سوف تحصل هيلاري كلينتون على تأييد ساحق من الناخبين المسلمين الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل
سوف تحصل هيلاري كلينتون على تأييد ساحق من الناخبين المسلمين الأميركيين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فهي تعتبر الملاذ الآمن في البيئة السياسية الداخلية التي تشتعل بالاعتداءات المباشرة من جانب دونالد ترامب ضدهم. ولكن بالنسبة لكثير من المسلمين، الذين يشكلون 1 في المائة من سكان الولايات المتحدة، فإن التصويت لها يشكل حلاً وسطًا شديد الصعوبة.
يقول داود وليد، المدير التنفيذي لفرع ميتشيغان في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: «لا يشعر كثير من الناس في بلادنا بسعادة غامرة حيال هيلاري كلينتون، بسبب سجلها السابق في السياسة الخارجية إزاء العالم الإسلامي. ولكن كثيرا من الناس يخشون الذئب أكثر مما يخشون الثعلب، على الرغم من أن كليهما يمكنه التهام دجاجاتك».
تضم ولاية ميتشيغان نحو نصف مليون مواطن من المسلمين، كما يقول وليد، وهو أكبر تجمع للمسلمين في الولايات المتحدة. وفي الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، فاز بيرني ساندرز في تلك الولاية بنقطتين بالكاد على هيلاري كلينتون، ولكنه كان أكثر شعبية بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا بنسبة 81 إلى 19 في المائة، وهي الشريحة التي تضم كثيرا من المسلمين الشبان. وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي، هزمت حملة كلينتون جهود ساندرز عن طريق جعلها منصة الحزب متعاطفة للغاية مع الفلسطينيين.
ولكن هجوم ترامب المباشر على المسلمين الأميركيين لم يترك لهم سوى أضيق الخيارات في هذه الانتخابات.
وكان المرشح الجمهوري قد اقترح من قبل حظر هجرة المسلمين من الخارج، ومتابعة المسلمين الأميركيين في الداخل. وكان قد قال أكثر من مرة إن أعدادًا كبيرة من المسلمين الأميركيين كانت متواطئة في حوادث الإرهاب المحلية.
احتمال نجاح ترامب وضع كثيرا من المسلمين في حالة عميقة من القلق والتوتر. يقول عبد الله حمود، وهو من الجيل الأول للمواطنين اللبنانيين الأميركيين من ديربورن بولاية ميتشيغان: «ليس ترامب هو من يثير قلقي، بل إن التهديد الأكثر خطورة هو إطلاق العنان لعنصرية ترامب الكامنة بين أنصاره».
ويضيف حمود قائلا: «لقد حول العنصرية إلى صناعة مربحة. إن هذا الرجل ينشر التعصب ويجمع من ورائه الدولارات والأصوات الانتخابية. إن والدتي وشقيقتي من الأفراد الذين يشعرون بأنهم معرضون للهجوم في أي لحظة، فقط لأنهما يرتديان الحجاب».
يبلغ حمود، الذي يعمل والده في متجر للبقالة، 26 عامًا من عمره، وهو يحمل درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة ميتشيغان، وعلى طريقه لأن يُنتخب في نوفمبر المقبل نائبا ديمقراطيا في مجلس نواب الولاية. ويقول إن دائرته الانتخابية في منطقة من الديمقراطيين، ولكن على الرغم من ذلك، فإن حملته الانتخابية كانت صعبة في بعض الأحيان.
التحق المسلمون على الصعيد الوطني الأميركي بالحزب الديمقراطي حتى قبل وصول ترامب إلى حلبة السياسة. وخلص مسح أجراه مركز «بيو» في عام 2011 إلى أن «المسلمين أكثر عرضة للانضمام إلى أو الميل مع الحزب الديمقراطي (70 في المائة) عن الحزب الجمهوري (11 في المائة)».
ووليد (44 عامًا) المدير التنفيذي لفرع ميتشيغان في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، هو من المسلمين الأفارقة، وكان قد اعتنق الإسلام قبل 25 عامًا. ويقول: «هناك كثير من التوجس في مجتمعنا، وخصوصًا في الضواحي، بين المسلمين الأميركيين غير الأفارقة».
يمكن للمسلمين مواجهة الهجمات الإعلامية الشرسة لدونالد ترامب من خلال بعض الإجراءات البسيطة والخاصة في كثير من الأحيان. تقول سمية ماستر (21 عامًا)، وهي طالبة التسويق التي هاجر والداها من باكستان، إنها ترجو من المسلمين الأميركيين أن يكونوا أكثر انتباهًا لحرية التعبير والدين: «أريد من الجميع أن يراجعوا أنفسهم ويتذكروا الأساس الذي بنيت عليه هذه الدولة العظيمة».
وتلطيفًا للمخاوف، أجرت سمية برفقة بعض أصدقائها حملة بعنوان «اسأل مسلمًا» في الجامعة، حيث يشجعون الآخرين على طرح الأسئلة حول دينهم في مقابل بعض الكعكات والقهوة المجانية. وتقول سمية: «إن التغيير قادم لا محالة». ولكن في ظل وجود عنصرية ترامب في كل مكان، لا تشعر سمية بأن الأمر مفروغ منه، وتقول: «بالنسبة لأعياد الميلاد، فإنني أمنح كل جيراني هدايا عيد الميلاد في كل عام».
*- نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة