هجرة الحيوانات على المحك بسبب تغير المناخ
يقول الباحثون إن تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة تؤثر على أنماط هجرة الحيوانات؛ حيث يتحرك أكثر من نصف الأنواع.
تهاجر العديد من أنواع الحيوانات مع قدوم وذهاب الفصول المختلفة، وغالبًا ما تقوم برحلات طويلة وشاقة إلى أجزاء أخرى من الكوكب توفر لها بيئة أكثر ملاءمة. ولكن مع استمرار ارتفاع حرارة الأرض، فإن التغيرات واسعة النطاق في أنماط الطقس وتغير الفصول لها تأثير على هجرة الحيوانات.
- الكويت صوب الطاقة المتجددة.. تحديات كبيرة وآفاق واعدة
- بنوك طبيعية للكربون.. حصيلة مغامرة مثيرة في المياه الضحلة
تغير أنماط هجرة الحيوانات
مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى مستوى قياسي جديد في سبتمبر/أيلول 2023، فليس من المستغرب أن تغادر أعداد متزايدة من الأنواع -بما في ذلك الأنواع غير المهاجرة- موائلها إلى بيئات أكثر برودة وأكثر ملاءمة.
في الواقع، ما يقرب من نصف الأنواع كلها في حالة تنقل -من الموظ "الغزال الأمريكي الضخم" والدببة إلى الضفادع والسناجب- وفقاً للباحثين في جامعة جنوب كاليفورنيا (USC). ووفقًا للباحثين ففي الأغلب سوف يغادرون إلى الشمال وإلى أرض مرتفعة. لكن الأنواع المختلفة تهاجر بسرعات مختلفة بسبب العوامل البيولوجية والبيئية.
و"معدل التشتت" هذا هو الذي سيحدد في نهاية المطاف مصير الأنواع -ما إذا كان بإمكانها الوصول إلى المكان الذي تحتاج إليه ضمن جداول زمنية متغيرة بشكل متزايد.
وقد تم دمج البيانات الخاصة بهذا في أداة نمذجة حاسوبية جديدة، MegaSDM، والتي تساعد على توفير خرائط أكثر دقة لحركات الحيوانات وتحديد الحيوانات الأكثر عرضة لخطر الانقراض.
أحد الحيوانات التي يتم تتبعها هو البيكا، وهو حيوان ثديي في جبال الألب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأرنب، والذي يمكن أن يسخن في درجات حرارة معتدلة تصل إلى 25.6 درجة مئوية، وفقًا لجامعة جنوب كاليفورنيا. ومن المرجح أن تتغير أنماط هجرتها مع ارتفاع درجات الحرارة في موائلها التقليدية.
تأثير أزمة المناخ على حركات هجرة العديد من الأنواع الأخرى حول العالم:
1. الفيلة تعبر الحدود الأفريقية
"الأفيال لا تعرف الحدود، فهي تتحرك بحثًا عن الطعام والماء"؛ هكذا أوضح تيناشي فاراو، المتحدث باسم هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي، مستشهداً بالحركة الأخيرة للعديد من الأفيال من زيمبابوي إلى بوتسوانا. ويُشار إلى الاكتظاظ السكاني في بعض المتنزهات الوطنية وقلة هطول الأمطار كأسباب رئيسية وراء هذا التغيير في سلوك الأفيال.
2. تغير أعداد الطيور في بريطانيا
انخفض عدد الطيور البرية في المملكة المتحدة منذ السبعينيات؛ حيث انخفض نصف الأنواع نتيجة لفقدان التنوع البيولوجي واستخدام المبيدات الحشرية والضغوط الأخرى، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
ويشكل الطقس القاسي ضغطا كبيرا على الطيور المهاجرة، وفقا للصندوق البريطاني لعلم الطيور. ويشمل ذلك طيور الوقواق، التي تميل إلى مغادرة بريطانيا في يونيو متوجهة إلى أفريقيا، لكنها تكافح الآن في كثير من الأحيان للعودة إلى الصحراء الكبرى بسبب نقص الغذاء.
تعمل الظروف البيئية المتغيرة أيضًا على تمكين الأنواع البريطانية مثل نقشارة من قضاء المزيد من الوقت في أوروبا، كما تمكن أنواع الطيور غير المحلية مثل آكل النحل الأوروبي من الاستقرار في المملكة المتحدة.
3. الغزلان يدير "إشارات الطبيعة المختلطة"
أظهر بحث جديد أن وجود مجموعة من الغزلان في الغرب الأمريكي قد أثار أملاً أكبر في قدرة الحيوانات على التكيف مع استمرار تغير المناخ "في العبث بمنبهات الطبيعة".
في صحراء وايومنغ، يمكن أن تكون إشارات الهجرة في فصل الربيع غير متسقة، وفقا لتقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. ومع ذلك، تستمر الغزلان في كل عام في السفر إلى ارتفاعات أعلى، مستفيدة من وفرة المواد الغذائية في الطريق، وتصل إلى وجهتها في غضون ستة أيام في المتوسط، كما يقول الباحثون.
كيف يمكن حماية الحيوانات من الهجرة
إن نصف المخاطر العالمية العشرة الأهم في العالم في العامين المقبلين بيئية، كما يسلط المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء في تقريره عن المخاطر العالمية لعام 2023؛ حيث يشكل فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظام البيئي أحد أهم التهديدات على مدى العقد المقبل.
لقد تم إحراز تقدم، مثل الاتفاق التاريخي لحماية الطبيعة الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس عشر للتنوع البيولوجي في العام الماضي. ويعد بحماية 30% من طبيعة الأرض بحلول عام 2030
ولكن لا يزال يتعين بذل الجهود لعكس اتجاه الارتفاع في درجات الحرارة العالمية. وتقول وكالة الطاقة الدولية (IEA) إن "جميع البلدان تقريبًا بحاجة إلى تقديم مواعيدها المستهدفة لصافي الصفر" -على الرغم من أنها ترى أيضًا بعض الأمل في مستقبل أكثر استدامة نظرًا للارتفاع الاستثنائي للطاقة النظيفة.