رسائل أمريكا النارية باليمن.. صندوق بريد حوثي والعنوان طهران

عقوباتٌ مشددة، وضرباتٌ قاصمة، حملت في طياتها رسائلَ ناريةً من الولايات المتحدة لمليشيات الحوثي في اليمن وداعميها في طهران.
فالضربات التي دخلت يومها الرابع، رفعت خلالها الولايات المتحدة الكلفة على مليشيات الحوثي، ووجهت عبرها رسائل إلى إيران أكثر منها، وفقًا لخبراء.
كما أن استهداف مقرات قيادة للحوثيين لأول مرة، كشف عما اعتبره المراقبون "خشونة أمريكية" وبعث رسائل عديدة للداخل اليمني والخارج، منها انكشاف ظهر المليشيات المدعومة إيرانيًّا دوليًّا وإقليميًّا
"بعلم الوصول"
في حديث لـ"العين الإخبارية"، قال رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري، إن أولى الرسائل التي حملتها الضربات الأمريكية كانت "بالمعرفة الدولية لمدى خطورة استمرار سيطرة مليشيات الحوثي على سواحل اليمن الغربية".
وبحسب الشميري، فإن "أبرز ما جاء في العملية الأمريكية هو شدة الضربات، ووجود أهداف ذات قيمة عسكرية للحوثيين في صعدة، التي تعد معقل زعيم المليشيات، حيث تشير المعلومات إلى ضرب قيادات حوثية في صعدة ومخازن أسلحة".
رسائل النار وبنك الأهداف النوعية في معقل المليشيات الرئيسي، وفقًا للباحث الشميري، كشفت عن حدة الموقف الأمريكي وعزمه "إنهاء مليشيات الحوثي، وليس مجرد ضربات تحذيرية".
أما المحلل السياسي اليمني عبدالله المعمري، فرأى خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الضربات حملت "رسالة واضحة لتحقيق وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن إدارته ستكون أكثر حزمًا وصرامة في التعامل مع تهديدات مليشيات الحوثي ضد المصالح الأمريكية والملاحة الدولية".
وأعرب عن اعتقاده بأن إدارة ترامب ربما قررت الذهاب إلى أكثر من مجرد القضاء على قدرات الحوثي العسكرية، إلى القضاء عليها كليًا، بدءًا بالعقوبات الكبيرة واستهداف مخازن الأسلحة والقيادات العليا.
كما تظهر "العملية الأمريكية بوضوح أنها جزء من خطة سياسية عسكرية واسعة لها أهداف محددة ومزمنة تتمثل بتقويض الجناح السياسي للمليشيات وتعطيل مقدراته العسكرية"، وفقًا للمعمري.
تغيير قواعد الاشتباك
من جانبه، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات، ماجد المذحجي، إن ترامب يريد "فرض قواعد اشتباك جديدة برفع التكلفة على المليشيات وتصعيد خشونة المواجهة وتحقيق مسار لصياغة تفاعلات محلية وإقليمية تكبح جموح الحوثي".
وأوضح المذحجي على حسابه في منصة "إكس" أن "الضربات الأمريكية جزء منها تأديب على شغل الحوثي في البحر الأحمر، والجزء الآخر رسالة لإيران، الحليف العضوي للمليشيات، وأي استجابة من الحوثيين ستعكس مصالح طهران التي تسعى لتعويض تضررها بالمنطقة في الساحة اليمنية".
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة "الثوري" سابقًا، خالد سلمان، إن الضربات الأمريكية المتوقَّع استمرارها "لأيام وربما لأسابيع، تنسف قواعد الردع، وتقوم على مخطط واضح المعالم وبأهداف محددة تنتهي بتقويض قوة مليشيات الحوثي".
وتوقع سلمان في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن تمهد الضربات "الأرض لبدء عملية برية واسعة النطاق متعددة الاتجاهات، للإجهاز على الجسم العسكري الحوثي الذي بات على شفير الهاوية".
وأشار إلى أن حدة خطاب ترامب "تضع الحوثي أمام امتحان صعب بلا ترف الاختيار والمفاضلة، وتصل إلى تسليم السلاح والخروج من المعادلة كليًا، أو إغراقه بحمم من الجحيم".
أما المحلل السياسي اليمني رماح الجبري، فقال في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن "هناك حقيقة يجب أن يدركها المجتمع الدولي وإدارة ترامب، إذ يجب استذكار فداحة عرقلة الغرب لتحرير الساحل الغربي عام 2018، التي سمحت للحوثيين بتوسيع تهديدهم واستمرار استهداف السفن والمصالح الدولية".
aXA6IDE4LjIyNi4xNzcuMjE3IA==
جزيرة ام اند امز