو غيره، وحقوق الأقليات، ووجود ومظلة حماية اجتماعية، وحقوق كبار السن، وبعض القرارات التي اتخذها البيت الأبيض مثل إعفاء كثير من الطلبة من الديون الخاصة بهم فى مسألة الجامعات.
وأشار إلى أن بعض الجمهوريين يريدون ملاحقة الرئيس بايدن بشكل شخصي من خلال ملاحقة نجله بقضايا تصور على أنها قضايا فساد.
تأثير كبير
عضو الحزب الديمقراطي نعمان أبو عيسى، أكد بدوره أهمية الانتخابات النصفية لهذا العام، مشيرًا إلى أنها ستكون "مفصلية"، وستؤثر كثيرًا على السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية.
وأوضح أبو عيسى، في حديث من واشنطن لـ"العين الإخبارية" أنه إذا ما ربح الحزب الجمهوري في السيطرة على الكونجرس، فسوف يحاول إيقاف الدعم الخارجي الكبير لأوكرانيا، فيما سيحاولون -كذلك- عرقلة مشاريع الرئيس في الاقتصاد والصحة ومساعدة الطلاب والأقليات والمهاجرين الجدد.
وأشار إلى أن هناك عددا من العوامل ترجح كفة الجمهوريين في الانتخابات، وأبرزها؛ الاقتصاد وهو عامل أساسي، والتضخم، لكنه أشار إلى أن "حقوق النساء والاقليات ستساعد الديمقراطيين في الانتخابات الحالية".
عودة ترامب
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الدكتور نبيل ميخائيل لـ"العين الإخبارية"، إن الانتخابات القادمة تعد مؤشراً مهماً على إمكانية عودة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتيار اليميني المسيطر حالياً على الحزب الجمهوري إلى السلطة في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وأوضح أن عودة ترامب أمر يراه الديمقراطيون مصدر تهديد للاستقرار الديمقراطي في البلاد، في ظل تبنيه لتوجهات "معادية" للتنوع العرقي والثقافي وللحريات الشخصية، من وجهة نظرهم.
وحول تأثير الانتخابات القادمة على مجمل السياسات الأمريكية، قال ميخائيل: إذا فقد الحزب الديمقراطي والرئيس جو بايدن الأغلبية بمجلس النواب على الأقل، سيكون هناك معارضة للأفكار والبرامج الذي يحاول تطبيقها الرئيس جو بايدن.
وبالنسبة للسياسة الخارجية، فإنه ربما يكون هناك بعض التغيير في المواقف الخاصة بالأزمة الأوكرانية، وقد يحاول الجمهوريون إقناع الرئيس الأمريكي بالضغط للوصول إلى هدنة طويلة الأمد أو وقف إطلاق النار، بحسب ميخائيل.
وحول الوضع الاقتصادي، قال إنه "ربما يكون هناك فهم أكثر لدى الجمهوريين لمعادلة أوبك+ التي تحكم أسواق الطاقة والنفط حاليا"، مشيرًا إلى أن الجمهوريين سيكونون أقل تجنبا لمواجهة مع أوبك اختلافا عما يقوم به بايدن الذى يحاول أن يكون الند لسياسات وتصرفات بعض من دول تحالف أوبك بلس.
aXA6IDEzLjU5LjExMS4xODMg جزيرة ام اند امز