خبراء: داعش يلملم مليشياته بآسيا بعد هزيمته بسوريا والعراق
الخبراء يؤكدون أن التنظيم يحاول استغلال هذه البلدان كـ"ملاذ آمن" بعد تراجع دوره بالشرق الأوسط وهزيمة مشروعه الإرهابي بسوريا والعراق.
حذر خبراء معنيون بالشأن الآسيوي من مساعي تنظيم داعش الإرهابي إلى لملمة عناصره والتوسع في دول بجنوب شرق آسيا بعد القضاء على مشروعه الإرهابي في سوريا والعراق.
وأوضح الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن التنظيم يحاول استغلال هذه البلدان كـ"ملاذ آمن" بعد تراجع دوره وتأثيره في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الدكتور محمد جمعة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دول أفغانستان والفلبين وإندونيسيا على الترتيب سوف تستحوذ على النصيب الأكبر من وجهة التنظيم، وصعوده خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن "عملية نزوح كبيرة جرت لعناصره إلى هذه الدول في الفترة الأخيرة".
وأضاف جمعة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه "بخلاف تقديرات عدد من الخبراء وأحاديث تقارير إعلامية غربية عن هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق، فإن خطر التنظيم ما زال موجوداً ولم ينته"، مستدركاً: "ما انتهى بالفعل وبشكل نهائي هو مشروعه الإرهابي لدولته المزعومة في سوريا والعراق".
وأضاف الخبير في الشأن الآسيوي: "علينا التريث قليلاً قبل إعلان نهاية داعش، خاصة في العراق، ما لم يتم تفكيك شبكاته التحتية في العراق، فالتنظيم قادر على توجيه ضربات مؤثرة، خصوصاً أن الأجواء ما زالت مواتية للتوسع".
ودلل جمعة على قوة التنظيم في جنوب شرق آسيا، قائلاً: "أصبح داعش يزاحم في الفترة الأخيرة تنظيم القاعدة في معقله الرئيسي داخل أفغانستان، من خلال الانتشار الكبير له فيما يسمى بولاية خراسان التي تتوسع يوماً بعد يوم"
داعش خراسان
وقدر جمعة أعداد عناصر الإرهابيين في أفغانستان سواء المنتمين لداعش، أو القاعدة بنحو 60 ألف شخص، مشيراً إلى أن "أداء ولاية خراسان يوحي بانتقال عدد كبير من إرهابيي التنظيم".
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة، فإن عدد إرهابيي التنظيم يقدرون بحوالي 2500 شخص منتشرين في مناطق شرق البلاد.
ويشن الجيش الأفغاني وقوات التحالف الدولي عمليات قصف جوي منفصلة في أفغانستان، للحد من نفوذ داعش، وأعلن الجيش الأفغاني، الجمعة الماضي، أن 3 إرهابيين من جماعة "داعش- خراسان" قتلوا في قصف بطائرة مسيرة بإقليم ننكارهار شرقي أفغانستان، طبقاً لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء.
أسباب انتقال داعش إلى جنوب وشرق آسيا
وأرجع جمعة السبب في انتقال "داعش" لدول بجنوب وجنوب شرق آسيا –إلى أن "الأمر جزء من لعبة دولية، وذلك في إطار حروب الوكالة، فضلا عن رغبة تنظيم داعش في عمل دعاية ضخمة له في تنافسه مع القاعدة".
وأضاف الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن "أكثر الدول الآسيوية التي تحمل مخاوف التوسع بها ستكون على الترتيب: أفغانستان وباكستان، والفلبين، وإقليم خوزستان بإيران، ثم إندونيسيا"، معتبراً أن "الفلبين وجهة مفضلة للتنظيم بسبب وجود شبكة من الجماعات الإرهابية تعاونت مع داعش في فترات سابقة".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه "في الوقت الذي يتراجع فيه داعش في الشرق الأوسط، فإنه يحقق صعوداً واضحاً في أفغانستان والفلبين".
هجمات التنظيم الإرهابي
وتبنى تنظيم داعش الإرهابي أولى هجماته في جنوب شرق آسيا في مايو/أيار 2017، باعتداءات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أسفرت عن وقوع 4 قتلى.
وفي نفس العام وتحديداً في 23 مايو/أيار 2017، أعلنت جماعات إرهابية تابعة للتنظيم سيطرتها على مدينة ماراوي، لكن القوات الحكومية استعادتها بعد أشهر من المعارك الضارية بين الطرفين.
وفي إندونيسيا؛ أعلن زعيم ما يسمى بـ"الجماعة الإسلامية"، أبوبكر باعشير مبايعته لتنظيم داعش الإرهابي في أغسطس/آب 2014، وأعلنت الجماعة تغيير اسمها لاحقاً إلى "جماعة أنصار التوحيد" الإرهابية.
كما لم يستبعد جمعة لجوء بعض عناصر تنظيم داعش إلى دولة ماليزيا.
وفي هذا السياق، ورداً على ترحيل الحكومة الماليزية 6 من تنظيم الإخوان الإرهابي إلى مصر، توقع جمعة قيام الحكومة بترحيل عناصر جديدة من الإخوان، خلال الفترة المقبلة، ممن ستحوم حولهم الشبهات، وتستشعر الأجهزة الأمنية خطورتهم على الأمن الداخلي، مشيراً إلى أن ماليزيا ستسعى لإبعاد العناصر المتطرفة حتى لا توصم بالإرهاب.
ضعف الرقابة والقبضة الأمنية
وفي سياق متصل، حذر الدكتور أحمد قنديل، خبير الشؤون الآسيوية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من مخاوف تمدد التنظيمات الإرهابية وغيرها بجنوب وجنوب شرق آسيا، وتحديداً في الفلبين.
وأرجع قنديل في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أسباب تمدد تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في أقاليم ومناطق بجنوب شرق آسيا إلى ضعف الرقابة والقبضة الأمنية الكاملة في بعض المناطق بها، فضلاً عن عدم وصول الفكر الإسلامي المستنير لها لهذه المناطق التي يتعامل أهلها بعفوية شديدة.
وأضاف: "هناك مناطق رخوة وهشة في بعض تلك المناطق من السهل أن تنفذ منها التنظيمات الإرهابية في المستقبل القريب، وتضع موضع قدم لها بها عبر استخدام أساليب الحشد والتعبئة المختلفة".
وإزاء هذه المخاوف طالب قنديل بـ"تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية في تلك الدول، فضلاً عن تبادل المعلومات بشكل دقيق".
دور الأزهر
ومع الجانب الأمني، دعا قنديل المؤسسات الدينية في العالم العربي على رأسها الأزهر الشريف، إلى "التنسيق والتحرك السريع، لمخاطبة الشرائح الاجتماعية المختلفة داخل دول بجنوب وجنوب شرق آسيا، وكذلك مد نشاط مراكز الفكر في دولة الإمارات هناك، نظراً لما تتمتع به هذه المراكز من خبرة كبيرة في التوعية ونقل أفكار التسامح والوسطية.
وأكد أهمية "إعداد دورات تدريبية للأئمة والدعاة في هذه المناطق من خلال التوعية بالخطاب الديني المستنير".
ترحيل عناصر الإخوان الإرهابية
واعتبر خبير الشؤون الآسيوية أن "ترحيل حكومة ماليزيا 6 من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية مؤخراً إلى مصر خطوة مهمة للغاية وتطور غير مسبوق، في ظل السماح للإخوان خلال الفترات الماضية بإقامة المؤتمرات والندوات".
ورأى قنديل أن "الخطوة الماليزية تعتبر البداية لتغيير حقيقي في التعامل مع جماعة الإخوان داخل البلاد"، داعياً الحكومة الماليزية إلى "حظر أنشطة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA=
جزيرة ام اند امز