على غرار بن لادن.. هكذا فعلت بيرو في سيف "الدرب المضيء"

أحرقت السلطات في بيرو جثمان أبيمايل جوزمان؛ زعيم جماعة تصنفها إرهابية، ونثرت رفاته في مكان لم يكشف عنه، حتى لا يتحول لمزار، وذلك على غرار ما فعتله واشنطن في جثمان زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عقب مقتله حيث أخفت موقعه لنفس السبب.

وتوفي جوزمان، الذي أسس جماعة حرب العصابات الماوية "الدرب المضيء"، في 11 سبتمبر/ أيلول عن عمر يناهز 86 عامًا بعد ثلاثة عقود قضاها في السجن.

• من غرفة الساونا لكتابة التاريخ.. مسيرة استثنائية لـ"ماما ميركل"

وقالت وزارة الداخلية في بيرو عبر بيان لها إن عملية الحرق تمت في أحد سجون العاصمة البيروفية، ليما.

وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة رفضت طلبًا من أرملة زعيم العصابة الراحل الثانية إيلينا إيباراغويري، والتي تقضي هي الأخرى حكماً بالسجن مدى الحياة، لتسلم جثته لدفنها.

وسعت الحكومة عبر نثر رماد زعيم العصابة في مكان سري، إلى منع تحول قبره إلى مزار لأتباعه وغيرهم من المتطرفين.

وذكرت وكالة بلومبرج أن البرلمان وافق الأسبوع الماضي على قانون يمنح مكتب المدعي العام سلطة قضائية على رفات الإرهابيين، الذين يموتون في السجن، ووقع الرئيس بيدرو كاستيلو القانون.

وكان جوزمان، أستاذا للفلسفة وشيوعيًا سافر إلى الصين في أواخر ستينيات القرن الماضي، وأعجب بشدة بثورة ماو تسي تونج الثقافية، وسعى إلى نقلها إلى بيرو، عبر الحرب على الطبقية التي أطلقها عام 1980.

وفي سبيل ذلك، أسس جوزمان جماعة "الدرب المضيء" وحوّلها من مجموعة رثة من الفلاحين والطلاب المتطرفين إلى مجموعة متمردة قوية.

وتسببت حرب أهلية أججتها جماعة جوزمان في مقتل نحو 69 ألف شخص، معظمهم في المناطق الداخلية الفقيرة في بيرو، بين عامي 1980 و2000.

هجمات الدرب المضيء الجريئة وشبكات المخبرين والجواسيس عززت قدرة جوزمان على الهرب من الاعتقال، وأكسبته سمعة شبه أسطورية.

وأطلق عليه أتباعه لقب السيف الرابع للماركسية، بعد ماركس ولينين وماو ، وأضافوه إلى الترانيم والأغاني والملصقات والأدب الثوري.

لكن الشرطة ألقت القبض على جوزمان في ليما عام 1992، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وعندها تراجع تهديد جماعة الدرب المضيء كتهديد عسكري بشكل كبير، على الرغم من أن بعضها لا يزال قائما حتى يومنا هذا.

وفي عام 2018 ، حُكم على جوزمان بالسجن مدى الحياة للمرة الثانية في هجوم بسيارة مفخخة في ليما عام 1992، أسفر عن مقتل 25 شخصًا.

وتوفيت زوجة جوزمان الأولى، أوغستا لا توري، في ظروف غامضة في أواخر الثمانينيات. وفي عام 2010، تزوج من إيلينا إيباراغويري، التي تقبع في السجن، وتقضي عقوبة السجن مدى الحياة.