العلاج بالروائح.. هل يمكن التخلص من الاكتئاب في دقائق؟
العلاج بالروائح هو ممارسة استخدام الزيوت العطرية المستخرجة من النباتات لتحسين الصحة الجسدية والعقلية، ويُعتقد أن هذه الزيوت لها خصائص علاجية عند استنشاقها أو تطبيقها على الجلد، فيما
يُعتقد أن العلاج بالروائح قد نشأ في مصر القديمة والصين والهند، وتم استخدام الزيوت العطرية في هذه الحضارات لأغراض دينية وطبية وتجميلية. أما في العصر الحديث، اكتسب العلاج بالروائح شعبية متزايدة كعلاج بديل أو تكميلي للطب التقليدي.
ما هو العلاج العطري الأروماثيرابي؟
تُمتص جزيئات الزيوت العطرية من خلال الأنف وتصل إلى الجهاز العصبي المركزي. يمكن أن تؤثر هذه الجزيئات على الحالة المزاجية والسلوك والوظائف الجسدية. يمكن أيضًا تطبيق الزيوت العطرية على الجلد، حيث يمكن امتصاصها في مجرى الدم.
وأظهرت دراسة حديث أن العلاج بالروائح قد يكون قادرا على مساعدة الأشخاص على التعافي مما يصفه البعض بمرض العصر (الاكتئاب) من خلال مساعدتهم على تذكر ذكريات محددة غالبا ما تكون إيجابية.
وحسب موقع (Healthline) الطبي فإن العلاج العطري أحد أنواع الطب البديل، التي يستخدم فيها الزيوت المستخرجة من النباتات؛ لعلاج بعض الحالات الصحية، حيث تأثر تلك العطور على الجسم من خلال حاسة الشم وملامسة الجلد.
للمزيد: كيف تختار طبيبك النفسي المناسب؟ 8 معايير مهمة قبل الذهاب إليه
كيف تعالج العطور الاكتئاب؟
قام علماء بتجربة شملت 32 شخصا بالغا يعانون من اضطراب اكتئابي كبير خلال استنشاقهم لبعض الروائح في قوارير زجاجية، واستخدمت روائح مألوفة، مثل القهوة المطحونة، والبرتقال، لتحفيز المشاركين على تذكر ذكريات محددة.
وقالت كيمبرلي يونج، كبيرة الباحثين في الدراسة، والأستاذة المشاركة في الطب النفسي في جامعة "بيتسبرغ"، إن الروائح تثير ذكريات قوية وعاطفية في كثير من الأحيان بطريقة فريدة لا تفعلها المحفزات الأخرى بالضرورة.
وقال مايكل ليون، الأستاذ الفخري في علم الأحياء العصبية والسلوك في جامعة "كاليفورنيا إيرفين": "إذا قمنا بتحسين الذاكرة، فيمكننا تحسين حل المشكلات وتنظيم العواطف والمشكلات الوظيفية الأخرى التي يعاني منها الأفراد المصابون بالاكتئاب في كثير من الأحيان".
وبحسب مجلة "لايف ساينس" العلمية. فإن ذلك يمكن أن يساعد الأفراد المصابين بالاكتئاب على التخلص من دورات التفكير السلبية، وإعادة توصيل أنماط تفكيرهم، وأظهرت الأدلة أن الروائح تثير ذكريات تبدو حية وحقيقية؛ لأنها تتفاعل بشكل مباشر مع اللوزة الدماغية.
ويخطط الفريق لإجراء تجارب مستقبلية مع إضافة فحوصات للدماغ، لمعرفة كيفية استجابة اللوزة الدماغية، وهي مركز رئيسي لمعالجة المشاعر في الدماغ، للعلاج.
إليك: لعشاق العطور.. ما هي أغلى أنواع الزيوت العطرية في العالم؟
كيف يعمل علاج الأروماثيرابي؟
حسب موقع (Healthline) عادة ما يعمل العلاج بعطري من خلال اللمس والشم، حيث يعمل العلاج بالطريقة التالية:
- عند استنشاق الزيت العطري تصل جزيئاته إلى مستقبلات الشم.
- تُرسل تلك المستقبلات إشارات إلى الدماغ.
- ومن المرجح أن هذه الإشارات تؤثر على الجهاز العصبي.
- ينظم الجهاز العصبي المركزي وظائف الجسم خاصة: الهرمونات، والمزاج، والنوم.
- كما يمكن أن يمتص الجلد تلك العطور التي لها تأثير موضعي في الاسترخاء.
يذكر أن الأروماثيرابي أو العلاج العطري يمكن استخدامه بأكثر من طريقة، لعل أهمها: الاستنشاق، والتدليك، الاستحمام، والضغط على المنطقة المصابة بقطعة قماش دافئة.
أنواع الزيوت العطرية التي تخفف الاكتئاب والتوتر
هناك العديد من الزيوت العطرية التي لها العديد من التأثيرات على المزاج، وتخفف من حدة التوتر، لعل أهمها:
- الليمون: يعزز من صحة الجهاز المناعي، وتحسين جودة التركيز.
- اللافندر: يعزز الاسترخاء، ويهدئ الأعصاب، ويحسن جودة النوم.
- النعناع: يستخدم لتخفيف حدة آلام العضلات، وتحسين الهضم.
- البرتقال: يعلم على رفع وتحسين الحالة المزاجية وتقليل حدة التوتر.
- شجرة الشاي: يستخدم في علاج الاتهابات والعدوى الفيروسية والبكتيرية.
ما هي أضرار استخدام العلاج بالعطور؟
يعتبر العلاج العطري أو الأروماثيرابي من العلاجات الآمنة، لكن هناك مخاطر للعلاج بالورائح، لعل أهمها:
- تهيج الجلد أو الإصابة بالحساسية.
- احتمالية تهيج من يعاني من حساسية الصدر أو الأنف.
- التفاعلات الدوائية مع بعض العقاقير.
- لا بد من استشارة الطبيب في حالة الحمل والرضاعة.
وفي النهاية، إن العلاج بالعطور يعد من العلاجات التكميلية، التي لا تغني عن العلاج النفسي، ولا يغني عن استشارة الطيب المختص، بل والمتابعة في بعض الحالات، مع الحرص على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز