التقيا في السماء كعدوين، وهبطا في الأرض كصديقين، تحول مثير في قصة حدثت إبان الحرب العالمية الثانية، بين طيارين أحدهما ألماني والثاني أمريكي.
ففي حرب وصفت بـ"الأشرس" في تاريخ البشرية، كان الألمان وحلفاؤهم يحاربون في جبهة، فيما الروس وحلفاؤهم يحاربون في الجبهة المقابلة، وفي جبهة أخرى، كانت هناك حرب مشتعلة بين الأمريكيين واليابانيين.
ورغم ذلك، فإن الواقع بين الجنود كان مختلفًا بعض الشيء خاصة بين الطيارين المتحاربين؛ فسماء القتال شهدت قصة مثيرة للجدل، إذ أنقذ طيار ألماني يدعى فرانز ستيجلر، طاقم طائرة أمريكية، تضررت بشدة خلال الحرب.
وبسلوك الفرسان، ساعد الطائر الألماني طاقم الطائرة الأمريكية، B-17 التي كانت قد تضررت بشدة في 20 ديسمبر/كانون الأول 1943، في خضم الحرب العالمية الثانية.
فالطيار الألماني ونظيره الأمريكي اللذان كانا قد أقسما لتوهما على إطلاق النار على بعضهما، تحول قصتهما إلى أحد أكثر القصص "المثيرة" في تاريخ الحرب.
فبالقرب من السواحلة الألمانية، كان فرانز ستيجلر يرقب الطائرة الأمريكية التي كان يقودها الطيار المبتدئ تشارلي براون، وهي تتضرر بشدة، إلا أنه بدلا من اعتبارها صيدًا سهلا، احترم عدوه الذي بات عاجزًا عن القتال، وقرر مرافقته حتى خروج طائرته المتضررة من مرمى نيران القوات الألمانية.
لم ينس الطيار الأمريكي لفتة فرانز، ففي شيخوخته، جاب العالم بحثًا عن الطيار الألماني، حتى التقيا في العام 1990، لكن ليسا كعدوين، بل كشقيقين انفصلا لمدة 46 عامًا. وفي السنوات التي تلت ذلك، تطورت صداقتهما إلى درجة اعتبر فيها ستيجلر أن براون بمثابة الأخ الذي فقده.