صاحب نوبل للأدب «نجيب محفوظ».. عبقري الأدب والواقعية المصرية
في الذكرى الـ 113 لميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ، نستعيد سيرة كاتب نقل روح مصر للعالم، والذي وُلد في 11 ديسمبر/ كانون الأول 1911 بحي الجمالية بالقاهرة.
سُمي نجيب محفوظ اسمًا مركبًا تقديرًا من والده، عبد العزيز إبراهيم، للطبيب نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته المتعسرة، وكان نجيب محفوظ عاشقًا لكرة القدم منذ صغره، ومارسها أثناء دراسته، حتى أطلق عليه زملاؤه لقب «قلب الأسد».
وفي كتابه أصداء السيرة الذاتية، يعترف محفوظ بحبه العميق لكرة القدم، مشيرًا إلى أنه لو لم يتجه للأدب لكان لاعبًا مميزًا، على خطى اللاعب المصري حسين حجازي، وأصبح من مشجعي نادي الزمالك مثله.
نشأة نجيب محفوظ
كان نجيب الأصغر بين إخوته بفارق عشر سنوات، مما جعله يُعامل كطفل وحيد، حيث نشأ في كنف والدته، وظل قريبًا منها حتى وفاتها عام 1968، وتأثرت طفولته بأحداث ثورة 1919، التي استلهم منها روايته الشهيرة بين القصرين.
المسيرة التعليمية والمهنية لنجيب محفوظ
بدأ نجيب محفوظ تعليمه في الكُتّاب حيث تعلم القراءة والكتابة، ثم التحق بالتعليم العام حتى التحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة.
وبدأ في إعداد رسالة ماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية لكنه قرر التوجه للأدب بسبب انشغاله بالعمل.
وعمل محفوظ في السلك الحكومي، حيث شغل عدة مناصب، منها سكرتير برلماني في وزارة الأوقاف (1938–1945)، ثم مديرًا لمؤسسة القرض الحسن، ومديرًا لمكتب وزير الإرشاد، وانتقل بعدها إلى وزارة الثقافة، حيث تولى منصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية ومديرًا عامًا لمؤسسة دعم السينما، وفي عام 1966، أصبح رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما حتى تقاعده عام 1971، ليواصل الكتابة ضمن مؤسسة الأهرام.
أسلوب نجيب محفوظ وأبرز أعماله
تميزت روايات نجيب محفوظ بأسلوب سردي كلاسيكي واقعي يركز على تصوير الحياة اليومية والمجتمع المصري بتفاصيله، مع تسليط الضوء على القيم والعادات والتقاليد، واعتمد أسلوبه على الرواية الداخلية التي تعرض الأحداث من منظور شخصية محورية، إلى جانب التلاعب بالزمن لتوضيح تطور الشخصيات والأحداث.
كتب محفوظ أكثر من ثلاثين رواية منذ الثلاثينيات وحتى عام 2004، جميعها تدور في مصر وتجسد الحارة كرمز للعالم، ومن أشهر أعماله بداية ونهاية، الثلاثية، وأولاد حارتنا التي أثارت جدلاً طويلاً.
كما كتب أكثر من عشرين مجموعة قصصية، مثل أحلام فترة النقاهة، ونُقلت العديد من أعماله إلى السينما والتلفزيون، مما جعله أبرز الأدباء العرب في هذا المجال.
الواقعية والرمزية في أعمال نجيب محفوظ
بدأ نجيب محفوظ مسيرته الأدبية بالتركيز على الواقعية في رواياته، مثل القاهرة الجديدة، خان الخليلي، وزقاق المدق في عام 1945، قبل أن ينتقل إلى أسلوب الرمزية في رواياته اللاحقة، مثل الشحاذ، الباقي من الزمن ساعة، وأولاد حارتنا.
وفي عام 1988، حصل محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، ليصبح أول أديب مصري وعربي يفوز بها، وأشادت لجنة الجائزة بإسهاماته الغزيرة التي تجاوزت خمسين عملًا روائيًا وقصصيًا، وتُرجمت إلى معظم لغات العالم، وتحولت العديد منها إلى أفلام سينمائية مميزة.
وفاة نجيب محفوظ
توفي الأديب نجيب محفوظ في 29 أغسطس/ آب 2006 عن عمر يناهز 95 عامًا، نتيجة إصابته بقرحة نازفة، وتوفي بعد 20 يومًا من دخوله مستشفى الشرطة بحي العجوزة في الجيزة، حيث كان يعاني من مشكلات صحية في الرئة والكليتين.
aXA6IDE4LjExOS4xOS4yMTkg جزيرة ام اند امز