دمج المليشيات.. خطة باشاغا لمواجهة إقصائه من المشهد الليبي
تصاعدت وتيرة الخلافات بين رئيس حكومة "الوفاق" فايز السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا للسيطرة على غرب ليبيا الغارقة في الفوضى منذ 2011.
صراع مفتوح بين رجلي تركيا في طرابلس، السراج وباشاغا دفع كل منهما لاتخاذ قرارات لضمان السيطرة المطلقة على العاصمة الليبية عسكريًا وأمنيًا، عبر استمالة المليشيات المسلحة.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة السراج، الخميس، أن الوزير باشاغا، شدد على ضرورة الإسراع في برامج التدريب الخاصة بالمليشيات المسلحة، لتأهيلهم للانخراط في العمل الأمني بوزارة الداخلية، و"بناء مؤسسة أمنية قوية تهدف الحفاظ على هيبة الدولة".
قوة موازية للشرطة
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن باشاغا يسعى إلى تشكيل قوة موازية للشرطة، تكون ذراعه في حرب النفوذ ضد مليشيات طرابلس، بعد قرار السراج، بفصل مليشيا "الردع" عن وزارة الداخلية، لتصبح جهازًا تابعاً له بذمة مالية مستقلة، وتنصيب المليشياوي عبدالرؤوف كاره، رئيسًا له.
دمج المليشيات.. غطاء جديد لـ"مرتزقة أردوغان" في ليبيا
وأوضحت المصادر، أن باشاغا أحس بمحاولة السراج تقليص نفوذه على العاصمة طرابلس، فهرول إلى خطته الاحتياطية، التي تهدف إلى شرعنة المليشيات المسلحة، وضمها إلى وزارته لتكون سلاحه في مواجهة أي محاولة لإقصائه من المشهد.
وتصاعدت حدة الخلافات بين السراج وباشاغا، خاصة بعد رغبة الأخير في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، ما دفعه إلى محاولة ترويج نفسه والحصول على دعم، من العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة قام بها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثارت حفيظة تركيا، التي أمرت رجلها في طرابلس، السراج، بتقليص صلاحيات ونفوذ فتحي باشاغا.
اتفاق جنيف
ووفق مراقبين فإن الخطوة التي اتخذتها داخلية السراج تخالف اتفاق جنيف والموقع بين أطراف اللجنة العسكرية الليبية المشتركة برعاية أممية، والذي تنص الفقرة الرابعة منه على بدء عملية حصر وتصنيف المجموعات والكيانات المسلحة بجميع مسمياتها على كامل التراب الليبي، سواء التي تضمها الدولة أو التي لم يتم ضمها، ومن ثم إعداد موقف عنها من حيث قادتها وعدد أفرادها وتسليحها وأماكن وجودها، تمهيدا لتفكيكها.
تقليص نفوذ
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات مسلحة أقرت مساعي السراج بشكل سري للحد من تواجد المليشيات التابعة لباشاغا، بعد معلومات عن حشد الأخير مليشيات مصراتة للانقضاض على طرابلس وإزاحة السراج.
وغاب فتحي باشاغا، عن حفل دشنه السراج، في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال ليبيا، وحضره قياديو المليشيات المسلحة التابعة للأخير، وبعض المرتزقة الذين جلبتهم تركيا للقتال في ليبيا.
وتقع العاصمة الليبية طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وعدد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لمدن مصراتة والزاوية علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
وتوفر أنقرة لتلك المليشيات دعمًا عسكريًا من خلال المرتزقة والسلاح، في حين تحتمي سياسيًا بحكومة غير شرعية يقودها فايز السراج.
ويرى طيف واسع من المراقبين والخبراء إضافة للمؤسسات الشرعية الليبية أن حكومة السراج سقطت دستوريا لعدم نيلها ثقة البرلمان.