اليوم العربي للبيئة 2022 تحت شعار "مواجهة الأزمات والكوارث البيئية"
يحتفل العالم العربي اليوم 14 أكتوبر 2022 بـ "اليوم العربي للبيئة" والذي يهدف إلى نشر التوعية البيئية وطرح المشاكل التي تهدد البيئة.
تلعب البيئة دور رئيسي وفعال في وجود الحياة على كوكب الأرض، ويعتمد جميع سكان الأرض على البيئة التي تقوم على توفير جميع الموارد الطبيعية اللازمة للبقاء على الحياة مثل الغذاء والهواء والماء وغيرها من العناصر الهامة. لذلك، يصبح من الضروري على كل فرد يعيش على كوكب الأرض المحافظة على البيئة وحماية مواردها من خلال المحافظة على التنوع الجيني والتنوع البيولوجي. كما أن للدولة دور كبير في نشر الوعي البيئي بين المواطنين لتحقيق التنمية المستدامة حيث تحتفل الدول بالعديد من المناسبات الخاصة بالبيئة خلال العام من أهمها: اليوم العالمي للبيئة الموافق ٥ يونيو، كذلك اليوم العربي للبيئة الموافق 14 أكتوبر والذي يعد محور موضوعنا اليوم.
نبذة عن اليوم العربي للبيئة
تبدأ قصة اليوم العربي للبيئة أو كما يطلق عليه البعض "يوم البيئة العربي" في العاصمة التونسية عام 1986 م عندما أصدر مجلس الجامعة العربية قرار بانعقاد اجتماع للبحث عن مشاكل البيئة والمخاطر التي تهددها وكيفية المحافظة عليها وحماية أنظمة البيئة المختلفة. وبالفعل، تم انعقاد اجتماع مجلس الجامعة العربية وبناء عليه تم تأسيس مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة. وبهذا، تم تخصيص يوم 14 أكتوبر من كل عام ليكون موعد احتفال اليوم العربي للبيئة والمخصص للحفاظ على البيئة وحمايتها.
ويهدف يوم البيئة العربي إلى التوعية بالتحديات والمشاكل البيئية التي تواجه العالم بأكمله بما فيه العالم العربي، كما يهدف إلى تكثيف جهود التعاون العربي المشترك من أجل مواجهة الأزمات والمخاطر التي تهدد النظام البيئي في البلاد العربية. ومن ثم، إيجاد حلول حقيقية لتلك المشاكل البيئية التي تزداد يوماً بعد يوم على المستوي العالمي والعربي على حد سواء.
ويأتي اليوم العربي للبيئة عام 2022 تحت شعار "مواجهة الأزمات والكوارث البيئية" بهدف التوعية ضد التحديات والمشاكل البيئية التي قد تتمثل في تلوث الموارد المائية والاحتباس الحراري وتراكم النفايات وغيرها من المشاكل مما يساعد الدول في أخذ خطوات جادة نحو الاقتصاد الأخضر خلال الفترة المقبلة مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ما هي مشكلة اختلال التوازن البيئي؟
قد يحدث اختلال التوازن البيئي إما بشكل طبيعي أو بفعل عوامل بشرية، وتشمل العوامل الطبيعية الانفجارات البركانية والفيضانات والأعاصير والحرائق الطبيعية، بالإضافة إلى عوامل تغير المناخ أو الاحتباس الحراري. كل هذه العوامل تتسبب في اضرار شديدة للغاية في البيئة ولكن بشكل مؤقت. هل تعلم أن ظاهرة انقراض الديناصورات حدثت بسبب تغير مفاجئ في المناخ! هذا التغير أدي إلى اختلال في النظام البيئي مما أدي إلى انقراض الديناصورات. قد تكون مصدوم من هذه المعلومة، إلا إن ظاهرة تغير المناخ كان لها صدي كبير عند الكثير من الشعوب والذي يعاني منها الآن الكثير من البلاد خاصة عند حدوث الأعاصير والبراكين والحرائق الطبيعية.
الجدير بالذكر أن الاحصائيات تشير إلى أن 23٪ من حالات الوفاة ناتجة عن حوادث بيئية، من بينهم 670 ألف مواطن عربي فقدوا حياتهم بسبب التحديات البيئية التي ظهرت بأشكال عديدة أدت إلى الاختلال البيئي مثل: تلوث الموارد المائية، الافراط في استعمال الأسمدة والكيماويات الضارة، ملء مجاري المصارف الصحية بالنفايات ومخلفات المصانع الملوثة للبيئة، تغير المناخ، التصحر، حدة جفاف الأرض، وغيرها.
علاقة البيئة بالتغيرات المناخية
ظهرت أزمة التغيرات المناخية بعد أزمة فيروس كورونا، عندما بدء العالم في التخطيط للتعافي وبناء مستقبل أفضل من خلال إنشاء مجتمعات أكثر استدامة ومرونة وشمولية مما يعزز حقوق الأجيال القادمة وتحسين العامل المناخي الذي يهدف إلى تحييد الكربون بحلول عام ٢٠٥٠ وحماية التنوع البيولوجي وبالتالي فتح نافذة جديدة مليئة بالأمل لوضع خطط التعافي الخضراء الخاصة بكل بلد وتشكيل البلاد بطرق نظيفة وخضراء وصحية وآمنة.
وكان لمؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ COP27 في دورته السابعة والعشرون دور فعال في توضيح المشاكل والاضرار الناتجة عن تغير المناخ وكيفية اتخاذ قرارات وإجراءات فورية لتجنب آثار تغير المناخ خاصة في الدول النامية وبالتالي وضع العالم في مسار أكثر استدامة وأقل انتاجاً للكربون. ومن المقرر عقد مؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ في مصر في نوفمبر المقبل والذي يهدف إلى تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي والتكيف بشكل طبيعي مع النظام المناخي الحالي وتمكين التنمية المستدامة من أجل الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث.
أبرز المشكلات والتحديات البيئية الحالية
الاحتباس الحراري
المتسبب في ظهور العديد من المشاكل من أهمها: العواصف المدمرة، ذوبان الأنهار الجليدية، التغير في كمية الأمطار، التغير في معدلات درجة الحرارة بين عام وآخر، ومشاكل التغيرات المناخية المختلفة.
فقدان التنوع البيولوجي للكرة الأرضية
بنسبة تزيد عن 52٪ خلال الفترة من 1970 حتى ٢٠١٠ م، وخسارة حوالي 39٪ من الحياة البحرية والبرية، بالإضافة إلى خسارة 76٪ من الحياة البرية المتواجدة في المياه العذبة – كل هذا بسبب النمو المضاعف لعدد السكان خلال 40 عاماً الماضية والاستغلال المفرط للموارد الحيوانية والنباتية.
ارتفاع نسبة انقراض الحيوانات بشكل كبير في المستقبل
بسبب تدخل الانسان في البيئة مؤدياً إلى اختلال التوازن البيئي بسبب الممارسات الخاطئة أثناء الصيد أو الزراعة، التحضر وإزالة المساحات الخضراء، حرق الغابات وإزالتها، استخدام المبيدات الحشرية والكيماويات بشكل عشوائي.
تلوث الهواء عبر البلاد
وهذا نتيجة زيادة النمو الاقتصادي بين البلاد بشكل غير صحي، تسبب في التأثير السلبي على البيئة وظهور العديد من المشاكل البيئية مثل: تلوث المسطحات المائية، تشكل الامطار الحامضية، تجارة النفايات الخطرة حول العالم.
تدمير طبقة الأوزون
وهو الامر الذي يتسبب في وصول نسبة كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الكرة الأرضية مما يؤدي إلى ظهور مشاكل بيئية خطيرة قد ينتج عنها نقص الإنتاج النباتي وظهور العديد من الامراض مثل: أمراض نقص المناعة، سرطان الجلد، إعتام عدسة العين.
هل أثرت جائحة كورونا على البيئة؟
نعم، جائحة فيروس كوفيد-19 كان لها تأثير ملموس على البيئة والمناخ في جوانب عديدة من أهمها:
- انخفاض مستوي تلوث الهواء في العديد من البلاد نظراً لقفل الحدود وانخفاض معدل السفر وتنقل الأفراد.
- انخفاض مستوي تلوث الماء نظراً لعرقلة حركة القوارب في العديد من البلاد مما أدي إلى زيادة نقاء المياه.
- انخفاض انبعاثات الكربون بنسبة 25٪ نتيجة عمليات الاغلاق بين الدول.
- انخفاض الطلب على الكائنات المائية في جميع انحاء العالم بسبب التراجع الحاد في الصيد أثناء فترة الوباء.
- عرقلة جهود الدول في الحفاظ على البيئة من خلال تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2020.
- إبطاء الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة الخضراء مما له أثار سلبية على البيئة والمناخ.
أفكار بسيطة للمشاركة في اليوم العربي للبيئة
إذا كنت تهتم بالبيئة المحيطة بك وتسعي إلى تحقيق التوازن بها من أجل مستقبل صحي ونقي لك ولعائلتك، إليك بعض الأفكار المبسطة التي يمكنك القيام بها ليكون لك دور فعال في اليوم العربي للبيئة.. ومنها:
- الاهتمام بالمساحة الخضراء التي أمام منزلك أو في المنطقة المحيطة ببيتك بوجه عام.
- تجنب الفوضى وإلقاء القمامة والمخلفات في غير الأماكن المخصصة لها.
- تعلم كيف تشتري ومتي تشتري ومن أين تشتري، فهناك منتجات مجهولة المصدر ومضرة جداً للبيئة.
- توعية أسرتك بأهمية البيئة وكيفية البعد عن العادات الخاطئة مثل حرق القمامة، وبالتالي تأهيل أجيال واعدة لها اهتمامات خاصة بالبيئة المحيطة بها.
- تجنب استخدام الاكياس البلاستيكية عند التسوق أو لحفظ الأطعمة والمأكولات في البيت.
- اتباع روتين صحي من خلال الترشيد في استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية وعادات الاستهلاك الخاطئة.
من الجيد أن يكون لك دور فعال في رفع مستوي الوعي بأهمية البيئة، فقط ابدأ بأهل بيتك وأصدقائك وزملائك في العمل وقوموا بتغيير طريقة التفكير مع اتخاذ خطوات إيجابية نحو حياة أكثر استدامة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز