أنس بن مالك.. العالِم الفطن خادم الرسول
الروايات تختلف حول وفاة الصحابي أنس بن مالك، لكنها كانت بعد قرابة 90 عاماً من الهجرة، ورُوي أنّه دُفن وتحت لسانه شعرة من شعر النبي.
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري، خادم نبي الإسلام محمد بن عبدالله، نشأ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمه حتى لازمه، لُقِّب بـ"خادم الرسول".
وُلد أنس بن مالك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بـ10 سنوات، وأمه هي أم سليم بنت ملحان، أسلمت ودعت زوجها مالك بن النضر إلى الإسلام، إلّا أنّه رفض دعوتها.
كانت نشأة أنس بن مالك بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد أن ذهبت به أمه إليه عندما بلغ الـ10 من العمر، ليخدمه وينشأ بين يديه، وكان كاتباً ذكياً فطناً، ونشأته عند الرسول كانت سبباً في تعلّمه وتفقّهه، ورواية الأحاديث عنه، حتى قيل إنّه الثالث في الحفظ عن الرسول.
وفي هذا يقول أنس بن مالك: "أخذت أمي بيدي وانطلقت بي إلى رسول الله، فقالت: يا رسول الله، إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك، فخدمت رسول الله 10 سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: (يا بني اكتم سري تك مؤمنا) فكانت أمي وأزواج النبي يسألونني عن سر رسول الله فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبدا".
وعندما أتت به أمه أم سليم إلى النبي ليخدمه، أخبرته أنه كاتب، وهذه ميزة عظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب الرسول، مما يدل على فطنة أنس وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز الـ10 من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة من الأهمية بمكان، إذ حفظ وفَقِه وتعلّم من النبي، حتى قيل إنه في المرتبة الـ3 بعد عبدالله بن عمر وأبي هريرة، في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من الرسول، ومسنده 1286 حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على 180 حديثاً، وانفرد البخاري بـ80 حديثًا، ومسلم بـ90 حديثاً.
عاش أنس بن مالك مع الرسول أبرز أيام حياته، فكان لخدمة الرسول محمد أبلغ الأثر في حياته، نقل من خلالها أنس للمسلمين أخلاق نبيهم في التعامل معه ومع زوجاته ومواليه ومع عامة الأمة.
كان الرسول محمد بالنسبة لأنس الأب والمربي والقدوة والأسوة الحسنة، وكان حريصاً أشد الحرص في فترة خدمة الرسول على اقتفاء أثره، وحفظ حديثه، ومعاملته حتى مع زوجاته، لذلك اكتسب حديث أنس بن مالك أهمية بالغة بالنسبة للمسلمين، حتى حزن كثير من المسلمين لوفاته، وقال مؤرق العجلي: لما مات أنس بن مالك: "ذهب اليوم نصف العلم".
توفي الصحابي أنس بن مالك في البصرة بالعراق، واختلفت الروايات في سنة وفاته، لكنها بعد قرابة 90 عاماً من الهجرة، ورُوي أنّه دُفن وتحت لسانه شعرة من شعر النبي.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز