ملفات متنوعة على مائدة قمة جدة.. ماذا سيبحث القادة العرب؟
قمة عربية مهمة وتاريخية تستضيفها مدينة جدة السعودية اليوم الجمعة، فماذا سيبحث القادة العرب فيها؟
وبحسب مصادر دبلوماسية فإن مائدة القمة سيكون عليها 32 مشروع قرار، ما بين سياسي واقتصادي واجتماعي.
ولا شك أن التطورات العربية الجارية في أكثر من بلد عربي ستفرض نفسها على أجندة القمة، بالإضافة إلى قضايا دولية وإقليمية.
عودة سوريا
الملمح الأبرز في قمة جدة هو استعادة سوريا مقعدها العربي بعد 12 عاما من تجميد عضويتها، حيث يشارك الرئيس السوري بشار الأسد في أعمال القمة بعد وصوله أمس الخميس إلى السعودية.
عودة سوريا للحضن العربي جاءت كثمرة لجهود قادتها دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ زار الرئيس الأسد أبوظبي مرتين الأولى العام الماضي، والثانية في شهر مارس/الماضي.
وتكللت تلك الجهود بقرار من الجامعة العربية في السابع من الشهر الجاري بعودة سوريا للمشاركة في اجتماعاتها.
وكذلك، قادت دولة الإمارات عبر عملية "الفارس الشهم 2" جهود الإغاثة والمساعدات لسوريا عقب الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا في شهر فبراير/شباط الماضي، كما زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي دمشق عقب الزلزال للإعراب عن تضامن ودعم دولة الإمارات لسوريا في هذه الكارثة.
قمة جدة من المقرر أن تتطرق القرارات الصادرة عنها إلى حل الأزمة السورية بكافة جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية بالإضافة إلى ملف إعادة الإعمار.
السودان
التطورات في السودان أيضا ستفرض نفسها بقوة على مائدة القادة العرب في جدة، خاصة في ظل استمرار الاشتباكات بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ أكثر من شهر.
ووجهت المملكة العربية السعودية الدعوة للبرهان للمشاركة في القمة بوصفه رئيس مجلس السيادة، إلا أنه اعتذر عن عدم المشاركة.
وبحسب تقارير إعلامية فقد أناب البرهان وكيل وزارة الخارجية السفير دفع الله الحاج لرئاسة وفد السودان في القمة.
وتستضيف مدينة جدة مباحثات بين طرفي النزاع في السودان، اللذين وقعا يوم الخميس الماضي "إعلان مبادئ" لم يفلح في وقف الاشتباكات اليومية.
القضية الفلسطينية
في ظل التصعيد الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وغزة والاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى، من المتوقع أن يصدر عن قمة جدة بشأن القضية الفلسطينية يؤكد دعم الشعب الفلسطيني وقيادته والدعوة للتهدئة.
ومنذ عام 1948 ظلت القضية الفلسطينية حاضرة في كل القمم العربية باعتبارها قضيةَ العرب الممتدة.
لبنان واليمن وليبيا
3 ملفات عربية ساخنة أخرى سيناقشها القادة العرب في قمتهم اليوم
فبالنسبة للبنان، التي يمثلها في القمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ستصدر قمة جدة قرارا يدعو لإنهاء الفراغ الرئاسي الذي يعيشه لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعوة كافة الأطراف اللبنانية للحوار من أجل عبور الأزمة السياسية الحالية.
كما ستكون أوضاع اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان حاضرة في البيان الختامي للقمة.
وبالنسبة لليمن، سيدعو القادة العرب إلى إنهاء الأزمة اليمنية، مع إدانة ممارسات مليشيات الحوثي الانقلابية، والتي تعطل الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وكذلك الأمر بالنسبة للأزمة الليبية، التي ستحتل حيزا مهما من مناقشات القادة العرب في قمة اليوم، ومن المقرر أن يتضمن البيان الختامي قرارا يدعو لإجراء الانتخابات الليبية في أسرع وقت.
مكافحة الإرهاب
يتضمن جدول أعمال القمة العربية كذلك بحث ومناقشة سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، وصيانة الأمن القومي العربي.
فقد عانت الدول العربية وما زالت من ويلات الإرهاب، وهي تبذل قصارى جهدها لمكافحة تلك الآفة المدمرة.
ملفات اقتصادية
لن تكتفي القمة العربية بمناقشة القضايا السياسية، بل ستتناول أيضا ملف الأمن الغذائي العربي، والذي سيحتل حيزا كبيرا من المناقشات في ضوء ما تشهده الساحة العالمية من تطورات.
القادة العرب سيناقشون أيضا مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا، والتي أثرت سلبا على أغلب دول العالم، وقطعا الدول العربية في القلب منها.
هل ستخرج القمة بنتائج مختلفة؟
يعلق المراقبون أمالا كبيرة على قمة جدة باعتبارها شهدت زخما غير مسبوق منذ سنوات، وأنها يمكن أن تكون "قمة تصفير المشكلات".
ويرى المراقبون أن هذه القمة تتميز بوجود إرادة سياسية حقيقية، يمكن البناء عليها لحل المشكلات العربية، وهو ما سيعود بالنفع على الدول والشعوب العربية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز