يلجأ المحللون اليوم إلى وضع قيمة أو تصنيف لكل شيء، حتى يتمكّنون من تحديده كمّيا "رقميا".
ومع ذلك، هناك ظواهر يصعب قياسها بالإحصائيات، وهذا ما سنحاول شرحه لتقييم حالة الإرهاب في غرب أفريقيا.
قد تكون الطريقة المعتادة للقياس هي عدد الهجمات أو الإصابات التي تسبب فيها الإرهابيون، لكننا سنحاول القيام بذلك بطريقة أخرى، وهي استخدام المكافآت التي تقدمها الولايات المتحدة للإدلاء بمعلومات عن كل إرهابي في منطقة الساحل الأفريقي لمحاولة تقييمهم.
وتقدّم الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب"، أبو عبيدة الجزائري، المعروف باسم يوسف العنابي.
وتولّى "العنابي" قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" الإرهابي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020.
وبايع "العنابي" زعيم تنظيم "القاعدة" الإرهابي السابق، أيمن الظواهري، نيابة عن "القاعدة في بلاد المغرب" بعد تعيينه على رأس التنظيم.. وشغل سابقا منصب رئيس مجلس الأعيان، وكان عضوا فيما يسمى "مجلس شورى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب".
ومن أجل مقارنة قيمة "العنابي" بالخلفاء المحتملين لزعيم "القاعدة" السابق، أيمن الظواهري، تقدّم الولايات المتحدة ما يصل إلى 7 ملايين دولار لتقديم معلومات عن عبد الرحمن المغربي، وما يصل إلى 10 ملايين دولار للإدلاء بمعلومات حول "سيف العدل".
أما الزعيم المؤسس لحركة "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، الإرهابية، حمادة محمد خيري، الملقب بـ"أبو قمقم"، تقدّم الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وفي الفئة نفسها يوجد إرهابي "القاعدة في بلاد المغرب"، مالك أبو عبد الكريم، المسؤول عن تنفيذ هجوم عام 2010، والذي أسفر عن مقتل 11 من رجال الشرطة في الجزائر، إضافة إلى قتل رهينة فرنسي مُسن في النيجر في السنة ذاتها.
كما أن لفرع "داعش في الساحل" العديد من الأعضاء على قائمة المطلوبين لتورطهم في هجوم 2017 في "تونغو تونغو" بالنيجر ضد جنود من القوات الخاصة الأمريكية، "المارينز"، وبعض جنود جيش النيجر.. وتعرض الولايات المتحدة ما يصل إلى 5 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات تقود إلى اعتقال أي إرهابي شارك في هذه العملية.. ويتعلق الأمر بكل من: عثمان إلياسو جيبو، الملقب بـ"بيتي شابوري"، عيسى جمارو، عيسى باري، إبراهيم عثمان، الملقب بـ"داندو شيفو"، أبو حذيفة، الملقب بـ"هيغو".
وكان جيبو مسؤولاً عن تأسيس شبكة لاختطاف أو مهاجمة الغربيين في النيجر والدول المجاورة.
وبانتقالنا من تقييم الإرهابيين من غرب أفريقيا إلى الجزء الشرقي من القارة نجد أنه يوجد في صفوف حركة الشباب الصومالية الإرهابية، المبايِعة لتنظيم "القاعدة"، 11 إرهابيا مطلوبا في أمريكا.. وللإدلاء بمعلومات حول 6 منهم تعرض الولايات المتحدة ما يصل إلى 3 ملايين دولار، وللتبليغ عن 4 منهم تعرض 5 ملايين دولار، ومقابل معلومات تقود إلى "أبو عبيدة ديري" 6 ملايين دولار.
يبدو المستقبل مظلما بالنسبة لإرهابيي حركة الشباب الصومالية، حيث قال رئيس الصومال في 23 أغسطس/آب الماضي إنه سيقضي عليهم جميعا.. ومن جانبها، تقوم القيادة الأمريكية في أفريقيا، حليفة الحكومة الصومالية، بالإبلاغ كل أسبوع عن هجماتها ضد قادة حركة الشباب الإرهابية، ما يؤكد أنه لوضع حد لهذه الآفة فإن المطلوب هو الإرادة فقط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة