فورين بوليسي: الأسد استغل انقسامات المعارضة لاستعادة الغوطة
الأسد استغل هذه الانقسامات جيدا، مما أدى في النهاية إلى سيطرته على بعض مناطق الغوطة.
أعمدة دخانية متصاعدة ما بين الحطام الخرساني والمدنيين الراكضين بحثاً عن الأمان، لا تزال هذه هي الصورة المألوفة عن الغوطة الشرقية مع استعادة رئيس النظام السوري بشار الأسد السيطرة على الجيب الواقع جنوب دمشق.
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن العنف ليس القصة الكاملة وراء انتصار الأسد، فهناك عوامل أخرى لا تقل أهمية عنه تتمثل في التناحرات الداخلية والمحادثات السرية التي شكلت الصراع السوري لسنوات، بطرق بالكاد يلحظها من هم خارجها وحتى السوريين أنفسهم يصارعون من أجل مواكبتها.
- معركة أطباء الغوطة لإنقاذ الجرحى.. حياة أو موت
- النظام السوري يعلن خلو حرستا في الغوطة الشرقية من مقاتلي المعارضة
وأوضحت المجلة الأمريكية أن المعركة الأخيرة في الغوطة كانت وحشية، مشيرة إلى نزوح أكثر من 95 ألف مدني حتى الآن مع توقعات بنزوح المزيد خلال الأيام المقبلة، هذا فيما تواجه قوات الأسد الجوية اتهامات باستهداف المدنيين والمستشفيات.
ويعتبر النصر الذي حققته حكومة النظام إلى حد كبير نتيجة القوة الوحشية التي تم استخدامها هناك والحصار الذي استمر لخمس سنوات، بل والأكثر أنه نتيجة أساليب أكثر تطوراً كان لها دور مهم.
استغل القادة الموالون للنظام الصلات الاجتماعية والاقتصادية التي تربط دمشق والغوطة الشرقية، بينما تم العمل على تقسيم المعارضة، وهي ليست وظيفة صعبة بالنظر إلى أن الغوطة تعاني من الانقسامات.
ففي الشمال، يسيطر "جيش الإسلام" على الدوما، و"فيلق الرحمن" على مناطق أخرى بالجنوب، هذا فيما كان يسيطر "أحرار الشام" على حرستا.
وأشارت المجلة إلى أن الأسد استغل هذه الانقسامات جيداً، مما أدى في النهاية إلى تقسيم الغوطة إلى ثلاثة أجزاء صغيرة.
وأوضحت المجلة أنه مع شن الهجوم بدأت وسائل الإعلام الموالية للنظام بث مقاطع فيديو لتظاهرات في أحياء الغوطة، مثل: مسرابا وكفر باطنة وحمورية لوح فيها المدنيون بلافتات عليها صور الأسد والعلم السوري.
لكن تبين فيما بعد أن هؤلاء ما هم إلا مجموعة من الموالين والمتعاطفين مع نظام الأسد، هذا فيما أشارت المجلة الأمريكية إلى أن انقسامات المعارضة أصبحت بمثابة الورقة الرابحة للأسد، مما سمح له باستعادة السيطرة على مناطق المعارضة واحدة تلو الأخرى.
وكان نظام الأسد قد بدأ حملة قصف لا هوادة فيها فبراير/شباط الماضي على الغوطة الشرقية، مما أسفر عن وقوع أكثر من 1680 قتيلاً، وفقاً لإحصائية صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمت عمليات إجلاء للمدنيين والمقاتلين من الغوطة، حيث ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن 100 حافلة تنقل 6749 شخصاً، ربعهم من المقاتلين، غادروا المنطقة الخاضعة لفيلق الرحمن في الغوطة الشرقية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg جزيرة ام اند امز