عادت اليمنية أسماء العميسي المعتقلة في سجون مليشيات الحوثي للأضواء في أعقاب تدهور صحتها إثر التعذيب الذي تتعرض له مع مختطفات أخريات.
وكشف حقوقيون يمنيون أن العميسي وعددا آخر من المعتقلات يتعرضن في السجن المركزي بصنعاء التابع لمليشيات الحوثي لمعاملة غير إنسانية ومهينة ويتعرضن للتهديدات المتواصلة من قبل "زينبيات" الحوثي.
وذكر المحامي اليمني عبد المجيد صبرة، الإثنين، أن مسؤولة سجن الحوثي وتدعى أم "الكرار المروني"، هددت المعتقلات بأنهن لن يخرجن من السجن إلا "جنازة"، كما تمارس بحقهن السب والشتم.
من هي العميسي؟
تعود قصة العميسي إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، عندما تعرضت للاعتقال من قبل مليشيات الحوثي مع والدها "ماطر محمد ناجي" و2 آخرين وتم إيداعهم سجن "مباحث أمانة العاصمة" ثم أحيلوا إلى النيابة الجزائية المتخصصة، وجرى إخضاعهم للتحقيق قبل أن يتم الإفراج عن الرجال الـ3 وبقيت أسماء في الحبس منفردة.
ولفقت مليشيات الحوثي للعميسي تهمة "إعانة التحالف" و"الإرشاد" لزوجها "خالد الصعيري" الذي يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة.
وتعرضت أسماء العميسي (23 عاماً) للاختفاء القسري وسوء معاملة ومحاكمة بالغة الجور جعلتها أول امرأة يمنية تواجه حكم الإعدام بتهم تتعلق بـقضايا "أمن الدولة" من قبل مليشيات الحوثي.
وبحسب تقارير طبية فإن حالة أسماء العميسي الصحية سيئة جدا وأصبحت تعاني من عدد من الأمراض، منها أمراض خاصة بالنساء كالذئبة الحمراء وأكياس على المبايض تحتاج إلى عملية جراحية لاستئصالها فضلا عن النزيف المتواصل وتدني نسبة الدم لديها إلى معدل 7 وهي نسبة متدنية جداً وتشكل خطرا على حياتها.
محاكم جائرة
وكانت مليشيات الحوثي قد وجهت بالإفراج عن أسماء العميسي في عام 2017 بالضمان وإحالة قضيتها إلى محكمة غرب الأمانة صنعاء غير المعترف بها، بتهمة الفعل الفاضح فقط، قبل أن تتراجع مليشيات عن ذلك بزعم أنها متهمة بـ "إعانة التحالف".
وفي 30 يناير/ كانون الثاني 2018، أصدرت "المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة" في صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي حكما العميسي بإعدام تعزيرا ثم بالسجن 15 عاما قبل أن تصدر في 2021 قرارا بإلغاء الأحكام السابقة لعدم وجود دليل ضدها.
وفي عام 2022، أصدرت مليشيات الحوثي حكما بسجن أسماء العميسي 10 سنوات لذات التهمة الملفقة، بحسب عبدالمجيد صبره، محامي العميسي، والذي أكد أنها لم ترغب في الطعن بالحكم بعد أن يئست من محاكم مليشيات الحوثي.
وأضاف صبره "تأمل العميسي في الإفراج عنها نظرا لحالتها الصحية المتدهورة جدا خصوصا أنها أمضت في السجن أكثر من ثلثي المدة".
وتقول منظمات محلية ودولية إن الانتهاكات التي تتعرض لها أسماء العميسي من قبل الحوثيين، ترقى إلى جرائم حرب، مطالبة في أكثر من تقرير الحوثيين بسرعة الإفراج عنها.
ويعد قمع الناشطات وإذلالهن نمطا من أنماط الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الحوثيون في مناطق سيطرتهم، فهناك أكثر من 1700 امرأة وناشطة يمنية واجهن الاعتقال والإخفاء وتم منعهن من الوصول للعدالة.